أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح بدرالدين - تعقيباً على مقالة عروبة العراق ... الى اين ؟ البديل الوطني من اجل عراق تعددي هو الحل















المزيد.....

تعقيباً على مقالة عروبة العراق ... الى اين ؟ البديل الوطني من اجل عراق تعددي هو الحل


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 535 - 2003 / 7 / 6 - 08:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في مقالته المنشوره بصحيفة – الحياة – ( 24 / 6 / 2003 ) يتباكي السيد مصطفى الفقى – على عروبة العراق وكأنه يربط انحسار المد العروبي كما يراه هو في ذلك البلد بسقوط نظام الطاغيه ، ولذلك يحذر العرب " من مغبة ضياع العروبة " " وظهور النعرة الشعوبية " " واحتمال مساومة عراق المستقبل بابرام السلام مع اسرائيل " " وانسداد البوابه الشرقيه للامة العربية " . ويبدى قلقه البالغ جداً على مستقبل هذا البلد كما كان ومازال " يبدي القلق نفسه على عروبة السودان من المد الافريقي " وبالاخير لايجد السيد الفقي افضل من " الاعتصام بالعروبه كوقاية للهوية العراقيه " وهو في مقالته يقرر بأن العراق " بلد عربي اصيل العروبه تشكلت قبائله من هجرات عربية استقرت بين النهرين منذ الفتح الاسلامي " ويخلص الى القول " ان عروبة العراق هي عروبة مستقره وليست عروبة وافدة " .
بادئ ذي بدء وقبل الدخول في خوض التفاصيل اجد نفسي مضطراً الى القول بأن آراء ومواقف كاتب هذه المقالة حول العراق أثارت دهشتي واستغرابي ولولا معرفة شخصيته ومكانته لحسبت أن حاملها أحد المستشرقين الاجانب من الذين يجهلون حقائق تاريخ وجغرافية المنطقه عامة والعراق على
وجه الخصوص . أما وانه يطرح نفسه ككاتب قومي عربي يحمل افكاراً ومواقف يطرحها ويدافع عنها فليسمح لنا بمناقشتها من باب الحرص على الحقيقة ، ومن منطلق التوصل الى قواسم مشتركة واتفاق طوعي وتعاقد مبدئي وتفصيلي حول مسألة التعايش المشترك بين مكونات المنطقه عموماً والعراق خصوصاً على الصعد القوميه والدينية والمذهبية والاجماع حول الحاضر والمستقبل على صيغ دستوريه وقانونية تنظم العلاقات وتحدد الحقوق والواجبات وتضع حداً نهائياً للشوفينية والاستعلاء القومي والفكر الشمولي واساليب الهيمنة والاحتراب والتقاتل والتخوين التي عانى منها العراق لاكثر من ثلاثة عقود ومازالت دول وشعوب المنطقه تكتوي بنيرانها حتى الآن .
المقالة تثير عدداً من القضايا المحورية التي تواجه شعوب المنطقه خاصة في وقت يتطلب فيه البحث عن بدائل عبر عملية التغيير المطروحة والتي باتت تشكل حاجة موضوعيه لايمكن تأجيلها أو فصلها عن مسار حياة شعوب منطقتنا التواقة الى حياة أفضل والطامحة الى الخلاص من قيود الانظمه الدكتاتورية والسلطات الاستبدادية ، ومن آيديولوجيا البنى الفوقية السائده والقوالب الثقافية الجامدة التي تنظّر لعهود الظلام والعنصرية والاصوليه .
*- مشرف عام " رابطه كاوا للثقافه الكرديه " .

 

 


ومن اجل التصدي للافكار والمواقف الوارده في المقالة ومتابعة جوانبها المختلفه وطرح البديل الامثل المتوافق مع سمات وضرورات وشروط المرحلة التاريخيه الجديده لابد من التوقف أمام القضايا التاليه :
أولاً : في مفهوم العروبه التي يبدي الكاتب تمسكه بها وغيرته عليها هل هي كما مارسها النظام السابق المنهار في بغداد والتي تجسدت في فكر حزب البعث وفي الخطاب السياسي الذي ساد طوال ثلاثه عقود وجلب الكوارث والويلات واثبت فشله مرات ومرات منذ حرب حزيران عام 1967 وحتى الآن . ثم ماذا عن مسؤولية الفكر القومي في الازمة الراهنه والذي مازال يعتنقه قطاع واسع من المثقفين عن الهزائم التي تلحق بالشعوب العربيه ان كان في قضايا التنمية والبناء والتطور أو في مجالات الديموقراطيه وحقوق الانسان والتقدم ، أو بخصوص المسألة القوميه وفي مقدمتها القضيه الفلسطينية . وما هو رأي الكاتب في تعريف العروبة التي هي عبارة عن جملة من التيارات والمواقف والممارسات والنظريات . فهناك – كأية حركة قوميه في العالم – عروبة ذات مضمون وطني تحرري انساني ديموقراطي ، وهناك ايضاً عروبة من نوع آخر اثبتت معاداتها للحريه وحق الشعوب وجلبت الهزيمة للنضال العربي ومارست القمع والاستبداد ضد الشعوب والقوميات غير العربية واصبحت عامل انقسام ومثيرة للفتن ، وسبباً في اثارة النعراث العنصريه والطائفية وتفتيت الوحدة الوطنيه كما ترينا تجربة عروبه حزب البعث في العراق وبدرجات متفاوته في سوريه ، وعروبة تيارات سياسيه وثقافية موزعة بين البلدان العربية في المشرق والمغرب .
ثانياً : في التكوين القومي للشعب العراقي وخصوصية نشوء الدوله العراقية الحديثة . فكما هو معلوم قامت الدولة العراقية المستقله منذ بداية عشرينات القرن الماضي على اساس صيغة مركبه تجمع العرب والاكراد والقوميات الاخرى وحسب شروط دوليه من جانب عصبة الامم تضع بعين الاعتبار ارادة شعب كردستان – في – لواء الموصل – حسب تعريف ذلك الزمان في تقرير مصيره ، وبعد انبثاق الجمهوريه حمل دستورها الاول في مادتها الثالثه بندا ينص على " شراكه العرب والكرد في الجمهوريه العراقية " ثم جاء الاعتراف الرسمي الدستوري والقانوني بصيغة الحكم الذاتي كردستان . وكما هو معلوم يشكل الكرد ما يقارب ربع سكان العراق . كل هذه الحقائق والمبادئ اراد كاتب المقالة القفز فوقها والانطلاق من كون العراق بلد عربي اصيل والعروبة فيها ليست وافدة رغم اعترافه باستقرار العرب في العراق منذ الفتح الاسلامي . نعم يصح القول أن عرب العراق جزء من الامه العربية وليس العراق ، لان كرد العراق جزء من الامة الكردية ، وتركمان العراق ، وكلدان العراق ، واشورييو العراق ليسوا جزءً من التكوين القومي العربي .
ثالثاً : حول معاني مصطلحات وردت في المقاله وهي من مخلفات العهود القديمه البائدة تشتم منها رائحة الشوفينية والتميز القومي والاستعلاء مثل مصطلح – الشعوبية – و – البوابة الشرقية

