يوميات انسانيه معطوبة......2

باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 12:02
المحور: سيرة ذاتية
    

عندما يصاب المرء بوعكة غدر او حقد او خذلان يتسائل:اي زمن هذا الذي نعيش به؟.......
ان تعيش في زمن يسعى الى مصادرة واغتصاب احلامك ومبادئك فهذا يعني وقوفك امام خيارين لاثالث لهما:
الاول:ان تصبح من الذين لايرحمون اطفالا جُلّ ما اقترفوه هو نسيانهم القاء طفولتهم وبرائتهم جانبا عندما يكبروا واصبحوا على مشارف الحياة.......
الثاني:ان تعيش في برج عاجي بلا يقظة او انتفاضة.....
انه زمن الغربة.....الذي لايعترف بحلول وسطية.....والغربه كلمة تحتوي في اعماقها ألاف الدهاليز المظلمة والباردة .....الغربة تجتاح عالمنا الانساني...تحتله بوحشية..تغتال وتغتصب دون ادنى قدر من الرحمه والشفقة...بعد ان فقد مبتكرها الانسان السيطرة عليها...والغربة ايضأ ليست البعد عن الارض المكان الاول والوطن والاحبة...بل هي التي تتشكل من نزوات ورغبات وكوابيس الانسان....هي التي تأتي بأشكال متعددة و جديدة في كل لحظه لكي تسرق قيمة نبيلة كنت قد خبأتها خوفأعليها من الضياع والالتحاق بركب هذا الزمن المجنون........
الغربة متحف... هائل يبنيه الانسان من امراضه واحقاده وهزائمه وانتصاراته ايضأ....متحف تشاهد فيه بإندهاش تحفا ولوحات وتماثيل عتيقة ومتهالكة لأكثر من مبدأ ولأكثر من نقاء وحب وصداقة وحلم وارادة.....
وبالرغم من أن هذا الزمن الذي يتمتع بأسلحة تقنية ذات قدرة تدميرية شاملة للانسانية....الا ان المــرء فيه يفضل الخناجر احياناً لطعن وغدر اخيه الانسان حباً منه في إحداث اكبر جُرح غائر في تاريخ الانسانية....
وانت جرحك يزداد لهيباً وعمقاً كلما ازدادت دهشتك من اشخاص تتعثر وتتخبط بهم الى ان تقع في شراكهم وافخاخهم....تقع فتضحك...ولم لاتضحك يارجل...فالعجيب انه بمقدار ما هو جرحك غائر....بمقدار ماهي ثقتك بالانسانية الخالصة قوية...وان تََعِيْش في غربة خيراً ان تعيش الغربة فيك..هذة حكمة تقي ذو المعايير والقيم الاخلاقية الاصلية من برد هذا الزمن العاتي القارس....
فهنالك دوماً دفئ عظيم وحنون داخل الذات الانسانية...دفئ ضائع في اعماقنا لاننا إعتقدنا ان برد الغربة كفيل بإزالة كافة معانينا وقيمنا ومبادئنا الطاهرة.....
هنالك دوماً حلم...ومن يثابر على احلامه سيراها حقيقية وأوطاناً لكل الذين خذلهم زمن الغربة...هنالك دائماً تمرد على خيارات الغربة..من خلال إزالة احقادنا وما علق بأرواحنا من تلوث وخوف وريبة وشك....
في هذا الزمن...علينا ان نجد طريقاً..وإن لم نجد...نُبعَد طريقنا الخاص من ارادتنا فنحن الجنس الأسمى والأرقى على هذه البسيطة ولكن هل نحن الأنقى؟؟؟
ياسلمى......
في حضرة الكتابة اليك تجيئ الكلمات بطهر ونقاء...فما أجمل الكلمات إنها فعلً المُقَدس...وبالرغم من بعدك إلاان الكلمات لاتستمد نور الدفئ سوى منك أنت الدافئة البعيدة وأنا العابر في صقيع الغربة أما آن لي أحترق؟؟؟
سلمى......
في بعض الأحيان اقول:سأعشق وأٌصادق شجرة عندما أعود إليك فالشجرة منكِ وجميلةِ مثلك وعتيقة وخضراء لاتؤذي ولاتجرح أحد....
ها أنا الأن في تناقض مخيف ما بين اليأس والتمرد...الحاكم و المحكوم...
العاشق و الحاقد...فهل تلتقي أوتتصارع أضداد هذا الزمن يا سلمى في تناحر أولاتناحر؟؟.....

الأسير:باسم الخندقجي....
سجن جلبوع المركزي ..
الحكم مدى الحياة
منتدى غسان كنفاني
قيادي في حزب الشعب الفلسطيني

#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل