أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صلاح بدرالدين - دروس أولية من سقوط الدكتاتور















المزيد.....

دروس أولية من سقوط الدكتاتور


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 686 - 2003 / 12 / 18 - 05:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 الدرس الأول :
    غني عن القول التأكيد مجدداً على أن ما آل اليه مصير الدكتاتور العراقي صدام حسين هو نهاية كل طاغيه في التاريخ مهما تكبر وتجبر ، هذه الحقيقة تكاد تتصدر سمة عصرنا الراهن بشكل خاص في بداية قرننا الحالي حيث الشعوب بدات ومنذ توقف الحرب البارده تجمع قواها لاستعادة ارادتها وانتزاع حريتها المسلوبه ان كان على صعيد انظمة الحكم أو الحركات السياسية أو الحياة الأجتماعية بكل جوانبها الثقافية والدينية والطبقية. نعم انه عصر الأنتقال من الحكم الفردي وتحكمه بقيادة الدولة والمجتمع والحزب والديانه والمذهب الى الفضاء الديموقراطي والقيادة الجماعية المنتخبة والبرنامج المتحضر المعبر عن مصالح المجموع والمساواة والمشاركة العادلة والأعتراف المتبادل .
الدرس الثاني : من الواضح أن الوقت يمر لغير صالح الدكتاتور – الفرد ويسقط الواحد تلو الآخر باشكال ووسائل مختلفة ، فهناك من يتعظ قبل قوات الأوان ( تجربة جورجيا ) وهناك من – يركب الرأس – ويتمادى من اجل الحفاظ على الامتيازات و – المنهوبات – لينال بالنهاية مصير صدام حسين أو نيقولاي شاوشسكو . وهناك من يعمل على كسب ود القوى العظمى والتنازل امامها دون أي تنازل أمام الشعب وارادته في التغيير ، كوسيله للبقاء .
الدرس الثالث : سقوط الفرد – الدكتاتور وفي الوهلة الأولى يخلق صدمه قويه كحدث كبير في أذهان من عايشه من ابناء جيل بكامله ، هذه الصدمة تعقبها عملية اعادة التوازن من جديد الى العقل والفكر والرؤية تؤدي الى الانتقال نحو اجواء مناسبة حرة لامكان في جنباتها للخوف والهلع من أي رقيب أو حسيب عندها يمكن لكل مواطن التوافق مع الحقائق الجديده وتمييزها بالملموس عن آثار ترسبات العصر الأستبدادي الغابر عندما كان كل انسان مرشحاً للموت كل لحظه عبر الانتقال او الانتقال الى عالم الفناء .
     وحينذاك يدرك الانسان ايا كان لونه وقوميته ودينه انه في وطنه وبين شعبه ومسؤول في اداء واجباته ، مفعم بمشاعر الانتماء .
الدرس الرابع : بعد السقوط تنكشف حقيقة الدتكاتور العارية من جميع الرتوش ومدائح الشعراء ووسائل الأعلام ونفاق كتبة القصور ، فالاستسلام المشين لصدام حسين واستجابته مثل حمل وديع لمعتقليه ينفيان كل ما قيل عنه زوراً ، وكتب عنه نفاقاً من ضروب الشجاعة الزائفه ، حيث بان للقاصي والداني انه لم يكن سوى مجرد جلاد دموي مثل أي رئيس عصابة مافيوي يفتك بضحاياه ويوزع الرشوة والمغانم على من حوله ليعاونوه في اذلال العباد وتصفية الناس حتى لو بلغوا الملايين .
الدرس الخامس : تحولات عصرنا الراهن تكشف لنا ان لاشجاعة لفرد أو مجموع اذا خرجوا عن مبادى الديموقراطية أو تنكروا لحرية الشعوب في تقرير مصيرها أو انتهكوا حقوق الانسان . لذا فانه بات من

