أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسم الخندقجي - شكرا على مؤبداتكم














المزيد.....

شكرا على مؤبداتكم


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 05:15
المحور: حقوق الانسان
    


في قاعة المحكمة التي لا تعترف فيها المحكمة .... سألني شيء لا يشبه دوره دور القاضي ! هل تريد أن تقول شيئاً قبل صدور الحكم ؟
أجبت : نعم سأقول ...سأقول إنكم كنتم في الماضي الضحية رقم واحد في هذا العالم.... لقد شردتم في أوروبا وعشتم في الغيتوهات وعانيتم اشد معناة وكانت نهاية مأساتكم على يد الوحش النازي هتلر... حين حرق الكثير من ابناء الشعب اليهودي دون أي اعتبار للإنسانية.... أفران الغاز مقتظة بكم في بولندا وألمانيا.... ولو كنت أعيش في ذلك الوقت لكنت من اشد المتضامنين معكم ولو وقفت ضد هذا النازي بصفتي إنسان ... بعد ذلك كانت نهاية مأساتكم وبداية مأساتنة في نفس الوقت ...
جئتم بعد أن اعتبركم العالم ضحية الضحية على أرضنا تحت شعار "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" أعلنتم قيام دولتكم على شرف مأساتنا وتشردنا ...أنا لم أولد وقت ذاك ... مأساة شعبي هي التي ولدت... وقت ذاك توحلتم من ضحية إلى وحش... لم تستعملوا أفران الغاز لا بل أفظع منها ... قتلتم وأبدتم أجيالا من شعبي ... شردتم شعبا بأكمله وعادت الغيتوهات من جديد ... وأصبحنا نحن الضحية... بعد النكبة والنكسة ومئات المجازر بحق شعب بريء ... ولد جيل شاب طموح يسعى نحو مستقبل أفضل وأنا احد أبناء هذا الجيل ... الذي عاش في كنف الانتفاضة الأولى وتوقفت أحلامه وطموحاته من النمو في الانتفاضة الثانية حين قتلت أفكاركم الوحشية التي تطقن فن القتل واراقة الدماء ذلك الإنسان البريء في داخلي حين رأيت بأم عيني الضحية التي تحولت إلى وحش ... لقد قتلتم في داخلي ذلك الإنسان حين قام احد جنودكم في بإفراغ مخزن بندقيته في جسد طفلة اسمها إيمان في غزة ... تلك الطفلة التي كانت ذاهب لتلقي العلم في المدرسة ... آه لو أن ذلك الجندي تذكر أو تخيل صورة تلك الطفلة اليهودية التي كانت تنتظر دورها لتحترق حتى الموت في محارق أفران الغاز النازية... سألني الشيء الذي لا يشبه دوره دور القاضي : هل أنت مذنب ؟ أجبت قائلاً: اسألوا هذا السؤال لزعماء إسرائيل حول المجازر التي اقترفوها بحق شعب اعزل ... أنا على يقين في أن إجابتي سوف تكون مثل إجابتهم... سألني ذلك الشيء مجدداً هل لديك شيء آخر تريد قوله بعد صدور الحكم ؟ أجبت نعم ... سأقول لكم إننا لن نهزمكم ... ولكننا سوف نساعدكم على هزيمة أنفسكم من الداخل ... بعد فترة من الصمت ... صدر الحكم عليّ وعلى صاحبي احمد بثلاثة مؤبدات لكلينا وعلى رفيقنا هشام أربع مؤبدات ... إذن شكرا لكم على مؤبداتكم شكرا لأنكم قتلتم ذلك الإنسان في داخلي .... دعوني أقول لكم الآن بكل معاناة وألم انتم النازيين الجدد على هذه الأرض وهنيئاً لنا بما ستجلبوه بوحشيتكم من دمار وخراب لشعبكم صدر الحكم أخيرا .... وصدر الحكم أخيرا وكانت اللحظات التي تليها لامي التي كانت جالسة في قاعة المحكمة التي لا تعترف بها المحكمة صرخت الأم الفلسطينية بلهفة وصمود وتحدي محاولة إخفاء دموعها قائلة : أي بني .. عليك أن تعشق فلسطين كذاتك ... لأنك أنت فلسطين والوهم فقط هو الذي يجعلك تعتقد أن فلسطين هي شيء آخر غير ذاتك ...



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة إيمان - غزة
- الأرض المُختلة (1) و الهزيمة
- اعتراف داكن
- امرأة من رصاص
- جراح بالغة الغربة
- ايها الموت لاتمت
- استشهاد زيتونة
- شكرا على مؤبداتكم
- على هدير البوسطة
- معاناة الأسير الفلسطيني
- عودة جدلية إلى المقدس
- مسودات عاشق وطن


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسم الخندقجي - شكرا على مؤبداتكم