امرأة من رصاص

باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 1927 - 2007 / 5 / 26 - 02:19
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

الأحلام تكشف أسرار الماضي ... كم كنت أتمنى لو أنها تستطيع البوح بأسرار المستقبل ؟ ألا تصلح هذه الكلمات مقدمة للرد على رسالتك الأخيرة
التي كتبتيها لي بقلم من رصـــاص ؟؟؟
فلسطينيتي الوحيدة ...!
هــــل تعلمين ؟؟ لا ......لا أعتقد أنك تعلمين أنني بعد أن قرأت رسالتكِ الرصـــاصــية تلك قررت أن أمحوكِ ... أقصد أن امحيها ...
عذرا
فبعد أن كتبت لك رداً عليها مقدار الألف كلمة وبعض الجمل قررت أن أحتفظ بها لعلها تصبح في زمـــن ما دافعاً لعمل أدبي ... عشقي رُبـــما ؟؟
وصلت رسالتكِ قبل عيدكِ بأيــــامٍ معدودة ً ؟؟
وفـــي ليلةِ عيدكِ دعوة كلماتكِ الرصـــاصــية لتشاركني في حفلي الذي أقمته على شرف ثوبكِ الأسود ... رقصت معها حين كانت أحلامي في أجازة بدون أمـــل لعدةِ سنوات ...في رسالتكِ يا حزني الأجمل ... كتبت بعض الكلماتِ التي تقول: دائماً الدول القوية بحاجة لسلاح قوي ... ودائماً العنصر الأساسي لأي نـــوع من السلاح سواء أكان حديثاً أم قديماً هو الرصـــاص
يا صغيرتي أنت لست قوية أقصد دولة قويـــة .
أنت يا امرأة الوطن المحتل وأنا عاشقكِ ،وحدي من سيحررك ...
أنت وطن يحتله الخوف، يحتله الظلام، تحتله الوحدة !!!
وأنا وحدي من يملك حق التحالف مع الحب والكلمات والجمل من أجل تحريرك .
ألا يكفيكِ ما أنفقته في سبيلكِ من حبر أسود وتقولين الرصاص !!
سأحرركِ ... و سأدخل مدن قلبكِ منتصراً سترفرف رايات حبي وصفحاتي في سماء قمرك ...
ألا تثقين بحزني وتمردي ؟؟ أولا تثقين بعاشق وطـــن ... كنت وما زلتِ فلسطينيتهُ الوحيدة ... ها أنا الآن أسألكِ بعد أن كنت بطل جلسات التحقيق في أقبية كبريائك ها أنا أسألكِ بإجابة ... وأجبك بسؤال ...لماذا أكتب إذن؟؟
لماذا أحترق أثناء محاولتي كتابة كلمة اُعبر لكِ من خلالها عـــن ملايين المشاعر والأحاسيس التي أتمنى أن أعود من موتي يوماً كي أهديها لكِ؟؟
أنتِ يا من سخرتِ كل قواميس اللغات لكِ وستندهشين أكثر حين تعلمين ؟؟
آه لو تعلمين أنك امرأةُ على شاكلة فلسطين أنا عاشقك ... حارسك ...شهيدكِ
ألأوحد فأنتِ لم تكوني خطأ كنت حقيقة ... والحقيقة يا ابنة القمر لا تتجزأ

أبـــــــــداً


الأسير باسم الخندقجي
قيادي في حزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
مسودات عاشق وطن

#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل