أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العراقي حين يصلي فوق تراب العراق














المزيد.....

العراقي حين يصلي فوق تراب العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 632 - 2003 / 10 / 25 - 01:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                سيبكي أولادكم وأنتم تسجدون على تراب أرض العراق تمرغون وجوهكم فيه وتطهرون أياديكم فيه وتعجنون دموعكم فيه وفوق تراب  شوارعه وأزقته وقراه النائية   .
        سيضحك منكم أولادكم وهم يشاهدوكم تغرفون من ماء دجلة والفرات ومن النرع الصغيرة التي تطرز  قراكم  تغسلون وجوهكم ، وتملئون أكفكم بقليل من الماء وتشربون  وتناولون أطفالكم منه بأياديكم  ،   ومياه مثل  دجلة والفرات خلقها الله  معقمة فهي تتمازج مع الروح ولها طعم ليس كأنهار الدنيا .
      ستبكي معكم أمهاتكم وجداتكم  ونسائكم وهن يخلطن الهلاهل بالدموع وأصابع الحلوى الشعبية  المطشوشة  بالنحيب الطويل .
     ستبلل لحى آبائكم وشيوخكم بالدموع الساخنة  وترتفع أكفهم الى السماء . 
ستفرق النسوة ( خبز العباس ) ، وستعمد البغداديات الى تسيير الشموع فوق الماء نذراً ( لخضر الياس ) ، وستنذر النساء نذوراً للاولياء .
سيحل رجال الدين عمائمهم عند الصلاة ويغسلون خدودهم بدموع الخلاص وتحقق الدعاء .
ستشهد مراقدنا المقدسة أعياداً متواصلة لم تشهدها في كل سنوات الحزن العراقي الطويل .
 ستفرح بكم الشوارع العتيقة والأزقة وتؤشر لكم البيوت الآيلة للسقوط والمقاهي الشعبية ، وتعود طيور البلابل تغرد فوق النخيل الذي يستعيد عافيته فيطلع سعف جديد ، وتزهر الدفلى في غير نيسان . .
ستزدحم المساجد بالمصلين منكم فتفترشون الأرصفة  ، تسألون عن رفاقكم وأصدقائكم الذين ضحوا بأرواحهم وأختصروا أعمارهم من أجل السيد العراق ، ستسألون عن أولادهم وقبورهم  وسجونهم وأماكن أستشهادهم .
ستتفقدون أبناء محلاتكم وبناتكم ، وتتلمسون الوجوه التي شاخت قبل أوانها فتهدهدون دموعها .
سيصير الوجع الإنساني فرحاً يرقص بين الضلوع ، وتتحول كل محنة الروح وحرقة الزمن المر إلى لحظة ضاحكة ترقص أمامكم دون خجل .
وتصير الدنيا التي باتت كالحة ملونة بألوان قوس قزح والوان تضاهي الشمس ببهجتها  ، الشوارع الزاهية تغيررونقها  والأزقة الراقصة تغيرت رائحتها وحتى القبور البائسة صارت مهرجانا للاستذكار والتجمع  .
سيضحك منكم أولادكم وهم يشاهدونكم تتلمسون حيطان  البيوت والذكريات ومواضع الرصاص وخرائب الروح في بلادكم ، وسيسألون ماذا حل بكم ؟؟
فتقولون أنه العراق يستعيد روحه البهية ينفض عنه رماد الروح  بعد أن أستعاد أولاده من المنافي والقفار والمجاهل والمدن التي لم يذكرها أحد على خرائط العالم  ، ولم تمر ببال أحد عند دراسة الجغرافية .
ستتحدثون بلهجاتكم وترطنون أمام أولادكم الذين يتلفتون يمنة ويسرة فتفسرون لهم الكلام ، وتقول لهم أنتم حطب الوطن وضحاياه أنتم القربان الذي قدمناه للسيد العراق ، حين كان أخوتكم يضمرون الوجع الآدمي داخل الصدور ، كنتم أنتم تصرخون من هذا الوجع الآدمي الذي يخترق أرواحكم .
تنتقل معكم أرواح من غابوا في مقابر المدن الباردة والموحشة ، متمسكة أرواحهم بمدافن النجف والزبير والشيخ معروف وباب الجديد وكردستان ، محلقة فوق مساحة المدن العراقية البهية ، تتحسسونها وتشعرون بخفق رفيفها .
وتتحول الشمس بين أياديكم عروس عراقية ترسل أشعتها تعلن زفة العراق تكور نفسها مثل قرص الخبز الحار الخارج لتوه من تنور العائلة  .
يتراقص الأطفال في الشوارع وتتزاور الناس بلا ساعات منع للتجوال ويتم الغاء  الزمن من قواميسكم ، سيكون عمراً جديداً للعراق وهو ينفض عنه ظلم ورماد السنين ، يستعيد ملامحه الجميلة وعافيته وحمرة خديه  وضحكته المجلجلة .
أنه العراق أخوتي يعود للحياة من جديد !!!!

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء لتكريم الأبطال والشهداء الذين نفذوا عملية أغتيال أبن ال ...
- عودة الكفاءات العراقية
- جلد الذات أم صحوة الضمير ؟
- الصبغ الذي انكشف
- هل تستفيد الأدارة المدنية في العراق من تجربة الستة أشهر الأخ ...
- حتى لاتستغل المرونة الدستورية
- الرجل الحامل
- التمثال
- بصمات جرائم القاعدة في العراق
- مكان أسمه - نقرة السلمان
- عصابات مافيا جديدة في العراق
- نظرية الخوف والتخويف في العراق
- المؤتمر الوطني للقوى والأحزاب الوطنية
- الشهيد القاضي محمد رئيس أول جمهورية لكردستان
- قوات البيش مركة
- كفاح وحقوق الأكراد
- القاضي مدحت المحمود أسم جدير بمهمة كبيرة
- متى نبدأ ببناء العراق ؟
- القضاء العراقي والمحاكم الخاصة
- أكراد العراق أرضية للشراكة الدائمة


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العراقي حين يصلي فوق تراب العراق