أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - هل أسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي السيد الجليل عبد الاله الصائغ















المزيد.....

هل أسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي السيد الجليل عبد الاله الصائغ


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 659 - 2003 / 11 / 21 - 03:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ولكن ياسيدي فالنخيل العراقي لايتوقف عن العطاء ولاتهزه رياح الشتاء والخريف  .
يمد جذوره مئات الأمتارليصل الى  مصدر الماء فتمشي جذوره بين باطن الأرض بحثاً عن هذا الماء نبعاً أو نهراً او جدولاً أو بئراً   ثم  يصير خلالا ثم رطباً متلوناً  ثم تمراً مكتملاً  .
ونستظل بسعف النخل وتهدأ ارواحنا تحته حيث يحل علينا الأمن والآمان ، وحين يتيبس قسم من السعف يصير لنا سلالاً وأقفية ومراوح يدوية وحصران لجلوسنا وأسرة نجلس عليها ، ثم نأخذ ماكبر وشذ  من الكرب لوقود خبزنا الطري الشهي في تنانير امهاتنا  ويصير واسطة لنا في رسائلنا ونذورنا  الى صاحب الزمان أو خضر الياس  عبر الشط وهو يتبختر حاملاً شموع النذور في شواطيء دجلة والفرات .
أنت النخلة العراقية ياسيدي .
نخلة أسمها عبد الاله الصائغ .
ثمة من يقطع عنها الماء ، وثمة من يتمرجح فوق جذوعها  ، وثمه من يقطع عنقها ليأكل قلبها وينبش جمارها  ، ولكنها تبقى الرمز والعطاء في بلدي .
أنت النخلة العراقية الفراتية البصرية والموصلية والكردية التي نعتز بها ونتفاخر بقامتها .
أنت النخلة المسلمة بكل مذاهبها والمسيحيية بكل مذاهبها والأيزيدية والصابئية المندائية .
وفي رحلتك التي نفضت فيها من روحك خلالك  وتمرك ورطبك الكثير، والقيت بالكثير من تمرك للغير لعله يستحسن الطعم أو يرد الجميل ،  ألتقيت بمن يأكل الرطب ويرميك بالنوى ، مثلما ألتقيت بمن يسرق الطلاع والخلال قبل أن ينضج ، والتقيت بمن يدوس على تمرنا بالنعال .
ولم تكن النخلة العراقية تاجراً أو مقاولاً أو متعهداً أو ماسحاً لأكتاف المسؤولين  أو معملاً لأنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية ، وتقول أنك أمتهنت أشرف المهن ، فتأخذ المجد والشرف والرفعة والفخر وتسقط من حسابك المال والربح الوفير والمغانم الشخصية واكتناز المال وأغتنام الفرص ، فالكتابة طهارة وأنت من روادها وتلاميذها ومعلميها وضحاياها  .
وهل يضيرك أن من يتلبس بعقدة الجنس وأنبعاج الفحولة والجاهلين لنحو الخامس الأبتدائي أن يرموك بأحجارهم وأنت الشامخ العالي الساخر من أرتداد احجارهم عليهم .
يا لنحاسة الزمن العاهر حين تتشبه المومس بالطاهرة وحين يصير نكرات مجتمعنا ومن الذين لم يكن أبائهم قد تعلموا التربية خنافس وأفاعي وعقارب وسماسرة في زمن هجين ، زمن أنقلبت فيه القيم عاليها سافلها .
وصفحات الكتابة صارت  مفتوحة للجميع ولكل من يمسك القلم ، منهم  من يحافظ على شرف الكلمة ومن يمارس دعارة الكتابة وأنحطاط الخلق ، ولكنك تبقى النخلة العراقية التي تقاوم الريح بقامتك دون أن تسندك الحيطان أو الركائز ، وتبقى تعطي برغم كل معاناتك وتبحث جذورك عن الماء ، فالنخلة رمز عراقي وأنت شئت أم ابيت رمزاً عراقياً ومعطاء .
ياسيدي الجليل وهانحن صرنا في زمن نقرأ فيه مايكتبون من قيء ومن كلمات حروفها مبعثرة ومن كلمات الأبتذال والأنحطاط والتردي التي صارت معلماً من معالم كتاباتهم ليثبتوا أنحطاط الزمن العراقي الهجين وهي نتيجة من نتائج أن يصيرنا رئيسنا وقائدنا وبطلهم  القومي صدام حسين ، زمن صدام الذي انحطت فيه كل القيم فصار القواد في مدننا من أعيان المدينة وصار المنتحل والمدعي مرموقاً ومعتبراً وصار الساقط مسؤولاً  وساد زمن العقارب واللدغ والنهش وأحل أكل لحم المسلم .
ومن دواعي الفخر أن يكون أستاذي وجاري وصديقي العلامة كاصد ياسر  الزيدي في الموصل حين كنت اسكن في دور القضاة بمحلة الفيصيلية ، وقد من علي بالأشراف على تنقيح واشراف على كتابي ( الشبك ) جزاه الله خير الجزاء ، ومن دواعي سروري أن التقي بالخطاط الموهوب الفذ الأستاذ يوسف ذنون  وهما من النخيل القوي والمعطاء رغم فقر حالهما وتردي زمنهما وأنحسار أيامهما في زمن البائد الرخيص صدام .
فهل أن هذه الأسماء لم تعان مثلما عانيت أيها السيد الجليل ؟
فهل أن هذه الأسماء بقيت في ذاكرة العراقيين الشرفاء أم أن الأسماء الهجينة التي تقترن بالقرف أنتصرت عليهم ؟
هل بقي أسم ( عبد الجبار محسن ) يوازي أسم ( كاصد ياسر الزيدي ) أو أسم  ( يوسف ذنون ) ؟
ياسيدي الكريم ولكنك تبقى متألقاً وقد أديت ماعليك من رسالة أنسانية وأجتماعية ووطنية ، وماتزال نخلتك فيك قائمة فهل يتأثر وقوفك في بستان العراق بنباح النابحين أو برمي حصى المنخوس والملبوس والمخلوس والممسوس كما تقول .
ويلتف أنتباهك أن يتطاول الأقزام على القامات الوطنية وصغار المجتمع الضائعين على الكبار من رجال العراق ، وأن يشتم المخلوس كل الأحزاب والقيادات السياسية دون أن يجد مايردعه من وازع خلقي أو أنساني أو ضميري لأن فاقد الشيء لايعطيه .
 وطوبى لمن حل في التجربة .
 وأن يشتم كائن من كان حوزتنا ومرجعيتنا الدينية ويستنكر علينا من يشاء أن نقول كلمة الحق في حق الاكراد بالفيدرالية وأن نعطي لكل ذي حق حقه   من بقية الملل والقوميات والطوائف على أن نحافظ على وحدة العراق ، ويستنكر أحدهم أن نقف مع الكرد الفيلية في محنتهم الأنسانية.
 وصيتك للكاتب الذي لايجيد الكتابة ومن أفترش الحروف العربية لمرضه وأخلاقه يشطب منها ويجزم ويشطب مايشاء ، وصاياك الى الحكماء والمفكرين الاعلام والأدباء الحالمون وتسأل متى نوقف المجزرة الأعلامية في الأنترنيت وقد أستفحلت ؟
هل يحق لنا أن نحلم أن نختلف ولكن دون شتائم رخيصة ؟
وهل يحق لنا أن نتقاطع ونتعارض دون أن نمزق شرف بعضنا البعض ؟
وهل يحق لنا أن ننتقد ونتناقش دون أن نخون بعضنا ونتهمه بالعمالة والأرتباط بالصهيونية والأمبريالية والموساد ؟
هل يحق لنا أن نكتب أفكارنا بأحترام يليق بالعراق ونترفع عن اللغة الهابطة و الكلمات الموبوءة ؟
هل يحق لنا أن نتمكن من فتح كوة صغيرة في قلوبنا التي ورمت من زمن بغيض أستطاع صدام أن يزيدها غلظة وتحجر وتزيدها المنافي والغربة تصحراً وصلابة ؟
هل يحق لنا أن نرتقي بكتاباتنا الى مستوى أحلامنا ونتفق على شطب كل مايسيء لنا ولكراماتنا وأشخاصنا من لغة ومفردات ؟
هل يحق لنا أن نهجر لغتنا القديمة ومفردات العهر والهجاء والشتيمة كما يقول نزار قباني ؟
هل يحق لنا أن نحلم حلماً عراقياً نتعلمه من أجيالنا القادمة قبل أن نصبح في ذاكرة الزمن العراقي الجديد ؟
سيدي الكريم الصائغ يقيناً ستضيع أصواتنا في البرية ولن نسمع معها حتى  الصدى ، ولكن هل أسمعت لوناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبتذال وكلمات الهتر في مقالة السيد حتر
- هل من ردة فعل مساوية في القوة ؟
- تجربة الكرد في كردستان العراق جديرة بالتقدير
- أصلاح النظام القانوني في العراق
- النقابة العامة للملوك والرؤساء العرب
- هل يستطيع صدام أن يقتل العدالة وينتصر على الحق في العراق
- تحية من الأعماق للمناضل العراقي الدكتور كاظم الحبيب
- التحليل السياسي في شتم العراق
- الخراب المادي يمكن ترميمه .. من يرمم خراب الأنسان العراقي ؟
- متى ستتم محاكمة أذناب سلطة صدام ؟
- الملف الأمني
- الدخول بغير المفتاح العراقي
- أرهاب العراقيين أم أخراج الأمريكان ؟
- هل أختفى صدام الى الأبـــد ؟
- شباب الكرد الفيلية الذين غيبوا
- أفعال خسيسة ضد شعب العراق في رمضان
- بقي العراق بخير وسقطت خطط الفضائيات العربية الرديئة
- أكراد العراق يراهنون على تفهم شعبهم لحقهم في الفيدرالية
- الأسئلة التي لم يسألها أحد للصحا ف
- مكب النفايات


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - هل أسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي السيد الجليل عبد الاله الصائغ