أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - يوميات إنسانية معطوبة














المزيد.....

يوميات إنسانية معطوبة


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تنتهك المعايير الاخلاقيه التي يبنى عليها المجتمع الإنساني....ليصبح مجرد أعمدة أثريه متآكلة لا تملك من تاريخها حتى الهيبة....فإن هذا يعني أننا أصبحنا في زمن الالتباس الأخلاقي....
زمن يختل فيه اتزان المثقف ليصبح إما حاكما أحمقا أو محكوما غبيا...فهذا الانتهاك الدامي للأخلاق الانسانيه بصفه عامه...لا يعكس حلولا وسطيه...
أو أماكن محايدة تتمثل بأبراج عاجية يراقب منها الإنسان ما يجري في الأسفل...في أعماق الجرح الإنساني..لا حلول وسط في هذا الزمان المزدحم إذن...
هل هذا معقول؟؟
الم يعد هنالك ثمة إنسان يقف أمام مسؤولياته الاخلاقيه بكل شجاعة وحكمه؟؟؟
الم يعد هنالك ثمة حكيم ينقش فوق باب الجرح الغائر عبارة قاسيه من كلمتين:


" أزمة أخلاق"
سلمى....
اليوم فقط...أقول لك أنت التي تسكنين البعيد دون أدنى التفاته...
اليوم سأتمرد على المصائر القاطعة التي تحدد معالم الوجه الإنساني الجديد....
سأتمرد كي اخلق مصيري الخاص دون حلول وسطيه ومصائر قاطعه..وبلا أبراج عاجية أيضا...منذ اليوم سأجعل من كلماتي وطنا إنسانيا صغيرا أقيم فيه بعيدا كل البعد عن ضوضاء الأزمان جميعا.
وصدقيني ليس هروبا ما أنا كاتبه بل تأكيدا لما تبقى لي من نقاء....
وربما بقايا إنسانيه........
ففي هذا الوقت الذي نعيش به بازدحام وحشي لا يرحم لا أريد أن أكون متواطئا متماثلا مع هذه الفطرة المرعبة التي يخترعها الإنسان في كل لحظه....فطره إما نكون أو لاتكونوا....
أريد إن أكون إنسانا فقط أو لا أكون....هذه هي الفطرة السامية التي بدأت تندثر أو تحتضر...إما أكون مشتعل الحلم والاراده أو لا أكون.......
فانا لست سوى مؤقت مرتبك ليس أكثر....وأدرك جيدا أنني سأرحل بعد قليل عن هذا العالم الذي صدق انه ليس لنا وأننا ليسنا له.....
وأما رحيلي يوما...فهو ليس سوى تأكيد على بقاء البقاء داخل عودتي....
ياسلمى.......
إن الذي يدمي القلب ويشطره إلى نصفين قبيحين هو هذا الوقت الذي يحترف فيه الإنسان تحويل المقدس والنبيل والنقي والبرئ إلى أشياء عاديه......
عاديه لدرجة المستنقع.....
فكم هو هذا العالم مختل...؟؟
اليوم.....أدركت أن الحلم الذي كنت أقول عنه بكل فخر وارداه وإصرار وأمل انه لايموت ولا يشيخ....أدركت انه من السهل اغتيالا وأد الحلم بكل هدوء وبروده في ليله لاتشي بقمر.....
ولكن...اطمئني...فبالنسبة لي مازلت اعتنق حلمي بالرغم من كل هذا التراب الملوث من حولي....
فمن لا يمتلك حلما خاصا به عليه أن يسعى بأسرع وقت إلى امتلاك نهاية مكلله بفشل ذريع....
واكبر دليل على إن حلمي ما يزال على قيدي...هو هذا الوطن الكلماتي الذي أسعى إليه لاهثا جاهدا...على أمل أن يكون مستقرا دائما لي إنا الذي لا اعلم إن كنت جلادا أم ضحية....ومن هنا أسألك:
هل أنا جلاد أم ضحية؟؟؟
لا ترهقي نفسك بالبحث عن الإجابة فهي ليست على قدر كبير من المصير ما دمت سأرتاح بعد قليل داخل وطن إنساني صغير ..... ولكن السؤال الذي يصول ويجول في رأسي هو:
عندما استقر في وطني هذا...هل سيكون في داخلي دافع أو غاية ما لاستمراريتي ووجودي؟؟
اليوم..ياسلمى اكتشفت أن ضرورة المحافظة على الوجود نقيا وبريئا تنبع من احتضار الانسانيه....فكيف ننشد العدالة إذا لم يكن هنالك ثمة ظلما حقيرا متغلغلا في أعماقنا؟؟
وكيف نسعى وراء الحب إذا لم يكن هنالك ثمة حقد يتسكع بوقاحة في أزقة إنسانيتنا....؟؟؟
قبل اليوم....
كنت على تمام الثقة بان مهمتي في هذا العالم تكمن في تغييره وإشعال النار في عادات باليه متخبطة....في تقاليد رجعيه بائسة....
قبل اليوم....
كنت اسقي التراث الأصيل من نبع الحاضر النقي....
قبل اليوم.....
كنت أتأمل الأطفال في العيد...منهم من يرتدي ثيابا انيقه فرحه ولكنها متعالية.... و منهم بثياب ممزقه ولكنها اقل إن تكون متواضعة وفي نهاية التأمل كنت لا ألوم سوى أرجوحة التي خلقت دون أن تعلم أن هناك أطفال حرموا منها....أو خجلوا من الوصول إليها بسبب نظرة العالم الدائمة السطحية ذات الألوان الباهتة....
سلمى .....
أسالك اليوم : هل كنت ساذجا ؟؟؟
وهل هذه سذاجة أم وجهة تأمل تمردية على هذا العالم البائس؟؟؟
ولكن ماذا عن اليوم وما بعده...هل سأنسى ؟؟هل سأفقد قيمة التمرد التي لايمكن الإحساس بثوريتها إن لم تكن جماعية خالصة ؟؟
عندما تختفي وتتلاشى القيمة الاخلاقيه كأفق يحتضر...تبدأ الوحشية البذيئة بالظهور بقوة وعنف دون ادني رأفة ....
تبدأ بأوجه متعددة ...تبحث عن ضحاياها ومناصريها لكي تؤكد نفسها بشده داخل إنسانيتهم ....
سلمى ......
أرجوك ....قولي لي الآن:
لست وحدك ...فكر بغيرك .......
الاسير باسم الخندقجي
قيادي في حزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم مدى الحياة
منتدى غسان كنفاني الثقافي






