أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - هل نحن أمام نهج امريكي جديد















المزيد.....

هل نحن أمام نهج امريكي جديد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 668 - 2003 / 11 / 30 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 بتوقف الحرب البارده بين المعسكرين " الرأسمالي " و " الاشتراكي ) بانتهاء الاخير نشطت الحركة الفكرية في اوساط المثقفين الامريكان وظهرت موضوعات وتوجهات جديده اتسمت بعضها بالغرابة في نظر المراقبين ، فقد خرج البعض هناك بنظرية " صراع الحضارات " و" نهاية التاريخ " كما برزت مجموعات من الساسة والعلماء في عهد الرئيس – ريغان – تعاطت مع موضوعات الصراع الرأسمالي – الاشتراكي وكيفية مواجهه الاتحاد السوفيتي ثقافياً واجتماعياً جنباً الى جنب الضغط العسكري والمنافسه الاقتصادية والتكنولوجية ، وتبوأت نفس هذه المجموعات مواقع في دائرة القرار في ادارة الرئيس الحالي – بوش – وبدأت بتطوير مفاهيمها وتحاليلها الفكرية والاجتماعية والثقافية عبر دراسات ونقاشات ساهمت فيها بنشاط عدد كبير من مراكز البحث الجادة في الولايات المتحدة الامريكية . وقد سمعنا وقرأنا حتى في عهد الرئيس كلنتون سلف الرئيس الحالي بعضاً من النظريات والمصطلحات التي تحمل معاني سياسية واستراتيجية مثل " الاحتواء المزدوج " و " الارض مقابل السلام " و " النفط مقابل الغذاء " ,وفي عهد الادارة الامريكية الجديدة تم تطوير الشعارات السابقه والخروج بنظريات جديدة مثل " الضربات الاستباقية " و " الحرب العالمية على الارهاب " وتحولت كلمات الرئيس – بوش – وللمرة الاولى بتاريخ الرؤساء الامريكيين الى مايشبه المحاضرات والتحليل والخروج بنتائج نظرية وانعكست الآية تماماً لدى مقارنة  الوضع الراهن بمرحلة الحرب البارده حيث كان هذا الاسلوب متبعاً لدى زعماء ومنظري الدول الاشتراكية وقيادات حركات التحرر الوطني والانظمة التي كانت تصنف با " المعادية للامبريالية " .
    ومن اللافت أن رئيس الادارة الحالية قد قطع شوطا بعيداً في هذا المجال وخاصة في غضون العام الحالي وتحديداً منذ التحضير للبدء في حرب العراق التي نالت قسطا وافراً من الاخذ والرد والمناقشات بين مؤيد ومعارض على الصعيدين الرسمي والشعبي الاقليمي والعالمي وفي اروقه الامم المتحدة واجتماعات مجلس الامن وتحول الموضوع الى سجال مفتوح تضمن بالاضافة الى الكلمات والتفنن في طرح الحجج والبراهين وابراز الوثائق حول خطورة النظام العراقي المنهار واسلحه الدمار الشامل ومصير السلام والاستقرار العالميين ، التطرق الى موضوعات الديموقراطية والتغيير والاصلاح وحقوق المرأة وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير المصير وحرية السوق وتبديل مناهج التربية والتعليم .  الى الدخول في صلب المواضيع الحساسة في نقد وتقييم نهج الانظمة القومية والتوتاليتارية والحكومات الدينية التيوقراطية الارهابية في الشرق الاوسط بالذات وتشخيص مكامن الخلل بصورة واضحه وصريحة وجريئة ، والبديل الديموقراطي المطلوب .
     لقد تحولت زعيمة " الامبريالية العالمية " ، من نهجها التاريخي العدواني والعسكري الذي تخلله حبك المؤامرات وتنظيم الانقلابات العسكرية واجتياح الدول في اجواء من الصمت وبعيداً عن الضجيج الاعلامي

 

