أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصارعبدالله - موقعة توشكى














المزيد.....

موقعة توشكى


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 07:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



فى شهر أغسطس من كل عام تقفز إلى ذهنى ذكرى موقعة توشكى ،تلك التى لم يعد يذكرها أحد ، رغم أنها إحدى المواقع الهامة فى التاريخ المصرى والسودانى فى آن واحد ، فقد كانت تلك الموقعة التى شهدها شهر أغسطس عام 1889، كانت هى بداية النهاية لذلك المد الكاسح الذى فجّره واحد من أبرز الدعاة الدينيين والسياسييين فى التاريخ المصرى السودانى الحديث ممن امتزجت الحقيقة لديهم بالوهم ، وتعانق الواقع عندهم مع الأسطورة ، واختلط الممكن على أيديهم بالمستحيل!!! 0
ذلك هو محمد أحمد الدنقلى الذى عرف بعد ذلك بالمهدى والذى كان يقول بأن النبى صلى الله عليه وسـلم على اتصال مباشر به، وأنه قد بشره بأنه سيفتح مكة، كما سيفتح المدينة والقدس، ثم يموت بعد ذلــك بعمر طويل فى الكوفة!، وقد قاد المهدى ثورة عارمة قدر لها أن تحقق نجاحـا ملموسا ضد الوجود المصرى فى السودان، غـير أن إصابته بحمّى التيفوس أجهضت آماله العريضـــة ففارق الحياة قبل أن يحــكم قبضته حتى على كل ربوع السودان، وعندئذ تولـى زمام الأمور من بعده خليــفته عبدالله التعايشى وهو من أسوأ الحكام الطغاة الذين شهدتهم السودان، ربما على مدى تاريخها كله!!، وقـد حلم التعايشى بتحقيــق جانب من الطموحات السياسية للمهدى لكنه سرعان ما أدرك استحالة تحقيق هذه الأحلام وفى مقدمتها فتح مكة،... حينئذ تفتق ذهنه عن بدعة غريبة ـ أوبالأحرى ليست غريبة على حاكم مثله ـ حيث قام ببناء قبة فوق قبة المهدى بأم درمان، وألزم السودانيين بالحج إليها بدلا من الحـج إلى بيت الله الحرام ! وبذلك أصبحت تلك القبة بديلا عن الكعبة المطهرة بأمر الطاغية عبدالله التعايشى! ومع هذا فإن تلك الحماقة رغم شناعتها لم تكن هى التى عجلت بانكساره ، فقد ارتكب فى الحقيقة غلطة عمره عندما فكر فى غزو مصر، وتجاوز مرحلة التفكير إلى مرحلة التنفيذ فسيّر إليها حملة بقيـادة عبدالرحمن النجومى ، متصورا أن تلك الحملة سوف تمهد أمامه الطريق لكى يصبح خليفة على مصر والسودان ،ثم بعد ذلك خليفة على كل المسلمين !
وفى 3 أغسطـس 1889 التقت تلك الحملة بقوة الدفاع المصرية التى كانت مكونة من 3685 مقاتلا أغلبهم من الجنـــود المصريين ، وإن كان من بينهم فى الوقت ذاته عدد كبير من الجنود السودانيين الذين هربوا من جيش النجومى وانضموا إلـى إخوانهم المصريين، كما كان من بينهم كذلك عدد من الجنود الإنجليز( حيث حرصت انـجلترة كعادتها أن يكون لها تمثيل ولو رمزى فى المعركة على نحو تتحمل معه أقل قدر ممكن من الغرم لكى يكون لها فـى النهاية أكبر قدر ممكن من الغنم ) ، وقد استطاعت القوة المصرية المكونة من أقل أربعة آلاف مقاتل ، استطاعت أن توقع هزيمة ساحقة بقوات عبدالرحمن النجومى التى كانت تفوقها أضعافا مضاعفة فى العدد ، حيث قتلت منها 1200، (وكان من بين القتلى عبدالرحمن النجــومى نفسه)، كماأسرت 4000كان من بينهم أحد أبنائه وهو عبدالله عبدالرحمن النجومى الذى انضم فيما بعد إلى الخدمة فى القوات المسلحة المصرية0!
وقد كانت معركة توشكى هى بداية الطريق إلى إسقاط أكاذيب عبدالله التعايشى، وأشنع تلك الأكاذيب هى ما زعمه من أن الحج إلى القبة التى بناها بأم درمان بديل عن الحج إلى بيت الله الحرام0
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيس والمرآة
- البهائيون المصريون
- الغاسل والمغسول
- لماذا؟
- أولاد حارتنا
- عايدة بيرّاجا
- كلنا فى الهمّ!!
- عن اغتيال الفارس
- كابوس الشاعر ن .ع
- صلاحية الرئيس صالح
- لا أدرى لماذا؟
- جريمة الأبراشى
- الويسكى، والمنزول، والطوارئ
- أولويات حكامنا
- أبانا الذى فى المباحث
- مزيج الفسيخ واللبن
- الأيام الصعبة القادمة!!
- غسيل الحكام !
- لا وزن لنا إلا
- أرباب النوابل


المزيد.....




- كارمن سليمان وروبي تشعلان أجواء الحفلات الافتتاحية لمهرجان - ...
- البيت الأبيض يعلق على تصريح ترامب حول -تغيير النظام الإيراني ...
- الموجات فوق الصوتية لزيادة فعالية المضادات الحيوية
- أردوغان يدين الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق ويؤكد دعمه ل ...
- ردا على قصف منشآتها النووية... إيران تستهدف قاعدة أمريكية بق ...
- عاجل| المتحدث باسم الخارجية القطرية: دولة قطر تدين الهجوم ال ...
- الاتحاد الأوروبي يجمد أصول 5 أشخاص مرتبطين بالأسد ويحظر سفره ...
- استطلاع: أغلبية الأميركيين قلقون من تصاعد الصراع مع إيران
- سقوط مُسيرة بعمّان تحمل رأسا متفجرا دون إصابات
- واشنطن بوست: حملة إسرائيلية سرية لترهيب قادة إيران العسكريين ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصارعبدالله - موقعة توشكى