#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم من وراء القضبان ... منتدى غسان كنفاني الثقافي
- فرحة الأشياء الصغيرة
- ثمة عالم لنا؟! الأرض المُختلة
- رسائل أهل
- أهازيج فلافل
- أسئلة وجودية ؟! هكذا تحضر الإنسانية
- شقراء مجازاًًً
- زيارة ... ولكن !
- الكتلة التاريخية بأيديولوجية مُتجاوِزةٌ
- حبة اكامول !!
- عندما يرقص المطر
- على هدير البوسطة
- شكرا على مؤبداتكم
- قصة إيمان - غزة
- الأرض المُختلة (1) و الهزيمة
- اعتراف داكن
- امرأة من رصاص
- جراح بالغة الغربة
- ايها الموت لاتمت
- استشهاد زيتونة


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة سقوط حطام صاروخ مشتعل في قطر
- هل كانت ضربة أمريكا على فوردو بإيران ضرورة أمنية أم مقامرة س ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والد ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي عالقة في الشرق الأوسط بعد إغلاق الإم ...
- ترامب عن الرد الإيراني: -هجوم ضعيف-.. وحان الآن وقت السلام! ...
- من الإمارات إلى الأردن .. القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ...
- دراسة: الصيام المتناوب يتفوق على الحميات التقليدية
- الرئيس الفلسطيني يعين وزير خارجية جديدا
- أوروبا عالقة بين الرفض الضمني والقلق المعلن من التصعيد في إي ...
- دول خليجية تعيد فتح أجوائها بعد إغلاقها لساعات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - يوميات إنسانية معطوبة