الى اسلوب المواجهه الفكرية والتمسك بالحجج والتحليل النظري والمناقشات المعلنه حول مصير العالم والحريه والديموقراطية وقضايا السلم والحرب ، وكذلك العمل النظري  والاعلامي في تبرير اية خطوة عسكريه حتى قبل حدوثها . فهل نحن أمام نهج جديد للنظام الامريكي وهل أن هذا النهج من تجليات النظام العالمي الجديد الذي بشربه الرئيس – بوش – الأب عام 1991 ، وهل نحن أمام شكل جديد من العلاقات الدولية وهل ان الرأسمالية العالمية امام منعطف اخلاقي سياسي فكري منهجي جديد آخذة الدروس والعبر من تجربه النظام الاشتراكي العالمي ، ومن تجاربها الخاصة في الوقت ذاته .
    ان قراءة متأنية لخطب وكلمات ومحاضرات مسؤولي الادارة الامريكية وبشكل خاص الرئيس – بوش – واعضاء حكومته واخص بالذكر في الاشهر السنة الاخيرة ستساعدنا على رؤية واستنباط نهج جديد وموقف جديد وانعطافة عميقة في المسار التاريخي لاعظم قوة كونية التي تشكل العنوان الرئيسي للنظام الرأسمالي برمته .
    ومن اجل الاحاطة بصورة أدق واشمل أحاول في هذه العجالة طرح مجموعة من المفاهيم والموضوعات والتفسيرات حول مايتضمنه الخطاب السياسي الراهن للادارة الامريكية بما يخص التراث البشري ومصائر العالم والخيارات المطروحه .
- مفهوم الحرية : " الحريه تستحق القتال في سبيلها والموت من اجلها ومناصرتها وان تقدم الحريه يقود ال السلام " " الحرية لايمكن تجزئتها " " عصرنا هو عصر الحرية " " تقدم الحريه هو نداء زمننا ، وهو نداء بلدنا فمن " النقاط الاربع عشره ( نقاط الرئيس ويلسون ) الى " الحريات الاربع " ومروراً بالخطاب في – ويستمنستر – ( خطاب الرئيس ريغان ) وضعت امريكا قوتنا في خدمة المبادئ " .. " الحرية تشكل اتجاه التاريخ " .
- الحركة الديموقراطية العالمية : " فشل الديموقراطية في العراق سيجعل الارهاربيين اكثر جسارة في العالم " " الديموقراطية العراقية ستتكلل بالنجاح ومن شأن هذا النجاح ان يبعث برساله الى دمشق وطهران مفادها أن الحريه يمكن ان تكون من نصيب كل أمة في المستقبل " " ان تأسيس عراق حر في صميم الشرق الاوسط سيكون بمثبابه حدث مفصلي بارز في الثورة العالمية للديموقراطية "
" الديموقراطية تتخذ عدة اشكال والديموقراطيات لن تتشابه بالضرورة مع الديموقراطية الامريكية"
- الشرق الاوسط : " الشرق الاوسط محور اهتمامي ويجب أن يكون محور اهتمام السياسة الامريكية لعقود قادمه " " هل حكم على الملايين في الشرق الاوسط من الرجال والنساء والاطفال العيش في ظل الاستبداد وبسبب التاريخ والثقافه " " شهد الشرق الاوسط مع انقضاء الحقبة الاستعماريه اقامة الكثير من الدكتاتورييات العسكريه واستولت كامل السيطرة على الاحزاب السياسية ووسائل الاعلام والجامعات بعد أن تبنت الاشتراكيه " " بدلاً من لوم الآخرين على حكومات الشرق الاوسط مواجهة المشاكل الحقيقية … العديد من مواطني المنطقه مازالوا ضحايا وتابعين خاضعين " " في


الشرق الاوسط حكومات متشبثه بعادات السيطرة القديمة المركزية واخرى تخشى وتقمع التفكير المستقل والابداع وتنهب الخيرات "
" استراتيجية تقدمية لتحقيق الحريه في الشرق الاوسط " " تبنت امريكا استراتيجية جديدة وسياسه جديده حيال الشرق الاوسط.
-  حزب البعث في العراق وسورية : " العراق الحر الديموقراطي رساله الى سوريه وايران " " تعهد الحكام الدكتاتورييون في سوريه والعراق باستعادة الشرف القومي وبالعوده الى الامجاد الماضيه ، وخلفوا بدلاً من ذلك تركة من التعذيب والقمع والبؤس والدمار " " استولوا على الاحزاب السياسية والاعلام والجامعات " " المجتمعات الناجحه تضع حدوداً لسلطة الدولة وسلطة الجيش .. وتقوم بحماية الحرية عبر القانون وتسمح بقيام المؤسسات المدنيه السلميه وبتشكيل الاحزاب السياسية ونقابات العمال ووجود الصحف ووسائل الاعلام وحرية العقيده وتضمن حق الملكية الفردية وتعاقب الفساد الرسمي وتخصص الاستثمار في قطاعي الصحة والتعليم وتعترف بحقوق المرأة وعدم توجيه شعوبها نحو كراهية ورفض الآخرين "
- الفدرالية وحق الشعوب : " ان الحكومات التمثيليه في الشرق الاوسط ستعكس ثقافات وحضارات المنطقه قد تكون الدول الديموقراطية مما لك دستورية أو جمهوريات فدراليه أو انظمة برلمانية " " طالماً غض الغرب النظر عن حقوق الشعوب طوال ستين عاماً " " سيوجد صوت للاقليات في الحكومة المستقبليه حتى قبل صياغة الدستور في العراق " " توجد عدة طرق لتحقيق نظام تمثل فيه حقوق الاقليات وينتشر فيه حكم القانون " " سنقف جانب الشعوب المضطهده حتى يحل اخيراً يوم التحرير والحرية " " تساهل دول الغرب حيال انعدام الحرية وذرائعها في ذلك في الشرق الاوسط على مدى 60 عاماً لم يحقق شيئاً لجعلنا في مأمن "
    استهدف ثلاث نماذج : " واجهنا ثلاثة نماذج في محاربتنا للارهاب في بلدان : يوغسلافيا وافغانستان والعراق " دكتاتوري شمولي باسم الايدلوجيا الشيوعيه ، تيوقراطية قرو وسطيه باسم الاسلام ، دكتاتورية فاشية باسم القومية ، والنماذج الثلاث تشترك في ممارسة أو دعم الارهاب وهي جميعها دولا متعددة القوميات ولم تحل فيها المسأله القوميةعلى اساس ديموقراطي انساني حر والنماذج الثلاث هي ما يطلق عليه بالثلاثي المهزوم والمأزوم .
    وفي الختام لابد من الاشاره الى أن الاسطر ما بين المزدوجتين هي من اقوال الرئيس – بوش – الواردة         في كل من : محاضرته في مؤسسة الصندوق القومي للديموقراطية  ( 6/ 11 / 2003 )    وكلمته في  لندن
( 19 /11/ 2003 ) ومقابلته الصحفيه مع – الشرق الاوسط – ( 21 /11/2003 ) والتي يقول فيها ايضاً انه الرئيس الاول في الولايات المتحده وللمرة الاولى يعترف علنا وامام الهيئة الدولية والعالم بوجوب قيام دولة فلسطينية مستقله . كما ذكرت في البداية وبالرغم من هذا الخطاب الجديد الامريكي وبداية بروز نهج جديد ومتطور وعميق في السياسه والرؤية الامريكتين تجاه الشرق الاوسط والعالم إلا ان السوابق التاريخية للسياسات الامريكية مازالت تشكل هاجساً وقلقاً في اذهان الكثيرين من ابناء شعوب منطقتنا . والمعيار في مثل هذه الاوضاع هو الممارسة العملية وتنفيذ المبادئ والمواقف على ارض الواقع والمستقبل كفيل بتقديم الجواب .   

 



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ث ك ك – كادك – مؤتمر شعب كردستان - عمق الازمة وسطحية المعالج ...
- الموقف العربي الرسمي من الفدرالية في العراق بين الآمس واليوم ...
- اجتماع دمشق : امن الأنظمة بديلا عن مصالح الشعوب
- العنوان الكردي لرحلة – ميرو – التركية - 2
- العنوان الكردي لرحلة – ميرو – التركية
- العراق الجديد والحركة التحررية القومية الكردية
- نزار نيوف عندما يجسد شراكة التاريخ والجغرافيا والمصير وموقع ...
- العجائب السبع
- الجيش التركي في كردستان هل هو قوة احتلال ؟
- تعقيباً على مقالة عروبة العراق ... الى اين ؟ البديل الوطني م ...
- الكورد والولايات المتحدة الامريكية
- محاولة في تحديد موقع الكرد ضمـن المعادلة الاقليمية لتوازن ال ...
- رداً على غسان الامام لماذا - استعباط - الرأي العام ايها - ال ...
- نحو اعادة صياغة البرنامج النضالي الكردي ... اليسار القومي أ ...


المزيد.....




- حزب أردوغان يرد على وصف رئيس بلدية إسطنبول -حماس- بـ-الجماعة ...
- مظاهرة حاشدة في هامبورغ لوقف موجة الكراهية ضد المسلمين والسل ...
- قبيل توجهه لإسرائيل.. بلينكن يحض حماس على قبول مقترح الهدنة ...
- جورجيا.. القوات الخاصة تستخدم الرصاص المطاطي لتفريق احتجاجات ...
- -هذا لاقانوني ولاأخلاقي ومثير للاشمئزاز-.. محتجة مؤيدة لفلسط ...
- الجيش المالي يعلن قتل قيادي في تنظيم -داعش- هاجم القوات الأم ...
- جامعة السوربون تحاصر طلابا مؤيدين لفلسطين
- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - هل نحن أمام نهج امريكي جديد