أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - كلمات من وطن














المزيد.....

كلمات من وطن


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2210 - 2008 / 3 / 4 - 07:11
المحور: الادب والفن
    


يحدث للكلمات في الغربة أن تحل محل الوطن ... يحدث لها أن تحتويك بشيء من الدفئ و العشق ..
أن تسمد حلمك بأمل و إرادة .. هامسة في أذنك ترانيم النسيم ... نسيم وطنك و موسيقى مقدسة لطقوس بدائية النقاء تراقص في أجوائها ذاكرتك بصمت دون أدنى رعشة أو همسة . إن جمالية الكلمات تمكن في توحدك بها .. مستفزا بذلك تلك الوحدة الشرسة التي أطلقت عنان بردها الغربة ..
تتوحد بكلماتك .. فتجد أنك مازلت على قيد الحلم .. مازلت تعيش في رائحة ونكهة زيت وطنك و زعتره ..
وبالذاكرة في بردك الطويل هذا رغبة في أخذك صوب البعيد .. نحو دفئ يستحم به وطنك حيث الفضاءات إسراءً ومعراجا تتناوب على أرضك بحثا عن العشق وخبز الخلود ..
وطنك يا رجل .. حيث طائرتك الورقية لم تزل تحلق في سمائه غير مكترثة بجاذبية أهل الأرض المختلة .. فبعد أن حملتها أنت حلمك .. لم تعد هي قادرة على الهبوط .. على أرض جف دمع زيتونها من هول ما أصاب أبنائها من بلاهة وطنية !!غير مدركين بالاخطارالتي تحدق بهم من كل جانب تاركين لعدوهم بالقيام بأفظع الجرائم ضد أبناء شعبهم بقتل الأطفال والنساء والشيوخ اطفالُ أبرياء اختطفهم الموت من أحضان أمهاتهم كانوا يحلمون بالحرية والسلام ؟؟؟؟
الذاكرة .. الأن .. أمك وبعض الحناء .. أحمر خفيف على القلب بزغرودة على شهيد أو حلم .. أمك ومركز الكون .. الميرمية و (الطابون ) .. أهازيج السماء الفلسطينية والكروم .. وثوب فلسطيني مطرز بأمنيات وأحلام وابتهالات بأن يعم على الأرض الحب والسلام .
والبرد يقسو عليك أكثر هذه الليلة .. فبمقدار ما تزداد أنت حلما تزداد خيبة .. وبمقدار ما تعشق كلمة .. تعشق جنونا .. وفي أوج الارتعاش ينهض رجل من بين الصفحات اسمه ( أدو رنو ) ليقول لك :
(الإنسان الذي لم يعد له وطن .. يتخذ من الكتابة وطنا يقيم فيه . )
كم أنت متعب مابين الدفئ والخيبة .. مابين الغربة والتبعثر .. فأي وطن يدفئ عشقك يا رجل وأنت الذي يبحث عن وطنك في كلمات .. أما أن تسكن وطنا من رواية ؟
ترفض الإجابة .. وتلوذ بنفسك المرتجفة إلى كتاب يشبه خيبتك لدرجة أنك قرأته أكثر من عشر مرات لتنال قسطا من الدفئ والراحة .. ولكن هيهات ونكبات .. متعب أنت و تائه حتى الرمق الأخير من ذاكرة لا تشبع منك أبدا .. ذاكرة تقودك إلى طفولة خلفتها ورائك على غصن شجرة لوز خوفا عليها من شراهة الغربة ..
يالطفولتك ؟؟ التي كانت مجرد خربشات بريئة على جسد حيفا التي لم تكن مدينتك يوما بل عشقا .. ومختبئ الذاكرة على وقع خبر عاجل :
طفلة من بيت حانون سئمت الحياة ورحلت رغما عنها في صباح عمرها المبكر بزيادة في الوزن لا تتجاوز القذيفة الواحدة ..
غربة وبرد وذاكرة وكلمات تغريك بوطن منها .. ثم غصة مؤلمة على الطفلة الغزية ..
هكذا أنت في غربتك لا تملك من حركتك المملة هذه سوى تنهيدات حزن حارة على ما ورائك من وطن مشتعل ..
تنهيدات تدفع الموت إلى التحرش بك ببرد مؤلم كصدأ الحديد عندما يحتك بجسدك من عمد وحقد .. عارضاً عليك صداقة قائمة على أساس دفعك إلى تمنيه .. إلى عشقه رغما عنك .. إذ أنه يأتي إليك دائما وبأشكال مختلفة .. يغريك الموت .. تقترب منه .. يصدك بسادية فادحة رافضا تولي أمرك في الوقت الذي تعيش فيه مرتجفا مشردا في دهاليز الغربة . و باحتضان حلمك ترفض الموت وصداقته .. ماضيا على رؤوس إرادتك نحو المستحيل الذي ينتقص من شدة أملك .
في غربتك .. تبني شرفة من كلمات عشق تطل على الوطن .. متجاهلا النظر إلى مشهد الغربة الوطنية الذي رسمته أيادي أخوتك الملطخة بالدماء المحرمة .. مفتوناً بمشهد أخر تعجن فيه الفلسطينيات على الساحل الطاهر ماء الحلم مع قمح المجد ..
وفي السماء .. تنطلق طائرتك الورقية بحلم لم يزل يحلق في سماء الوطن ..






#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين فقد قمري الذاكرة
- فقدان مُعَلْوَم للذاكرة
- من أحلامه ...
- إلى سادة الضياع - جرح الوطن -
- لا صيف و لا شتاء
- حشرات متآمرة
- هكذا تحضر الإنسانية أسير قديم
- السيفان وملح الارض
- في قلبي شهيد
- قصيدة اللاعيد
- يوميات انسانيه معطوبة......2
- ثقافة زيتونة رومية
- الزجاج الفاصل
- وجهة نظر فرنسية
- ثمة إنسانية … ؟
- هل تعرفون البرش ؟!
- تفتيش !!
- سجن صحراوي الإنسانية
- يوميات إنسانية معطوبة
- حلم من وراء القضبان ... منتدى غسان كنفاني الثقافي


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - كلمات من وطن