أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - لا صيف و لا شتاء














المزيد.....

لا صيف و لا شتاء


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2173 - 2008 / 1 / 27 - 10:45
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


وهو كذلك .. لا صيف ولا شتاء .. فقط برد قارس أو حر ملتهب ..
فالأسير الفلسطيني لا يمكنه أن يميز بحواسه الخمس سوى طقسين أحمقين لا يدركان شوقه إلى تلك الفصول الأربعة ..
1- برد قارس :
أي أن الأسير الإنسان يعاني فيه من هجوم التيارات الهوائية الباردة بالغم من أخذه كافة الاحتياطات والأغطية اللازمة لتوفير الدفء .. وهنا هو يشعر بالبرد فقط .. بمعنى انه لا يتفاعل معه بطقوس مثل تلك التي كان يمارسها في فصل الشتاء في الخارج .. مثل إشعال بعض الحطب .. الذي هو من أجمل الطقوس إذ أن بعضا من حرارة ورائحة الخشب المحترق تكفي لإضفاء حالة عشق بينه وبين الشتاء ..
والبرد يصبح قاسيا أكثر عندما لا يملك الأسير سوى إصغاء السمع لقطرات المطر التي تسعى جاهدة لإذابة حقد القضبان الرامي إلى اقتلاع صورة الزيتونة وهي تستحم ببركة السماء بسعادة وكبرياء .. داخل وجدان الأسير ..
وهذا الأخير يهجم عليه البرد بوحشية اشد عندما يبحث في ذاكرته أو في حاسة شمه عن رائحة التراب المخضب بمطر السماء .. ذلك التراب الذي يحرس زيتونته من أعداء الإنسان والنبات والحيوان ..
ولم يتبق في طقس البرد سوى شوق هائل للركض والرقص مع قطرات المطر مثلما كان يفعل في الخارج .. حيث كان الوقوع على ارض ترابية أحب إلى قلب الأسير من الوقوف في جدران إسمنتية ..
2- حر ملتهب :
أي أن الأسير الفلسطيني يعاني من شح في سعة الأفق إذ أن الشمس تقسو جداً على ما أسفل الاسمنت .. وهذا الطقس أيضا لا يعد الأسير بأي من تلك الوسائل التي كان يكيف نفسه بها في الخارج مثل المرطبات والسباحة ونسائم الصيف اللطيفة .. هو يعد فقط ببعض ( المراوح الكهربائية ) التي تخجل من نفسها عندما ترى الأسير يتصبب عرقاً ومللاًَ وقرفاً ..
كما أن الحر الملتهب لا يوجد بينه وبين السماء الزرقاء الصافية أي روابط يمكنها أن تعيد للأسير الفلسطيني ذاكرة طائرته الورقية التي كان يداعب السماء بها عندما كان صغيراً

حتى القمر في الحر الملتهب لا مكان له ولا النجوم التي لا ترضى بأقل من ليالي الصيف الصافية حفلا لتألقها ...
اهو السجن الذي يضمر كل هذا الحقد إلى درجة حرمان الأسير الإنسان من فصول الحياة الأربع ؟...

سجن يحرم زهور النرجس وشقائق النعمان وزهر اللوز من معانقة الإنسان ... سجن يحرم الأسير من ربيع من عمره وحياته .. ويمنحه فقط خريفاً حديدياً كئيباً ...

الاسير باسم الخندقجي
سجن جلبوع المركزي
الحكم مدى الحياة
منتدى غسان كنفاني
قيادي في حزب الشعب الفلسطيني



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حشرات متآمرة
- هكذا تحضر الإنسانية أسير قديم
- السيفان وملح الارض
- في قلبي شهيد
- قصيدة اللاعيد
- يوميات انسانيه معطوبة......2
- ثقافة زيتونة رومية
- الزجاج الفاصل
- وجهة نظر فرنسية
- ثمة إنسانية … ؟
- هل تعرفون البرش ؟!
- تفتيش !!
- سجن صحراوي الإنسانية
- يوميات إنسانية معطوبة
- حلم من وراء القضبان ... منتدى غسان كنفاني الثقافي
- فرحة الأشياء الصغيرة
- ثمة عالم لنا؟! الأرض المُختلة
- رسائل أهل
- أهازيج فلافل
- أسئلة وجودية ؟! هكذا تحضر الإنسانية


المزيد.....




- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - لا صيف و لا شتاء