أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - متى نبدأ ببناء العراق ؟














المزيد.....

متى نبدأ ببناء العراق ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 606 - 2003 / 9 / 29 - 03:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



متى نبدأ البناء ؟ سؤال يدور في أذهان العقلاء من أبناء العراق .
كيف لنا أن نساهم بالمحبة في أن يستعيد أخوتنا ممن أخطأوا بحقنا وكتبوا عنا تقاريرهم ونظروا لنا ولأهلنا نظرات الأحتقار والريبة والحذر ، وراقبوا جلساتنا وخلواتنا ؟
كيف لنا أن نعيد لهم ثقتهم بأنفسهم من أنهم جزء منا وهم أولادنا وأخوتنا ماداموا لم يرتكبوا الجرائم التي يحاسب عليها القانون والشعب ؟ وكيف لنا أن نضعهم أمام واقعهم و نبصرهم بالخطأ الذي كانوا به يعمهون ، وأن الطاغية كان يريدهم حطباً وأعواد الكبريت التي يشعل بها بيوتنا وحياتنا ومستقبلنا ويحرقهم معنا  ؟
كيف لنا أن ندفع أخوتنا من المتوهمين والسذج للوعي من أن عليهم أن يقدموا لوطنهم وشعبهم مايساهم في البناء الجديد ؟
كيف لنا أن نستعيد أنفاسنا ونتخلص من عواطفنا ونسترجع حقيقة أن من كان يقع في تيارات الوهم هم أخوتنا وأصحابنا قبل أن يسقطهم الطاغية في شباكه وخرائبه ؟
كيف لنا أن نبدأ بتعليم أنفسنا دروس الديمقراطية الحقيقية التي نريد ؟ وأن نتقبل الفكر الآخر والرأي المخالف ، وأن نسمح للمعارض أن يقول أعتراضه ، وأن نسمح للنقيض أن يكتب مايريد بكل حرية ودون مساس بشخصه أوكرامته .
كيف لنا أن نتعلم أن طرق البناء متعددة وسنختلف عليها ، ولكن علينا أن نعرف أن هذا الأختلاف في عمليات البناء لاالهدم ، وفي عمليات الترميم لاالتخريب ؟
كيف لنا أن نتعلم أن لازعيم أوحد بعد اليوم ، ولاحزب واحد يقود الجميع مثل القطيع ، وأن القيادة للجميع والكل مدعو للمساهمة في البناء دون أي استثناء  ؟
كيف لنا أن نتعلم أننا أديان مختلفة وقوميات مختلفة ومذاهب مختلفة وكنا ولم نزل نتعايش بسلام ومحبة وتآخي وصفاء وأنسجام  لم يعكر علينا الحياة سوى مجيء صدام البائد للسلطة .
كيف لنا أن نفهم أن الفيدرالية ليس تكريس الأنقسام القومي ولاتقسيم للوطن ، أنما هي صيغة دستورية وشكل من أشكال الحكم  شرعها فقهاء القانون ، ومارست تجربتها العديد من الدول التي نجحت في تطبيقها وأستفادت من تجارب الآخرين ، وعلينا الأستفادة من تجربة الجميع .
كيف لنا أن نعرف أن نظام صدام ولى الى مزبلة التاريخ ، ونتذكره حين يرد أي شيء سيء في بالنا ؟ أن علينا أن نتوحد ونتكاتف ونلتحم لنختصر الزمن ، فأمامنا طريق طويل للبناء ، وهذا الطريق هو أمانة الأجيال القادمة في رقابنا .
كيف علينا أن نعيد تنظيم مجتمعنا ، ونتفحص القيم البذيئة والسيئة التي جاء بها عصر صدام حسين المنحط ، وعلينا أن نرمي القيم السيئة والتافهة ونستعيد قيمنا الجميلة وأعرافنا الأجمل ؟
علينا أن نتفاهم بالمحبة العراقية وبقدر مساحة الحزن التي تبرقعت بها أرواحنا ، وبقدر مساحة الأرض التي توزعنا عليها ، وها قد عدنا الى بقعتنا المباركة ونخلتنا البائسة التي تيبس سعفها وكاد يموت جمارها ، علينا أن نتجاوز الكثير من رغباتنا الشخصية ونطفيء الكثير من أحقادنا ونتجاوز  العديد من خلافاتنا ونتسامح في العديد من قضايانا الشخصية  ، وعلينا أن ننثر المحبة حقيقة بين بيوتنا نحصنها بها ونسيجها بالقيم العراقية التي كنا نتبجح بها ونتفاخر بها قيم الشارع والمحلة والمدينة ، قيم التسامح والعفو عند المقدرة ، قيم العطف على الفقراء والمحتاجين ، قيم حماية الملهوف والدخيل ، قيم المصالحة والخير والمحبة .
القيم الجميلة والعريقة التي كان يتحصن بها مجتمعنا ن وتزيدنا قوة وأصالة ، القيم والأعراف الجميلة التناسبة مع تطور الأنسان والزمن .
أعطينا من الشهداء مالم تعطه أمة مثلنا ، ولم نزل نلملم عظام شهدائنا ، ولم نزل نتعرف على ما طمرته الأرض المجهولة في ربوع العراق من أجداث شهدائنا ، ولم نزل نعطي ونقدم الشهداء في مسيرة البناء ، ومع كل هذا العطاء علينا أن نفكر بالبناء .
الخراب الذي حل في أرواحنا ومجتمعنا  وأرضنا ومعاملنا ومدارسنا وبناياتنا والبنى التحتية لعراقنا ، الخراب الذي لحق مياهنا وأهوارنا وسمائنا ، الخراب الذي لحق جيشنا وشرطتنا وقوانيننا ودستورنا  ، والخراب الذي لحق أقتصادنا وثرواتنا البشرية والمادية والطبيعية ،  الخراب الذي لحق سمعتنا بين الأمم ، كل هذا الخراب بفعل صدام البائد ولابد لنا من ترميم مانقدر على ترميمه وبناء ما أنتهى في الزمن البائد  .
أن عملية البناء أصعب من الهدم بالتأكيد ، وعلينا أن نضاعف جهودنا مثلما نضاعف سعة قلوبنا ومحبتنا ، وأن نداوي جروحنا ونلملم ماتناثر من شعبنا ووطننا ، وأن نتصافى ونتدارك الزمن قبل أن يفوتنا هذا القطار السريع الأنتقال .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء العراقي والمحاكم الخاصة
- أكراد العراق أرضية للشراكة الدائمة
- شهداء العراق تعالوا
- خيمة صفوان لم تزل تنشر ظلالها على العراق
- ولادة عراقية بعد زمن مرير
- الانتحار طريق للشهادة أم مخالفة لأمر الله
- الوثائق العراقية الدامغة
- سماحة حجة الإسلام والمرجع الأعلى للمسلمين آية الله السيد الس ...
- أعداد مسودة الدستور
- الضمير الغافي في زمن صدام ؟
- احتمالات
- رحيل المناضل والمثقف العراقي باسم الصفار في استراليا
- رداً على الكاتبة أمل الشرقي
- رسالة الى عضوة مجلس الحكم الأنتقالي الدكتورة رجاء الخزاعي
- حرب الصحاف
- من سيمثل العراق ؟
- رسالة أخيرة من مواطن عراقي الى الخائب صدام حسين
- الصهيونية والأرهاب العالمي
- أهل مكة أدرى بشعا بها
- الخط السري بين القناة الفضائية و شبكة الأرهاب


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - متى نبدأ ببناء العراق ؟