أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - كلنا فى الهمّ!!














المزيد.....

كلنا فى الهمّ!!


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم انقضاء أكثر من ستة أعوام على رحيل الرئيس السورى حافظ الأسد، إلا أن هذه الأعوام الستة لم تكن كافية فيما يبدو لكى تجعل الأستاذ حسين عبدالغنى (مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة) تجعله يصدق أن حافظ الأسد قد ترك السلطة فعلا!!،فعندما كان يقوم بتغطية وقائع مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد فى القاهرة بتاريخ 20/ 8/ 2006 ذكر أن هناك جهودا مستميتة لتخفيف الإحتقان الذى أحدثه الخطاب الأخير للرئيس السورى : " حافظ الأسد "!!.. قالها بلا تردد وبشكل طبيعى تماما دون أن تصدر منه أية بادرة تشير إلى انتباهه إلى الخطأ الذى وقع فيه .. ..ربما يرى الكثيرون فى مثل هذا الخطأ مجرد سهو عادى أو مجرد فلتة لسان من ذلك النوع المألوف الذى كثيرا ما نقع فيه جميعا والذى نادرا ما يفلت منه أحد مهما كانت حدة انتباهه وتركيزه، خاصة عندما نتعود ذكر اسم معين على نحو معين، وقد عاصرت بنفسى بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر عام 1970، عاصرت بنفسى كيف أن عددا كبيرا من المذيعين المصريين كانوا يقدمون الرئيس أنور السادات بقولهم: " السيد الرئيس جمال عبدالناصر"!!، وقد ظلوا على ذلك أياما فى بعض الحالات ،وأسابيع فى حالات أخرى، لم يشذ عنهم سوى صديقى حسين شاش ـ أطال الله عمره ـ والذى ظل يقول : "الرئيس جمال عبدالناصر"، طيلة خدمته بالإذاعة المصرية التى امتدت إلى ما بعد رحيل عبدالناصر بشهور!!، ومع هذا فإن بوسع المرء رغم تسليمه بهذه الظاهرة المألوفة، بوسعه أن يضيف فرضيات أخرى نستطيع أن نفسر من خلالها بشكل أكثر إقناعا السبب فى وقوع مراسل لا يشك أحد فى مدى يقظته وانتباهه مثل حسين عبدالغنى فى مثل هذا السهو بعد سنوات طوال من غياب صاحب الإسم وليس مجرد أيام أو شهور كما فى حالة عبدالناصر ، ...هناك أولا ما سبق أن ألمحنا إليه منذ قليل ونعنى به الإعتياد الطويل على ذكر الإسم بطريقة معينة ، وفى حالتنا الماثلة استمر الإعتياد ثلاثين عاما ، دأب الإعلاميون فيها على أن يقولوا كلما جاء ذكر الحاكم فى سوريا : الرئيس السورى: " حافظ الأسد"!!، ... ثلاثين عاما وهم يقولونها كذلك حتى أصبحت العبارة كتلة واحدة غير قابلة للإنقسام ، تيبست عليها عضلات اللسان، وانضبطت على مخارجها زوايا الفم والشفتين، وتكيفت على مقاسها سعة الحنجرة وترددات حبال الصوت، بحيث أصبح تغييرها محتاجا حقا إلى عملية تليين لمخارج الحروف ...،ومن الطبيعى والحال كذلك أن ما أحدثته أعوام ثلاثون لن تغيره بسهولة بضع سنين ، ثم تأتى بعد ذلك فرضية ثانية وهى أن حسين عبدالغنى يرفض لا شعوريا أن يكون بشار الأسد فى مكان حافظ الأسد ، وهو رفض يشاركه فيه الكثيرون ممن يرون أن حافظ الأسد كان مثالا للحنكة والدهاء والقدرة على استرضاء كل الأطراف أو على الأقل أغلب الأطراف، أما بشار فهو من الحماقة والرعونة بحيث أغضب كل الأطراف أو على الأقل أغلبها ، ثم تأتى بعد ذلك فرضية ثالثة هى على النقيض من الفرضية السابقة ، وهى أن الهفوة التى أفلتت من لسان عبدالغنى ، ليست نتيجة انحياز لاشعورى لحافظ الأسد ، ولكنها راجعة إلى إحساس خفى بالإحباط وبأنه لم يحدث تغيير على الإطلاق فى سوريا فقد ذهب الأسد لكى يجىء الأسد، ويبقى القهر نفس القهر ، ومن ثم فنحن ما زلنا رغم تغير الأسماء فى عصر واحد، وأيا ما كانت الفرضية الصحيحة فإن مثل تلك الهفوة اللسانية فيما أعتقد ما هى فى نهاية المطاف إلا تعبير عن ذلك الهم الواحد الذى تجيش به نفوس أغلب المواطنين من إعلاميين وغير إعلاميين فى العالم العربى والذى عبر عنه أحمد شوقى أفضل تعبير حين قال:
نصحت ونحن مختلفون دارا *** ولكنْ كلنا فى الهمّ شرق



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اغتيال الفارس
- كابوس الشاعر ن .ع
- صلاحية الرئيس صالح
- لا أدرى لماذا؟
- جريمة الأبراشى
- الويسكى، والمنزول، والطوارئ
- أولويات حكامنا
- أبانا الذى فى المباحث
- مزيج الفسيخ واللبن
- الأيام الصعبة القادمة!!
- غسيل الحكام !
- لا وزن لنا إلا
- أرباب النوابل
- الليل يطارد طفلا فى الليل
- الفسادات
- الشهيد الحادى عشر
- هؤلاء التعساء
- ولد الضايع
- إلى الشاعر الذى لم يعد يكتب إلا للصغار
- زمن 00ما


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - كلنا فى الهمّ!!