|
مَناسكٌ نرجسيّة 4
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 07:22
المحور:
الادب والفن
الفجرُ غافٍ بعدُ ، أو أنّ قلبَه نائمٌ وطرفه يقظان ؛ فأفق المدينة ، المشطورُ بسيف الشفق ، الجمريّ ، كان مُذيّلاً بدخان المعامل البعيدة ، التي لا تعرف النومَ . الهواء ، بدا بلا رئة ـ كروح عتم ، بلا مصباح القلب ؛ كعرش إلهيّ ، بلا أعمدة الرحمة ؛ كشرّ على العالم ، بلا سماء الجزاء . كنا أبكرَ الواصلين للتربة . وما عتمَ النسيمُ أن حمَلَ نشيجَ " مريم " ، من الطرَف القصيّ لمراقد آلنا ؛ أين يثوي قبرَ أمّها ؛ نسيمٌ ، بلا حبّة طلع واحدة . شعرها ، الأشقر ، يتطاير هنا وهناك ـ كما جزة ذهبيّة ، في ريح الأسطورة . طيرٌ عابرٌ ، حاولُ عندئذٍ تحيّة َ الرخامة الصريع ، بجنحه الخافق . وهيَ ذي أمّي ، بدورها ، تتحاملُ على نفسها في الهبوب الأخير للنشيج ، فتبلغ موقف الفتاة لتنهضها من كبوتها على البلاطة ، المُهشمة . متضجّراً من المشهد ، المُعتق ، أغادرُ البقعة العائليّة ، مُصعّداً بإتجاه تكيّة " مولانا " . ما أن بلغتُ جدارها ، الغربيّ ، إلا وألتقي بإمرأة أخي ؛ هذه المُتبدّية بسيكارتها ، الخالدة ، لا تقلّ ضجراً . ثمة ، رأيتها مُتسمّرة عن كثب ، بالقرب من مقام ، مُتداع ، غير مسقوف . وقفتُ إلى جانبها ، أتأملُ عبرَ قضبان الباب الحديديّ المُشرع ، ذلك الضريح الحجريّ ، المنبثق خلل شقوقه أعشابٌ وطحالبٌ ، تدين بخلودها للندى أو ربما للدموع . سألتني " صافية " ، مشيرة ً إلى نقش الشاهدة : ـ " أهيَ كتابة فارسيّة ، هذه ؟ " ـ " لا ، هذا ضريحُ أميرنا " ـ " هل تستطيع قراءة النصّ ؟ " . طلبها كان لا بدّ أن يفجؤني . بلا أمل ، حاولتُ فكّ الطلاسم ، العنيدة . على أنني ، أمام إلحاح نظرة المرأة ، ما أصدرتُ سوى همهمة ، مبهمة . ولا بدّ أنها أشفقتْ على إرتباكي وتلعثمي ، ما دامت قد لحظتْ قبلاً مفارقة حياتنا ، المُزدوجة اللغة ؛ وكيف يتبادلَ المسنون الحديث بالكرديّة فيما بينهم ، في الوقت نفسه الذي يصرخون فيه على أولادهم بلسان الضاد . وما فاقم من حرجي للحقيقة ، تلكَ الهيئة ، الزريّة ، لضريح من دعوته بلسان فخور ، " أميرنا " .
متوحّداً ، إنحنيتُ على الشرفة بمنامتي . شهابٌ ما ، إختط طريقه في الأعالي ، لحظة النجوم إشتعلتْ ، بإنطفاء أصص " البغونيا " . كان المنزلُ مهجوراً حتى من هررة الخريف ، التائهة في العتمة خلف مأوىً ، مؤقت ، لسِفاح شباط ، القادم . إيقاع قطرات صنبور الشرفة ، كان صدى خطىً صاعدة . ثمّ ما عتم شبح الغريبة أن تبدى أمامي ، راكعاً . كنتُ قِبلة َ صلاتها ، العارية حتى من الملبس الداخليّ . " ألا يمكن للمرء ، في هذا البيت الملعون ، أن يعثرَ على كأس للشرب ؟ " ، همسَ صوتها الأبح ، شاكياً . إقشعرَ جلدي لكلمتها هذه ، الأليفة . تواصلَ إيقاع القطرات ، الحثيث ، توغله في كياني ـ كخطىً موتى . طرقة طرقة ، يصرّ الإيقاع الشيطانيّ على إقتحام سمعي . شلتْ اليد ، المحاولة سدّ الأذن ؛ وكذا الأعماق ، العاجزة عن إطلاق صرخة إستغاثة .
كأس الماء ، لم يكُ بمتناول يدي ، لما أفقتُ باكراً على صداع ، داهم . عبثاً بحثت عيناي خلل أشياء الحجرة ، المنسكب عليها نورُ الفجر . وكان أن باغتني إحساسٌ ما ، يشي بحضور ليليّ ، غريب . بتلات الذاكرة ، تتفتح رويداً مع كلّ تفصيل ، آنيّ ؛ كما في عمليّة التركيب ، الضوئيّ . ما كانَ كابوساً ، تماماً ، ما أستعيده اللحظة من أجزاء ذلك المشهد ، الليليّ : دخول إمرأة أخي الحجرة ؛ الاخرى ، الغريبة ، تتبعها مروعة ً ، ممزقة الملبس ـ كأنها رسولة قادمة بنبأ ، هاربة من دربٍ رصدته عينُ النهبِ : " أتيتُ إليكَ ، لأنه لا مأوى لي بعدُ " ، بدأت كلماتها تنهمرُ ، دونما إعتبار لوجود شخص آخر ، شاهدٍ . وكانت في سبيل قصّ المزيد ، لما قطعَ عبارتها إنفجارُ سخطي . حينما تناهى من الزقاق ، النائم ، صدى الخطوات الملهوجة ، اليائسة ، كانت " صافية " ما تفتأ أمام باب حجرتي ، تتطلع إليّ بعينين تتبطنان مزيجاً من التساؤل والحيرة والرثاء .
*** أضحى للأسرة مفقودٌ آخر . ليلي ، أمسى هروباً حسب . وغاليتُ في قضاء ساعات الفراغ ، التي كان يتيحها عملي ، فأجدني متسكعاً في الدروب الغافية ، المُقفرة ، أو صحبة العصبَة ، الكوكشيّة . وها هوَ متطفل ، جديد ، يحلّ في تلك السدّة ، الربانيّة ، العاجّة بالأسرار والعلامات والأحاجي . إنه " الدكتور يونس " ؛ شقيق جارتنا ، الصالحانيّة ، وكان يمتلك صيدليّة بالقرب من جامع الحارَة ذي الحجارة البيض ، علاوة على تضلعه ، أحياناً ، بأمر خطبة الجمعة في ذلك المكان نفسه ، المبارك . منذ وهلة حضوره ، الأولى ، دلل هذا الشاب على تواضعه ، عندما طلبَ من الآخرين مخاطبته بصيغة " الأخ " . وإذاً ، سيكون على " شهاب " مواصلة الإستئثار بنعت " الأستاذ " ؛ هوَ المُعتبَرُ فيلسوف الجماعة . معدن التهذيب ، النادر ، كان من خصال أخينا ، الصيدلانيّ ؛ إذا ما غضينا الطرفَ عن عينيه ، الزرقاوين ، المنبعث منهما بريق المكر ، أكثرَ مما تفعله لحيته المُستدقة ، الشقراء ، المُجللة بالوقار . وما كان إلا أن يثير دهشة المرء ، تلك اللا مبالاة التي أبداها " يونس " ، وهوَ المؤمنُ المتيقن ، بالفاتحة الضبابية ، المألوفة ، المُستهل بها محضرُ العصبة .
ـ " ما هوَ السرّ في تنكر الأديان ، السماويّة ، لبعضها البعض ؟ " يحلق سؤال " ناصر " في جوّ الحجرة ، الأصمّ ، جنباً لجنب مع أريج فتات الكيف ، المُتناثر في المنقل النحاسيّ . راحَ الأخُ يهز رأسه ، دلالة على الإهتمام ، قبل أن يبادر للإجابة : " خلال فترة دراستي ، في " برلين " ، الغربيّة ، تسنى لي مجال الإحتكاك بالملل النصرانيّة وغيرها . لنلاحظ ، أولاً ، إنكارَ المسيحيين دعوة رسولنا ، الأكرم ، مُتناسين ما عاناه نبيّهم ، عليه السلام ، من إضطهاد اليهود له ؛ هذا الذي كان يخاطبهم ، بحسب الإنجيل المتداول : " لو كنتم تصدّقون موسى لكنتم تصدقونني ، لأنه هو كتبَ عني " . وما كان للنصارى أن ينكروا ، بدورهم ، خاتمَ النبوّة لولا إنحرافهم عن طريق الله ؛ فسجدوا للصليب والإيقونة والتمثال ، متجاهلين كلمة السيّد المسيح : " لا تصنع لكَ تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما ، لا تسجد لهن ولا تعبدهن " . حقيقة الأمر ، أن رجال الكهنوت همُ من لعبوا الدور الأكبر في إنحراف الدعوة المسيحيّة . حتى لقد شاعَ في أوروبة القرون الوسطى هذا المثل ، البليغ : " إفعل ما يقوله الكاهن ، لا تفعل ما يفعله ! " . ـ " قولكَ : " بحسب إنجيلهم المتداول " ، ألا يعني ، أيضاً ، أننا ننكر على المسيحيين صحّة عقيدتهم ؟ " ، بادرتُ الصيدلانيّ بسؤالي . في ردّه ، أكدَ الرجلُ على ما دعاه " حجّة التحريف " ، ناكراً أصلاً نسبَ الإنجيل إلى سيّدنا عيسى : " لقد أخفى الحواريون ، الأوائل ، ذلك الكتاب المُسمّى " إنجيل برنابا " ، المُثبّت بشارة خاتم الأنبياء . وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : " وربك أعلم من في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داوود زبوراً " . عندئذٍ ، كان على " نورو " أن يتدخل في المجادلة ، قائلاً بلهجته المُعتادة ، المُفصحة عن سخرية بيّنة : " ولكنك ، أيها الأخ ، تسند حجتكَ بآية من القرآن ، لا من الإنجيل ذاكَ ؟ " . السهام الزرقاء ، لنظرة الصيدلاني ، الواثقة التسديد ، حقّ لها أن تريّش بإتجاه صديقي ، محملة بكلمته : " هذا لأنكَ لم تدعني أكمل فكرتي ! " . ثمّ واصلَ بعيد لحظة صمت : " ما عاد لذاك الإنجيل الحقيقيّ ، السماويّ ، من أهمية ما شاء ربّكَ أن يأتي كتابه العزيز مُصدّقاً لما سلفَ من الكتب . وفي ذلك ، يقولُ تعالى : " وقفينا على آثارهم بعيسى إبن مريم مصدقاً لما بين يديه من توراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور وموعظة للمتقين . وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم فأولئك هم الفاسقون " .
ـ " ظهور الغائب ، هوَ المُتعيّن عليه إسترجاع حقيقة العقيدة وأصلها " إستهلَ " الأستاذ شهاب " القولَ ، بعدما كان قد لحظ تململَ كبير العصبَة في سدّته تلك ، النورانيّة ، المبطنة بريش حمامه ، الأثير . ثمّ إستطردَ الأستاذ بهدوء : " نحن ننكرُ صحّة عقائد الآخرين ، دونما أن نمتلك الشجاعة ، اللازمة ، للإعتراف بحال عقديدتنا نفسها ؛ بفرقة أهلها وخلافاتهم وتناحرهم . فمن قائلٌ بأن السنة هيَ الوجه الآخر للشريعة ، ليخالفه من يقول بأن تفاسير الكتاب محضُ شكليّة ولا تأتي على باطن المعنى . قام هذا وذاكَ بالحجج ، وصولاً إلى التكفير والتحريم " . ـ " ولكنّ كتاب الله حقّ ، لم يطله تحويرٌ أو تصحيف . والبيّنة على مشرعي زمننا ، السائر أغلبهم ، والعياذ بالله ، على ضلالة من سلفهم ؛ فيحللون ويحرمون بحسب أهواء الحكام ممن تولوا ، باطلاً ، ولاية المسلمين " ، يقولُ الصيدلانيّ بلهجةٍ جديدة ، أكثرَ وديّة وإلفة . وهذا " فرَج الحرامي " ، المُفيق للتوّ من غشية السَطل ، يتعثرُ بالمفردات : " ولكن ، يا دكتور .. ، يا أخ ! لمَ لا يُتاح للمرء إعتناق العقيدة ، التي يراها مناسبة له ؟ " . ـ " أتبغي ، إذاً ، أن يُفتحَ إكتتابٌ عامٌ ، لكلّ باغ ، مرتدّ عن الدين القويم ؟ " ، يتساءل بدوره الصيدلانيّ . الوجوم ، كان لا بدّ أن يستولي على مغوار الأسطح ، المنيعة ، فيما كان بعدُ يتأمل ما إرتسمَ من إستخفاف على ملامح مُجادله . على أنّ الأستاذ بادرَ ، ثانية ً ، إلى الإمساك بخيط الجدال : " ألسنا في كلّ الأحوال كما كانه حال الجاهليين ، الرافضين الدعوة بالقول : لسنا بتاركين دين الآباء والأجداد .. ؟ وهل نكونُ " خير أمّة أخرجت للناس " ، حينما نقف أمامَ العالم بلا ميّزةٍ ، غير ولادتنا من آباء وأمهات مسلمين ؟ " . من جهته ، أراد الأخ قيادة سفينة الجدل إلى برّ السلامة ، مؤملاً ربما بأمسيات اخرى ، أفضل نتائج . وها هوَ يقول بلهجته تلك ، المتسامحة : " إلهنا واحدٌ ، وكذا نبيّنا . وإعلموا أنني لا أتهمُ أحداً في إيمانه ، بل أعتبركم أخوة . وهذا حالي في الصيدليّة ؛ أعطي الدواء المناسب ، المطلوب ، دونما حاجة لسؤال المريض عن أصله وفصله " . كلمة المختتم هذه ، كان عليها ان تضافر من صحوة " فرَج الحرامي " ؛ هذا الما لبثَ أن رمقَ " ناصر " بنظرة ما ، ملغزة .
*** قدّر للجبل ، مجدداً ، أن تضربه هزاتُ سفحنا ، الدوريّة . الإطلاقات الناريّة ، إنفجرتْ ذاتَ مساءٍ ، حارّ ، كنتُ خلاله في حجرة الجلوس بصحبة الطفلتين. أبصرتُ من ثمّ " صافية " ، وقد سدّت بجسدها البابَ الرئيس ؛ هيَ التي كانت قد هُرعت قبلاً ، لمعرفة ما دهمَ الحارَة . خارجاً ثمة ، كان الهرجُ على أكمل أحواله . أبصرتُ في تلك الأثناء " فرجَ الحرامي " ، وكان في عدوه ، الحثيث ، نحوَ صدر الزقاق ، بيده غدّارة مُشرعة ، بدَتْ مُلتمعة بفضّة نور المصابيح ، الضئيلة . ثمّ تناهى ، على الأثر ، صوتُ محرّك سيارة ما ، وليحلّ من بعد الصمتُ المتوتر ، المُخترق أحياناً بهمس من كان متواجداً من الخلق . " قيْ " ظهرَ هنا بين أقاربنا ، وقد أجلتْ قسماته الإستخفاف بأيديهم ، العزلاء . وهذا " كور تعزيْ " ، يُقبلَ للتوّ من تلك الجهة العليا ، وبياض عينه ، الوحيدة ، تبعثُ في الظلمة الزنجيّة بارقاً من طمأنينةٍ : " إنه " حيدر " من أصيبَ . جرحه بسيط ، على ما يبدو . لقد نقلته للسيارة بنفسي ، وقال لي : آخ ، آبوْ ! ، تحملني بين يديكَ ـ كطفل ؟ " . في الدقيقة التالية ، سرَتْ همهمة ، مُريبة ، مرددة إسماً ما . وما عتمَ شبحُ " حيدر " ، العتيّ ، أن خطرَ بيننا وهوَ في طريقه ، على ما يبدو ، إلى منزل آل " صورو " . أمّا صاحب العين الوحيدة ، المُبشرة ، فلم يعُد له أثر بعد ؛ طالما ظهرَ في سماء الليلة نجمُ نحسه . خيط طويل من قطرات الدّم ، كان ما فتأ نديّاً على أرضيّة الزقاق ، مُتبدّياً لعينيّ بوضوح تحت نور القمر ، الحزين . وكنتُ لا أقلّ حزناً ، فيما أفكر بأنْ لا نهاية لهذا الخط ّ المشؤوم ، الدمويّ .
آيستُ من جدوى الإلحاح على " نورو " ، كيما يرافقني للمشفى . هناك ، في غرفة الإستعلامات ، سألتُ عن " يوسف " ، بما أنه يعملُ ممرضاً في المكان نفسه . وما لبثتْ أن إصطحبتني إليه زميلة له ؛ ممرضة شابّة ، تشي مساحيق وجهها ، الكثيفة ، بعملها في الحقول سابقاً . " إبن صورو " هذا ، سرّ بمقدمي ، وما عتمَ أن رافقني إلى الجناح الذي يرقدُ فيه شقيقه الأصغر . ثمة ، في زاويةٍ قصيّة ، حُشرَ سريران ، متقابلان ، رقدَ على أحدهما " ناصر " ، وقد بدتْ رجله المُصابة ، المُضمّدة بالجبس ، معلقة بوساطة رافعة معدنية . الجريح الآخر ، ما كان سوى " شيخ قمْبُز " ؛ الرجل المتوسّط السن ، والمعروف في الحارَة بكراماته . هذاالأخير بدا متكوّماً في سريره ، وجسده الضئيل مشمولاً بالغطاء ؛ هوَ المُخترقة أحشاؤه ، الثمينة ، بإحدى رصاصات المعتدين . كان " ناصر " واضح الكآبة . وقدّرتُ بأنّ ذلك له علاقة ، ربما ، بإنقطاعه عن الكيْف ، قسريّاً . وإذ أنهى هوَ إستعادة وقائع تلك الليلة ، فإنني شرعتُ بمساءلته ، مُستغرباً ، فيما أشيرُ ناحية صاحبه : ـ " ألم يكن من المفترض بشيخنا ، وهوَ صاحبُ الكرامات ، أن يتنبأ مُسبقاً بالكمين ؟ " ـ " عالمُ العارف ، الربّانيّ ، لا شأنَ له بمآزق الأنس " ـ " ولكنه مأزقه ، على كلّ حال ، وكادَ أن يُكلفه حياته ؟ " ـ " إسمَعْ ، خالْ ! هذه هيَ أمورهم ، وهكذا يجب أن تكون " ، قال ذلك وهوَ يغمضُ عينيه إعياءً . لزمتُ الصمتَ بإشارة من " يوسف " ؛ هذا الما عتمَ أن إستأذن بضرورة العودة لعمله . وكان عليّ ، بدوري ، أن أتناهضَ لمغادرة المكان ، حينما إنتفض بغتة ً قريبنا الجريح : ـ " لقد شُبّه لهمُ ! " ، نطقها وهوَ مشرق الوجه . صمته ، لم يطل هذه المرّة . وعلى ذلك ، أعقبَ قائلاً : " نعم ، إنه " المُستخلِفُ " ! لقد كان في معيّتنا ، لحظة إنطلاق رصاصات الكمين . ووقعتْ الشبهة في قلوب المهاجمين ، ما دام العارف ، الملثم دوماً ، أوحى لهمُ بشخص " حيدر " ؛ الرجل المطلوب من لدنهم " . ثمّ عادَ " ناصر " إلى إسترخائه ، المطمئن ، وكأنما منحَ إلهة َالحكمة تفاحتها ، الذهبيّة . [email protected]
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من جسر ثورا إلى عين الخضرة
-
مَناسكٌ نرجسيّة 3
-
مَناسكٌ نرجسيّة 2
-
مَناسكٌ نرجسيّة *
-
دعاء الكروان : تحفة الفن السابع
-
ميرَاثٌ مَلعون 5
-
ميرَاثٌ مَلعون 4
-
ذهبٌ لأبوابها
-
ميرَاثٌ مَلعون 3
-
ميرَاثٌ مَلعون 2
-
ميرَاثٌ مَلعون *
-
كيف نستعيد أسيرنا السوري ؟
-
أختنا الباكستانية ، الجسورة
-
جنس وأجناس 4 : تصحير السينما المصرية
-
زهْرُ الصَبّار : عوضاً عن النهاية
-
زهْرُ الصَبّار 13 : المقام ، الغرماء
-
الإتجار المعاكس : حلقة عن الحقيقة
-
زهْرُ الصَبّار 12 : الغار ، الغرباء
-
نافذتي على الآخر ، ونافذته عليّ
-
من سيكون خليفتنا الفاطمي ؟
المزيد.....
-
التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار
...
-
ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
-
تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا
...
-
-أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو
...
-
بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ
...
-
خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ
...
-
في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
-
الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
-
مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا
...
-
-الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
المزيد.....
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|