أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - الغاسل والمغسول














المزيد.....

الغاسل والمغسول


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغلب القراء يعرفون المقصود بغسيل المخ ، وهو تلك العملية النفسية التى يتم من خلالها تجريد إنسان معين من معتقداته وآرائه وإحلال آراء ومعتقدات جيدة محلها ، ويتأتى ذلك فى المعتاد من خلال عزل الإنسان جزئيا أو كليا عن بيئته الطبيعية المعتادة وترديد أفكار بعينها على مسامعه بشكل مستمر فى ظل ظروف لا يملك فيهاأن يناقش تلك الأفكار مناقشة جدية أو أن يعترض عليها، ...ومع استمرار ترديد الأفكار الجديدة يستسلم المرء لها وكأنما هى أفكاره وعقيدته منذ البداية!!...أغلب القراء يعرفون المقصود بالغسيل حيث يكون الغاسل بداهة مختلفا عن المغسول ، لكن ماذا عن الأشخص المكلفين بحكم مهنتهم بغسل أفكار المواطنين ومن أمثلتهم مذيعو ومذيعات التليفزيونات الحكومية الذين يتلقون توجيهات مكتوبة فى بعض الأحيان وشفوية فى معظم الأحيان ثم يظلون يرددونها ليل نهار دون أن تنم على وجه واحد منهم ـ طبقا للتعليمات ـ أنه يشك فى صحتها ، ...ماذا عن هؤلاء الأشخاص ، وما هو تأثير الترديد المستمر للكلام الحكومى على أمخاخهم هم أنفسهم لا على أمخاخ المواطنين؟؟ الجواب على ذلك هو أن الإعلاميين أنفسهم هم أول من يتعرضون لغسيل المخ، بل إنهم يتعرضون له بشكل أكبر مما يتعرض له المواطن العادى لأن قدرة كل منهم على المقاومة والإعتراض( بحكم مزايا موقعه) أقل بكثير جدا من المواطن العادى الذى لن يخسر فى حالة اعتراضه شيئا يذكر، لأنه ببساطة لا يملك شيئا يذكر!! ...ولما كان الغسيل كما أسلفنا يفترض أن يكون الغاسل مختلفا عن المغسول، لما كان ذلك كذلك فإن تعبير:" غسيل المخ" لن يكون دقيقا فى هذه الحالة لأن الغاسل والمغسول كلاهما شخص واحد وهو المذيع أو الإعلامى نفسه ، والأفضل عندئذ أن نستخدم تعبير: " استغسال مخ " حيث يقوم المذيع نفسه بغسل مخه هو من خلال تبنيه وترديده المستمر لوجهات النظر الرسمية تنفيذا لتعليمات رؤسائه!!،... قفز هذا الخاطر إلى ذهنى حين كنت أتابع برنامجا حواريا شيقا فى قناة دريم بين مذيعتين ناجحتين هما: بسمة وهبة ( مقدمة البرنامج )، ورولا خرسا ( ضيفة البرنامج)، حين قالت رولا إن ما أحزنها فى الإنتخابات الرئاسية الماضية هو أن المصريين لم يكونوا يعرفون أسماء المرشحين لمنصب الرئاسة، وإن هذا راجع إلى إحجام الشخصيات العامة المعروفة عن الترشيح مما أفقد تلك الإنتخابات طابع المنافسة الحقيقية وجعل نتيجتها معروفة سلفا، وكلام السيدة رولا فى هذا المجال مثال جيد للإغتسال الجيد، فهو يوحى بأنها قد صدقت أن الشخصيات العامة المعروفة قد أحجمت بقرار منها عن الترشيح !!، وبدت رولا وكأنها قد نسيت تماما ما وضعته المادة 76 من الدستور ـ بعد تعديلها ـ من شروط تعجيزية أمام الراغبين فى الترشيح باستثناء رؤساء الأحزاب التى لم يسمع بأسماء رؤسائها إلا رؤساؤها أنفسهم !! ، ولا شك أن هذا النموذج الـ ( رولا خرساوى) يعيدنا مرة أخرى إلى التساؤل عن التعبير الأدق الذى يعبر عن طبيعة العلاقة بين المغسول والغاسل، وهل هما كلاهما الإعلامى نفسه؟ أم أن الإعلاميين الحكوميين عموما، وفى قطاع الأخبار خصوصا، يتبادلون فيما بينهم غسيل المخ فى عملية جديرة بأن تسمى بالـ (التغاسل)!!



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا؟
- أولاد حارتنا
- عايدة بيرّاجا
- كلنا فى الهمّ!!
- عن اغتيال الفارس
- كابوس الشاعر ن .ع
- صلاحية الرئيس صالح
- لا أدرى لماذا؟
- جريمة الأبراشى
- الويسكى، والمنزول، والطوارئ
- أولويات حكامنا
- أبانا الذى فى المباحث
- مزيج الفسيخ واللبن
- الأيام الصعبة القادمة!!
- غسيل الحكام !
- لا وزن لنا إلا
- أرباب النوابل
- الليل يطارد طفلا فى الليل
- الفسادات
- الشهيد الحادى عشر


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - الغاسل والمغسول