أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - هل من ردة فعل مساوية في القوة ؟















المزيد.....

هل من ردة فعل مساوية في القوة ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 656 - 2003 / 11 / 18 - 06:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 تتحدث الأخبار نقلاً عن المدعي العام في محكمة النجف السيد عارف عزيز  أن قتلة الشهيد القاضي موحان جبر الشويلي رئيس محكمة النجف كانوا قد  أفهموه أن صدام قرر قتله بسبب قيامه بمحاكمة المتهمين من القتلة والمجرمين من أذناب العهد البائد ، كما قام القتلة بأغتيال القاضي أسماعيل يوسف صادق في الموصل وهو من القضاة المشهود لهم بالوداعة والطيبة  . 
والأغتيالات التي تمت في بغدالد وبقية مناطق العراق تعدت القيادات السياسية التي أستهدفت الشهيد محمد باقر الحكيم والشهيدة  عقيلة الهاشمي ، فقد طالت عمليات الأغتيالات معاون أمانة بغداد الشهيد الأعسم  ومدير بلدية الكرخ ومدينة الثورة  ومحاولة أغتيال محافظ ديالى ومدير بلدية النجف وعدد من المحاولات الفاشلة .
هذه العمليات التي يقترفها زمرة من الغارقين في الجريمة والموغلين في عفونة الضمير  والذين باعوا ضمائرهم ووجدانهم لصالح المال الحرام الذي يغدقه الطاغية عليهم ثمناً لدماء العراقيين ، ومحاولة منه في أستهداف الأعمار والبناء الذي بدأ العراقيون به لترميم ماخربه الطاغية ومادمرته السلطة طيلة سنوات الققهر والطغيان التي عاشها العراق تحت سطوة وسياط الجلاد وأولادة المقبورين .
ونحن امام حقيقة ينبغي أن نقر بها ونتفق عليها ، وهي أن أذناب وعناصر السوء التابعة للعهد البائد ، كانت قد أختبأت في الجحور وأرتعبت من أقتصاص الجماهير العراقية والأنتقام العفوي والأنفعالي لأهالي الضحايا ، فلم تظهر على السطح سوى بعض الشراذم التي أندست بين رجالات الدين تحاول بث الفرقة والطائفية وتدعو للقتال والتخريب فباء فعلها بالفشل ، وبعد مضي أشهر على تخلص العراق من سلطة الدكتاتور وبدء عملية عودة الحياة العراقية الى مجاريها ، وأمام حالة الرخو الأسترخاء التي تعيشها الأحزاب الوطنية ، بدأت هذه العناصر بالتحرك وفق حركة الدبيب ، تتلمس مكامن الخطر وتتحسس أين يكمن الخلل والمنفذ ، فحركت بعض الرموز لشتم مجلس الحكم والأحزاب العراقية الوطنية بأسم الديمقراطية ، وأخذت توسع من شتمها لشعب العراق وتحاول أن تضع صوره هلامية وغير حقيقية لنظام الطاغية بأعتباره النظام الأمثل الذي يليق بالمواطن العراقي الذي لايستحق سوى الدكتاتور .
ولما لم تلق هذه العناصر ردة الفعل المتناسبة مع خطورتها وحركتها فقد تمادت وأوعزت الى العناصر الكامنة للتحرك وأستغلال عدة أوراق في سبيل تحقيق ذاك .
ونتفق تماماً أن الحركة المسلحة لعناصر صدام لم تظهر في الأيام الأولى لتحرير العراق أو أحتلاله ولم تظهر خلال الشهرين الرابع والخامس ، لكنها أستلمت الأيعاز من العناصر التي فرت بسهولة وبيسر وأحياناً بطائرات وقوافل أمريكية ، لتستلم دورها المرسوم وتجسد فعلها المخطط له مسبقاً .
ومن السذاجة  أن تنطلي أكذوبة شراذم القاعدة أو الأرهابيين من المتطرفين الدينيين والعروبيين ومن الحمير المفخخة التي تقتل نفسها دون وعي أو عقل يليق بالأنسان  وحدهم من يتحمل وزر هذه الأفعال الجبانة والخطيرة والتي تهز أركان البناء الأمني في العراق ، فقد أستفادت هذه العناصر من حالة عدم وجود روادع تتناسب مع أفعالها أولاً ووجود ضخ مالي ومواد أولية من متفجرات وأسلحة وألغام أرضية مضادة للدبابات والآليات والأشخاص أضافة الى مدافع محمولة على الأكتاف مع عتادها ، وهاونات مع قنابر جميعها متوفرة لدى عناصر الخط الثاني من حكومة الظل للنظام البائد ، وهذه العناصر مشخصة ومعروفة وبقيت طليقة السراح وسائبة لايبحث عنها أحد ولايسأل عن مصيرها مسؤول ، كما بقيت عناصر المخابرات والأمن الخاص والأمن العام سائبة بأستثناء حرمانها من العودة الى اعمالها ، وقطع رواتبها وبذلك وجدت التبرير بالأنضمام لشبكات الأرهاب ، وساذج من يكن يتصور أن المجاميع العاملة في الأمن والمخابرات التي تظاهرت في بغداد ورفعت صور الطاغية كانت تطلب دفع مرتباتها فقط ، الحقيقة أنها كانت تجس نبض الشارع وكان التعميم للجميع الهروب السريع عند أول ردة فعل من الشارع العراقي  ، ولما كان الشارع في غفوته ومجلس الحكم في قيلولته والحاكم المدني مشغول بحساباته وقراراته البعيدة عن نبض الشارع العراقي ، تمادت هذه الزمرة وحسبت حسابات أخرى وفق خطة أخرى  أشد وقعاً على العراق والعراقيين .
وبالرغم من الوجع العراقي وخسة الجرائم المرتكبة من قبل هذه العناصر الا أنها لم تهز الشارع العراقي ولم تثر فيه الحماس واليقظة بردة فعل تتناسب مع حجم الكارثة المراد الحاقها بالعراق وبشعب العراق  .
وستة شهور والطاغية لم يزل بخير وأن بدا صوته بائساً متفسخاً في خطابه الأخير الذي بثته قناته العربية  وأن كان يعيش بين أقنان الدجاج أو جحور الثعالب  فلايهمه أن  يبيع كبرياء الوطن وعزة العراق بالسلطة وأن يبقى كما هو يلوذ في الجحور مكتفياً بما تبثه القنوات العربية المعادية لشعبة من أشرطة صوتية أصبحت نكتة الموسم التي تتداولها الناس والتي تضحكهم بمايردده من الفاظ ( العلوج ) التي رددها قبله البائس الصحاف  ، حريص على أيذاء شعب العراق عادل في توزيع الظلم والموت في أرض العراق ، ولن يتوانى عن قتل حتى الزمرة التي وظفت نفسها وضميرها في خدمته ، فالطاغية صاحب المبدأ الذي يوصي به اولاده أن لاتثقوا بعراقي من خارج الديرة ( ويقصد العوجة و العشيرة ) ، وخارج هذا السياق غبي من كان منخرطاً في تجمعات القتل والموت والأغتيالات ولم يتعظ من تجربة العراق المريرة خلال سلطة الطاغية ، وغبي أكثر من يفكر أن صدام حريصاً على كرامة العراق وسيادته وهو الذي باع العراق وثلم الكرامة وأهدر السيادة وخان رفاقه وصحابه .
وسيبقى الناس في العراق متفرجين ونحن نعبر الشهر السابع من خلاص العراق من سلطة الطاغية البائد دون أن نتقدم شعره واحدة في خلاص العراق من أوكار العقارب وخطورة السم الذي تنشره بعماها في العراق .
لم يزل لحد اللحظة بعض العناصر الأرهابية من العرب من تريد أغتيال قياداتنا الدينية أو السياسية أو الأجتماعية  ولايتحرك عليها الناس ، ولاتهتز مشاعر أهل المجني عليهم ولآاقارب الضحايا ولاأولاد المدفونين في المقابر الجماعية ، ولاالسلطة المؤقتة ، فكيف ومتى  تهتز المشاعر وكيف تكون ردة الفعل ؟
من الصعب على المرء أن يستوعب قيام هذه الزمر الضائعة والتافهة  بأرتكاب أفعال اغتيالات لرجال لهم قيمة وطنية وأجتماعية من الصعب تعويضها دون أن يلقى القتلة الجزاء أو الرد المتناسب مع فعلهم مع أن الحقيقة الفيزياوية نقول أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ويعاكسه في الأتجاه ، فهل أن هذه الحقيقة لاتنطبق علينا في العراق ؟
ومن سيتحمل وزر هذه الأفعال التي يذهب ضحيتها أبرياء من أهل العراق ويموت فيها الأطفال والفقراء والكسبة وتتهدد مصالحهم وأرزاقهم ؟ من سيتحمل وزر الفعل البطيء والأنتظار القاتل الذي يعم معالم الحياة العراقية أنتظاراً لأحلام لاتتحقق الا في الخيال ؟