 

 

للامه العربية – فالاول كان يطلق منذ عهد الامويين على حركات الشعوب غير العربية التي ابتليت بالاضطهاد القومي والقمع ومصادرة الثقافة القوميه والهوية والتي كانت تحاول بين الحين والآخر
الخلاص من معاناتها وتحقيق نوع من الاستقلال والتحرر . كما اطلقه حكام البعث في العراق وسورية على الحركة التحرريه القوميه للشعب الكردي كنوع من انواع الاتهام والادانه والعداء . أما المصطلح الآخر فيكفي ان يكون مخترعه في سبعينات القرن المنصرم كاتب روايات الطاغيه صدام حسين وهو على اي حال ظهر خلال المدالشوفيني وبالتحديد في فترة احتدام الصراع العنصري مع – الفرس المجرس - . فهل يسترجع الكاتب هذه المصطلحات البائدة والمفلسة مرة اخرى لنشرها في الفضاء الثقافي من اجل تضليل الجيل الجديد وحرفه عن معركته الحقيقية في البناء والتجديد والمعرفة ، والثقافة الديموقراطية . على قاعدة خطاب سياسي – ثقافي جديد .
رابعاً : في الموقف من حل المسأله القوميه للشعوب والقوميات والاثنيات التي تتقاسم العيش مع الشعب العربي في بعض البلدان مثل : العراق وسورية والسودان وبلدان شمال افريقيا وكذلك مسائل الهويات الدينية والثقافيه كما في مصر ولبنان . لان جزءً أساسياً من الازمه الراهنه يعود الى وجود خلل في العلاقات العربيه مع تلك العناصر والمكونات وغياب اي برنامج وطني ديموقراطي يؤسس لايجاد الحل السلمي المناسب لتلك القضايا التي مازالت تؤدي الى نزيف بشري واقتصادي ومشكلة حضارية واخلاقية تتفاقم يوماً بعد يوم .
وبخصوص الموقف من هذه القضايا يسلك الكاتب اسهل واقصر الطرق وهما التجاهل الكامل لحقوق الآخرين ، والتشبث في شرنقة – الأنا – على حساب المقابل ، والتهرب من طرح مفهوم وطني ديموقراطي حول الحاضر والمستقبل والمضي قدماً في نهج المهزومين تجاه مسألة الديموقراطيه والتعدديه وقضايا الشعوب والقوميات .
خامساً : في مفهوم بديل النظام المنهار حيث يجمع العراقييون بمختلف قومياتهم وميولهم السياسيه ومنابعهم على ان البديل الانسب في حالة العراق هو تعزيز الانتماء الوطني العراقي على اساس تعددي فدرالي تعاقدي حر وديموقراطي وهذا الخيار لايشكل اي تهديد لعروبة العرب العراقيين بل هو نقيض عروبة النظام الدكتاتوري البائد ، والفكر الشمولي الشوفيني واتباع مقولات الحزب الواحد القائد للدوله والمجتمع . ذلك الفكر الذي عجز عن انجاز مهام التحرر والتنميه والاستقلال والتقدم وظل مسيطراً بقوة الحديد والنار حتى التاسع من ابريل / 2003 الذي دشن تحولا تاريخياً عميقاً في العراق مازالت نتائجه تتواصل هناك وفي بلدان الشرق الاوسط برمتها .  



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد والولايات المتحدة الامريكية
- محاولة في تحديد موقع الكرد ضمـن المعادلة الاقليمية لتوازن ال ...
- رداً على غسان الامام لماذا - استعباط - الرأي العام ايها - ال ...
- نحو اعادة صياغة البرنامج النضالي الكردي ... اليسار القومي أ ...


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح بدرالدين - تعقيباً على مقالة عروبة العراق ... الى اين ؟ البديل الوطني من اجل عراق تعددي هو الحل