أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسم الخندقجي - حشرات متآمرة














المزيد.....

حشرات متآمرة


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:12
المحور: كتابات ساخرة
    


صغيرة جدا هي ومزعجة جدا أيضا .. وذات لون اسود بغيض .. أنها الحشرات التي يعتقد الأسير الفلسطيني للوهلة الأولى أنها متآمرة مع سجانيه ضده من اجل أن تجعل من حياته الإعتقالية جحيما حشراتياً ... فهم يعلمون فئة دمه وهذه الحشرات لا تشن حربها المتطفلة والمزعجة إلا على ذوي الدم من فئة ( O- ) ... أنها حشرة ( البق ) ...

مؤلمة وفي بعض الأحيان مؤذية لدرجة أنها تسبب الأرق للإنسان الذي لا يملك سلاحا ضدها سوى الصبر وعدم حك جلده لكي لا يزيد التورم ..

فهي لا تشن هجومها إلا في ساعات الليل المتأخرة عندما يكون الأسير نائما .. وإذا لم يأخذ احتياطاته اللازمة للوقاية من لدغاتها فانه سيستيقظ في الصباح على أكثر من عشر لدغات صغيرة في مختلف أنحاء جسده خاصة في الذراعين والقدمين ... وتخلف اللدغة تورما بسيطا في الجلد وتخلف أيضا الألم والإزعاج للأسير الذي يفكر ويتساءل !

كيف يمكن لحشرة صغيرة أن تحرمني من النوم ؟
هل تعلم هذه الحشرة أنني أسير ؟
هل تمتلك ضمير أو عقل أو مشاعر بالأساس ؟!

تقود هذه الأسئلة الغريبة إلى انه من الممكن أن تتطابق الصفات وتتشابه ..
ولمكافحة هذه الحشرات يبدأ الأسير بحملات عنيفة تستهدف مخابئ ( البق ) وسلاحه الوحيد في المواجه هو الماء الساخن ... ومع كل حشرة تمضي إلى جحيمها يصيبه السرور لأنه قد ينام هذه الليلة بهدوء وأمان ..

ولكن مرة أخرى يصحو على لدغة جديدة .. فماذا يفعل ؟!
ماتزال هذه الحشرة لا تعلم انه أسير ...

من جهة أخرى قامت إدارة السجن برش الغرف بالمبيد الحشري الذي يقال انه مضاد للبق بعد مطالبات الأسرى العديدة والحثيثة لها بهذا الأمر ...ولكن ما تزال ( البقة) لا تعلم بان وجودها كشكل آخر للمعاناة لا حاجة له .. لان الأسير لديه ما يكفيه من جدران وهموم مرة أخرى .. ماذا يفعل ؟!

فها هو الشتاء قد حل وقالوا له أن البرد القارس يقتل البق لدرجة انه شارف على الموت من شدة البرد وما تزال البقة تمتص دمه ..

الحل الوحيد الذي توصل إليه الأسير الفلسطيني بعد كل هذا الألم والإزعاج .. ربما يكون حلا طوباويا ومستحيلا أيضا ..

فهل من الممكن أن يغير الأسير الإنسان فئة دمه بفئة أخرى لا تهوى امتصاصها حشرات (البق )؟!...



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تحضر الإنسانية أسير قديم
- السيفان وملح الارض
- في قلبي شهيد
- قصيدة اللاعيد
- يوميات انسانيه معطوبة......2
- ثقافة زيتونة رومية
- الزجاج الفاصل
- وجهة نظر فرنسية
- ثمة إنسانية … ؟
- هل تعرفون البرش ؟!
- تفتيش !!
- سجن صحراوي الإنسانية
- يوميات إنسانية معطوبة
- حلم من وراء القضبان ... منتدى غسان كنفاني الثقافي
- فرحة الأشياء الصغيرة
- ثمة عالم لنا؟! الأرض المُختلة
- رسائل أهل
- أهازيج فلافل
- أسئلة وجودية ؟! هكذا تحضر الإنسانية
- شقراء مجازاًًً


المزيد.....




- منتدى الدوحة 2025: قادة العالم يحثون على ضرورة ترجمة الحوار ...
- بدا كأنه فيلم -وحيد في المنزل-.. شاهد كيف تمكن طفل من الإيقا ...
- -رؤى جديدة-.. فن فلسطيني يُلهم روح النضال والصمود
- رسائل فيلم ردع العدوان
- وفاة محمد بكري، الممثل والمخرج الفلسطيني المثير للجدل
- استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
- جدل حول إزالة مقبرة أمير الشعراء وسط مخاوف على تراث القاهرة ...
- بدون زينة ولا موسيقى.. السويداء تحيي عيد الميلاد في جو من ال ...
- شانلي أورفا التركية على خريطة فنون الطهي العالمية بحلول 2029 ...
- ريهام عبد الغفور.. صورة الفنانة المصرية تحدث جدلا ونقابة الم ...


المزيد.....

- الضحك من لحى الزمان / د. خالد زغريت
- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسم الخندقجي - حشرات متآمرة