أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - فرحة الأشياء الصغيرة














المزيد.....

فرحة الأشياء الصغيرة


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا تحضر الإنسانية
فرحـــة الأشياء الصغيــرة
انه السجن ... المعتقل ... المعسكر ... أيا كان اسمه الوحشي فهو في النهاية عالم تفاصيل لا يرحم ..

فالأسير الفلسطيني يعيش في غرفة غالبا ما يكون عدد الأسرى فيها من ثمانية إلى عشرة .. وتعيش فيها أيضا بعض التفاصيل التي لم تكن لتشكل ذرة غبار على رونق حياة الأسير الطبيعية في الخارج ... فهي تنمو وتكبر على وحشية المساحة الصغيرة للغرفة ... ليصبح اسمها أشياء صغيرة يندهش الأسير من ايلائه لها أهمية تفوق ماهيتها ..

إذ أن نظرية " التحدي والاستجابة " للحضارة البشرية انطلاقاً من العصر الحجري يمكن تغيرها ..ولو أن ارنولد تونبي واضع هذه النظرية ما يزال حياً لكان الأجدر به أن يضيف عليها بعض الاستنتاجات في حال مشاهدته العميقة للواقع الذي يعيشه الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي فان يعيش الإنسان في واقع كبير واسع وطبيعي فيه معظم وسائل راحته وتكيفه مع الحياة .. ثم ينتقل فجأة في رمشة قدر إلى عالم ضيق ومغلق يفتقر إلى معظم مقومات الحياة الآدمية فان هذا يعني أن الأسير يستحق الكثير لدرجة وضع نظرية خاصة به تشرح كيفية تحديه لواقع الأسلاك الشائكة وظلم الاحتلال من جهة ... واستجابته لانعكاسات الواقع المعاش من اجل تحديه من جهة أخرى بعد أن كان يعيش في واقع لا ينقصه شيء سوى زوال الاحتلال عنه فتحويل قلم الحبر إلى " مفك براغي " وتحويل معلبة السردين إلى سكين لتقطيع الخضراوات وتجهيز الطعام وإجراء الكثير من التعديلات والإضافات على تلك الأشياء الصغيرة يجعل من حياة الأسير .. أي أسير على وجه الأرض شذوذ عن قاعدة الحضارة البشرية الحديثة ..

فهو معتقل في سجن شيد على قطعة ارض تقع وسط التقدم التكنولوجي والحياة المزدحمة بالرفاهية .. حيث يستعمل البشر الأدوات والوسائل وفقاً لخصوصياتها ... هذه الأشياء التي يلائمها الأسير مع حاجاته وبالرغم من أنها لا تعني شيئاً على الإطلاق في الحياة الطبيعية إلا أنها تعني بعض الشيء للأسير .. إذ كيف يمكن القيام بتقطيع ما يسمى بالخضراوات دون وجود " سكين معلبات " ؟!
أن هناك فرحة مشوبة بالتحدي و الأمل ...
أنها فرحة الأشياء الصغيرة ...
ولكن كيف يمكن أن تكون الحضارة البشرية نتاج البشر جميعاً إذا كان الإنسان ذئب لأخيه الإنسان ؟؟

الاسير باسم الخندقجي
قيادي في حزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم مدى الحياة




#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمة عالم لنا؟! الأرض المُختلة
- رسائل أهل
- أهازيج فلافل
- أسئلة وجودية ؟! هكذا تحضر الإنسانية
- شقراء مجازاًًً
- زيارة ... ولكن !
- الكتلة التاريخية بأيديولوجية مُتجاوِزةٌ
- حبة اكامول !!
- عندما يرقص المطر
- على هدير البوسطة
- شكرا على مؤبداتكم
- قصة إيمان - غزة
- الأرض المُختلة (1) و الهزيمة
- اعتراف داكن
- امرأة من رصاص
- جراح بالغة الغربة
- ايها الموت لاتمت
- استشهاد زيتونة
- شكرا على مؤبداتكم
- على هدير البوسطة


المزيد.....




- حادثة أثارت حيرة عائلة.. -أفعى النحاس- تلدغ طفلًا أثناء تواج ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يقول إنَّ الحرب في غزة يمكن وقفها غ ...
- دراسة: تغيّر الوزن قد يسرّع التراجع الإدراكي لدى كبار السن
- أكبر هجوم جوي روسي يستهدف مقر الحكومة الأوكرانية
- الجيش الإسرائيلي يدمر برجا ثانيا في مدينة غزة ويدعو السكان ل ...
- واشنطن بوست: العقوبات الأميركية على منظمات فلسطينية تهدد الم ...
- لماذا قرر ترامب الآن تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى ال ...
- خطة سموتريتش.. الوعد الإلهي وجوهر العقيدة اليمينية
- قيادي في حزب الله: لن نسلّم سلاح المقاومة والحكومة وقعت بفخ ...
- العثور على جثة جندي كندي مفقود في لاتفيا


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - فرحة الأشياء الصغيرة