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة الكرد في كردستان العراق جديرة بالتقدير
- أصلاح النظام القانوني في العراق
- النقابة العامة للملوك والرؤساء العرب
- هل يستطيع صدام أن يقتل العدالة وينتصر على الحق في العراق
- تحية من الأعماق للمناضل العراقي الدكتور كاظم الحبيب
- التحليل السياسي في شتم العراق
- الخراب المادي يمكن ترميمه .. من يرمم خراب الأنسان العراقي ؟
- متى ستتم محاكمة أذناب سلطة صدام ؟
- الملف الأمني
- الدخول بغير المفتاح العراقي
- أرهاب العراقيين أم أخراج الأمريكان ؟
- هل أختفى صدام الى الأبـــد ؟
- شباب الكرد الفيلية الذين غيبوا
- أفعال خسيسة ضد شعب العراق في رمضان
- بقي العراق بخير وسقطت خطط الفضائيات العربية الرديئة
- أكراد العراق يراهنون على تفهم شعبهم لحقهم في الفيدرالية
- الأسئلة التي لم يسألها أحد للصحا ف
- مكب النفايات
- الحوار الوطني المطلوب مسؤولية جماعية
- العراقي حين يصلي فوق تراب العراق


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - هل من ردة فعل مساوية في القوة ؟