المهام العاجله اعادة تعريف مضمون مصطلح – الشجاعه – والتي كانت في السابق تسري حتى على الجلادين المغامرين من الحكام الفرديين الذين حكموا بالحديد والنار في مراحل وحقب زمنية متعاقبه في حين ان الشجاع الحقيقي طوال التاريخ هو المناضل الذي يلتزم بمصالح شعبه ويخدم قضاياه مهما كانت النتائج .
الدرس السادس : سقوط الدكتاتور بهذا الشكل المذل يدل على ( أنه وحزبه ونظامه ) كان اضعف مما كان في الأذهان لسبب جوهري هو رغم جيشه العرمرم واسلحته وامواله واعلامه واجهزته وفدائييه فإنه كان معزولاً عن الشعب العراقي ولم يتمتع في يوم من الأيام باية قاعده شعبية مستعده للحفاظ عليه أو الدفاع عنه حتى لو كان الذين لاحقوه واعتقلوه اجانب غير عراقيين كما حصل مع طاغية تكريت .
الدرس السابع : بسقوط صدام حسين امين عام القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي يكون قد وضع نهاية مأساوية لهذا الحزب الذي رفع شعار معاداة الأستعمار بداية نشوئه وتكون تحت تأثير الفكر القومي الألماني النازي وتحول حزباً فاشياً بعد استلام السلطة واحتكارها وانتقل من مرحلة الدعوة والتعبئته والمعارضه الى ظروف التسلط واداة القمع وملاحقه المناضلين ، ورفض الآخر ليس بالسياسه والفكر بل عبر السحل والتقتيل والاباده .
    لانغالي اذا قلنا أن صدام حسين عبر بأمانة عن جوهر حزب البعث وهو الصورة الحقيقة لايديولوجيه ذلك الحزب ولايمكن في أي حال من الاموال الفصل بين صدام وحزبه من حيث الشكل والمضمون والمآل . واذا كان الحزب النازي الألماني قد انتهى واختفى بموت – القائد هتلر- ( الذي انتحر الى جانب عشيقته ) فان حزب البعث سينتهي بسقوط قائده في ايدي قوات التحالف الذي لم يتجرأ أن يقدم على الانتحار كما فعل سلفه .
الدرس الثامن : ان اسقاط حزب البعث في كل من العراق وسورية بات من المهام الوطنية العاجلة ليس لايديولوجيته الفاسده وسلوكه الأرهابي وليس لتسلطه على مقدرات البلاد ورقاب العباد وليس لفشله في انجاز المهام القومية الشريفه والوطنية الصادقه وليس لنهب الوطن وخيراته ، وليس لضرب وتصفية وتفتيت القوى الوطنية والديموقراطية ليس لكل ذلك فحسب بل لأن هذا الحزب هو اول فصيل سياسي في الشرق الأوسط يمارس بدعاً وخطاياً بعد اغتصاب السلطه عبر الانقلابات ومنها قتل خصومه السياسيين بواسطة المواد السامة في كل من العراق وسورية وذلك في السجون والمعتقلات ، والاقدام على ابادة الشعب الكردي عبر وسائل متعدده ومنها عنفيه من تعريب ، وتغيير التركيب القومي والجغرافي للمناطق الكردية وتهجير ومن ثم تتويج هذه الممارسات بالغازات الكيميائية كما حصل في – حلبجة – وبذلك يقوم حزب البعث بخلق فتنه وعداوة تاريخيه تجاه شعب صديق للعرب ويحاول بذلك الأساءه للتاريخ المشترك بين الشعبين منذ مئات السنين . فهل يستحق حزب بهذه الشاكله من البقاء ؟
الدرس الستاسع : اضافة الى قيام سلطة حزب البعث في كل من العراق وسورية وحسب خطط مدروسة بتركيع ابناء الشعبين وتجويعهم وزرع اخلاقيات فاسدة في نفوس الكثيرين بواسطه الترهيب والترغيب والأعلام الرسمي وكتب التربية ومناهج التعليم ، ومحاوله القضاء على كرامة الأنسان حيث شاهدنا

وللمرة الأولى وفي عهد حكم البعث أن يقضي سجناء سياسييون اكثر من ربع قرن في المعتقلات ودون محاكمات . أو أن يختفي اثار الآلاف من سجناء ومعقتلي الرأي في زنازين نظام البعث . نقول اضافة الى كل ذلك فقد انفرد البعث في العالم كله . بأختراع – بدعة – الجمهورية الوراثية – وتغيير الدستور بالسرعه القياسيه ليكون على مقاس الوريث ألم تكن هذه البدعة من مآثر البعث السوري ألم يحاول صدام قبل اندلاع الحرب من عقد صفقه لتولية قصي مهامه مع استعداده لتقديم التنازلات المطلوبه .
    لذلك ومع زوال مرحلة حزب البعث يجب العوده الى الأصول الديموقراطية وازالة كل الآثار السيئة التي ترتبت على سلطه ذلك الحزب من شعارات ومواقف وممارسات وقوانين .
    ان ازالة آثار هذه البدعة البعثيه لاتتوقف على شعبي سورية والعراق بل أن حركة التحرر العربية برمتها منوطة بالمساهمة قبل تعميم هذه البدعة على الأقطار الأخرى وتحويلها الى سابقة يحتذى بها من جانب رؤساء الجمهوريات من الحكام العرب الدكتاتوريين هنا وهناك .
الدرس العاشر : واخيراً فإن الشعب العراقي وقواه الحيه أمام الامتحان بعد القبض على الدكتاتور ، وكم سيكون الرد ناجحاً اذا جرت الترتيبات اللازمة لاجراء محاكمه قانونيه علنيه في محكمة عراقية خاصة وبشماركة قضاة وحقوقيين دوليين وان تدوم أطول مدة ممكنه ليتسنى لكل من تضرر من ابناء العراق والدول الاخرى من رفع الدعاوى القضائية وحتى تتحول محاكمة صدام الى – محكمة العصر – واستجواب لمرحلة بكاملها بسلطتها الاستبداديه وحزبها الحاكم ودكتاتورها – الفرد وايديولوجيتها الفاشية السائده وجرائمها المقترفه وسياساتها الداخلية والخارجية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار الفدرالية القومية الجيو – سياسية من الثوابت الكردية في ...
- خيار الفدرالية القومية الجيو –سياسية من الثوابت الكردية في ا ...
- نص كلمة رابطة كاوا للثقافة الكردية و اللجنة التحضيرية لتكريم ...
- الحوار المتمدن تشغل مكانة خاصة في عالم الصفحات الالكترونية
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 4 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 3 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 2 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي اولاً 1 – 4
- هل نحن أمام نهج امريكي جديد
- ث ك ك – كادك – مؤتمر شعب كردستان - عمق الازمة وسطحية المعالج ...
- الموقف العربي الرسمي من الفدرالية في العراق بين الآمس واليوم ...
- اجتماع دمشق : امن الأنظمة بديلا عن مصالح الشعوب
- العنوان الكردي لرحلة – ميرو – التركية - 2
- العنوان الكردي لرحلة – ميرو – التركية
- العراق الجديد والحركة التحررية القومية الكردية
- نزار نيوف عندما يجسد شراكة التاريخ والجغرافيا والمصير وموقع ...
- العجائب السبع
- الجيش التركي في كردستان هل هو قوة احتلال ؟
- تعقيباً على مقالة عروبة العراق ... الى اين ؟ البديل الوطني م ...
- الكورد والولايات المتحدة الامريكية


المزيد.....




- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...
- نتنياهو: سندخل رفح باتفاق أو بلا اتفاق
- الكونغرس يضغط على -الجنائية الدولية-
- حفل فني روسي في تونس
- هل استخراج الغاز حلال في أمريكا وحرام في إفريقيا؟ وزير الطاق ...
- الرئيس المصري وأمير الكويت يؤكدان ضرورة وقف إطلاق نار دائم ب ...
- السيول تجتاح مناطق عديدة في لبنان (فيديوهات + صور)
- -داعش- يعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد بأفغانستان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صلاح بدرالدين - دروس أولية من سقوط الدكتاتور