أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - الشهيد الحادى عشر














المزيد.....

الشهيد الحادى عشر


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 09:49
المحور: حقوق الانسان
    


الشهيد الحادى عشر من شهداء مجزرة بنى مزار،هو ذلك الشهيد الذى لم يرد إسمه فى قائمة الشهداء التى أعلنت بعد المجزرة والتى قالت إن عشرة مصريين فقط ـ من بينهم أطفال ـ قد ذبحوا فى وقت واحد وهم نائمون فى منازلهم!! ... الشهيد الحادى عشر هو ذلك الذى لم تطله مشارط عصابات الآثار أو عصابات الإتجار بالأعضاء البشرية، ( ليتهاكانت قد طالته وأراحته من حياته وأنقذته بذلك مما تعرض له لاحقا على أيدى أجهزة الشرطة )، إنه الشهيد الذى لم تطله مشارط الجناة وقت المذبحة، بل طالته فيما بعد وسائل التعذيب المستخدمة لدى أجهزة الأمن المصرى سواء كانت أدوات بدائية كالهراوات والسياط وبوابير الجاز وغيرها من طراز ( صنع فى مصر!!!) ،أو الأدوات التكنولوجية الحديثة كالعصى والقساطرالكهربائية وأجهزة الصدمات المسببة للرعب وغيرها من طراز (صنع فى أمريكا!!)،... الشهيد الحادى عشر لم يمت بعد إلى الآن ولكنه فى سبيله حتما إلى الموت البطىء !!، إنه الشهيد الحى الذى يرقد الآن مكبلا بالأغلال فى مستشفى العباسية، متهما بارتكاب جريمة لا يشك أحد فى برائته منها بما فى ذلك الذين كبلوه بالأغلال أنفسهم !!! ذلك الشهيد الحى وأعنى به المواطن : محمد على محمد أحمد يرقد الآن محاصرا ومعزولا عن العالم وعن وسائل الإعلام وعن الرأى العام ، وحتى عن محاميه أنفسهم حتى لا تتاح لأحد أن ينقل صورة حقيقية وواضحة بما حاق بذلك المسكين التعيس الذى أوقعه سوء حظه بين أيدى رجال الأمن الذين ما هم فى حقيقة الأمر إلا مجموعة أخرى من التعساء ربما لا يقلون عنه تعاسة ، والذين لا يملكون فى نهاية المطاف سوى أن يفعلوا به ما فعلوا وإلا فقدوا ما هو أثمن لديهم من حياتهم !!، إنها النار التى وضعها النظام بين أيديهم فلم يملكوا سوى أن يلقوها على أقرب عابر طريق أو بالأحرى على أضعف عابر طريق، وكان هذا العابر الضعيف هو الشاب الفقير المريض بالإكتئاب الفصامى الذى لا يستطيع بحكم مرضه أن يصمد لأى تهديد أو تعذيب، والذى كان من اليسير جدا على الشرطة المصرية أن تنتزع منه اعترافا بأنه هو الذى قتل الشهداء العشرة ،...ولو أرادت لا نتزعت منه اعترافا آخر بأنه هو الذى اغتال عمربن الخطاب أثناء الصلاة وهو الذى دس السم للخليفة عمر بن عبدالعزيز وهو الذى نفذ بنفسه مذبحة القلعة بأوامر مباشرة من محمد على باشا!! ، الشهيد الحى الذى فقد الآن كل أمل فى إطلاق سراحه ، حتى بعد أن أكد تقرير الطبيب الشرعى استحالة أن يكون هو الجانى ( مازال فى الطب الشرعى لحسن الحظ بعض الأمل والرجاء ، بعد أن فسدت مواقع أخرى عديدة لم يكن المرء يتصور أنها سوف يصيبها الفساد، أو أنها سوف تضطر يوما إلى مخالفة ضميرها المهنى تحت وطأة ضغوط نظام يغمره الفساد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه )، الشهيد الحى يدرك الآن بغير شك أن الفساد الأخطر والأفدح هو ذلك الذى أصاب ضمير المجتمع المصرى بأكمله فلم ينتفض أحد فى مصر من أجله، بل أصبح كل واحد فيها مشغولا بنفسه فقط، يحمد الله حمدا كثيرا على أنه الآن ليس هو المذبوح فى بنى مزار ، وليس هو المتهم ظلما المكبل بالأغلال فى مستشفى العباسية ، وليس هو الغارق فى مياه البحر الأحمر ، وهذه هى الطامة الكبرى، لا بالنسبة للتعيس محمد على وحده، بل بالنسبة لكل مصرى مرشح لأن يصيبه الدور فى يوم من الأيام.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هؤلاء التعساء
- ولد الضايع
- إلى الشاعر الذى لم يعد يكتب إلا للصغار
- زمن 00ما
- الميراث -قصة قصيرة
- هويدا طه
- المبارزة
- الشحاذ-مسرحية شعرية نثرية من فصل واحد
- موعظة أخرى على جبال هذا الزمان
- النجل والنجلان
- أنا أرى .. إذن أنا..
- الناس والكلاب
- يافرحتنا بوزراءإعلامنا
- قانون بقاء الجرح
- حكاية المادة 77
- مستقبلنا موز
- المنافقون
- الركسوتالجى!
- محاكمة صدام حسين
- المصريون ينتحرون


المزيد.....




- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - الشهيد الحادى عشر