أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الانتحار طريق للشهادة أم مخالفة لأمر الله














المزيد.....

الانتحار طريق للشهادة أم مخالفة لأمر الله


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ثمة مفارقة تستحوذ على أعداد من السذج لايستهان بهم يربط نتائج أي عملية أرهابية بالجنة ، وليست المشكلة في عقلية المنتحر أو الذي يوافق على الاشتراك بعملية انتحارية لقتل العدو كائن من يكون ! كما ليست المشكلة في المسيطرين نفسياً أو روحيا على تلك الأعداد ومنحها صكوك الدخول الى الجنة   .
المشكلة تكمن  في سهولة حركة القائمين والمشرفين على هذا النوع من الإرهاب وكأنه فعل ديني ووطني لاجدال فيه  ، وكذلك في عدم مقدرة الضحية أن يسأل لماذا لاينتحر الموجه أو من يقوم بالسيطرة على الشباب أو على الأقل أولاده وأسرته ليدفعها الى الانتحار بدلاً من هذه الضحايا المغيبة بزعم أنها تكسب الجنة بقرار رئاسي مضمون ومختوم بخاتم الهيئة المشرفة على تنظيم العمليات ، وكذلك في الصمت الذي تواجهه هذه التصرفات من علماء الدين والمسؤولين عن الإفتاء الشرعي والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف وهي مهمة تتعلق بضمير من يعرف كلمة الحق ويحجم عن قولها أما مجاملة أو خوفاً أو تماشيا مع الموجة والاندفاع العاطفي أو نتيجة لأختلاط المواقف والرؤى  والوهم الذي يتلبس البعض .
وحياة الإنسان بالأساس  ليست ملكاً له لأنه لم يكن سبباً في خلقها  ، حيث أن حق الحياة والموت أمر بيد الباري عز وجل فهو الذي يعطي وهو الذي يأخذ ، وأن كل نفس ذائقة الموت ولكن بأمر الله ، وكل فعل يؤدي الى مخالفة عملية أو صريحة لذلك الأمر الرباني يعتبر من الكفر الصراخ الذي يرمي بفاعلة الى التهلكة ويسمره في جهنم الى الأبد ،  وقد حرم الله تعالى أن يقوم الإنسان بقتل نفسه (( ولاتقتلوا أنفسكم أن الله كان بكم رحيماً ))  ، وأذا كان الباري عز وجل حرم قتل الغير بغير الحق فمن باب أولى أن يتم تحريم قتل النفس .
والوسائل العديدة التي منحها الله للأنسان لتحصيل حقوقه وإيصال أفكاره ومواجهة الشدائد والصعاب من الأمور لاتعد ولا تحصى ، وسبل الكفاح والنضال والمثابرة عديدة ومختلفة .
وأن قاتل نفسه مأواه جهنم لأنه محروم من رحمة الله ويستحق العذاب وليس له غير النار مستقراً أخيراً .
ومن أقوال الرسول الكريم ( ص ) (( من تردى من جبل فقتل نفسه ، فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن قتل نفسه بحديدة ، فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا )) .
ولم يدعو الرسول أصحابة للانتحار بل كان يطالبهم بالقتال في سبيل الدعوة والدين وأعلاء كلمة الحق ، ولم يذكر أحداً من رواة الحديث الشريف في أضعف لحظات الرسول الكريم أنه كان يحبذ لدفع الناس للموت ، بل كان أغلب من ينقل عنه تمسكه بحب الحياة والذود عنها وتطوير سبل محبتها وإنسانيتها .
فأذا كان من ينتحر بقذف نفسه من الجبل أو من يحتسي سماً فيموت مسموماً أو من يضرب نفسه بحديدة تؤدي الى هلاكه فمأواه جهنم ، أذن أن الانتحار عمل إجرامي يؤدي الى إنهاء الحياة دون أمر الله .
أي أن الرجل أو الفتاة المقبل على الموت طوعاً أنما يخالف مشيئة الله وأرادته ، إضافة الى كون الحياة البشرية وديعة الله في الإنسان ، حيث أن الروح  تعود  الى بارئها بعد حلول الآجل ، (( يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي الى ربك راضية مرضية )) ، وأن أقدام المرء على إزهاق الروح تحت شتى المسميات لايبيح له التفكير بالجنة مع مخالفة الإرادة  الإلهية .
وعليه فأن الزعم بأن شيوخاً آخرين يستطيعون السيطرة على عقول السذج من الشباب المندفع والمتطرف في أفكاره واستغلالهم في توجيههم الى الموت ، باعتباره وسيلة وسلاح يستخدم ضمن المعركة السياسية .
وأن معركة سياسية تكون الأنفس البشرية والأرواح وقودها وطعامها  وسلاحها لهي معركة خاسرة بالنتيجة ، حتى وأن أرهبت الأعداء وحققت مطالب الجهة الأخرى ، فمن يربح نفسه ويخسر الله فقد خسر خسراناً مبيناً .
ويلتف البعض على المعاني الحقيقية لقبول الانتحار من قبل المنتحرين فيسمونها بأسماء ليست لها علاقة بالواقع ولغرض إيهام العقول المندفعة ، حيث يتم توظيفها في عمليات إجرامية الهدف منها القتل والموت والإيذاء والجرح للطرف الآخر مهما كانت النتائج بين الطرفين .
أن سعي بعض القادة لدفع هذه الأعداد من الشباب للأنتحار وجعلهم مشاريع جاهزة للموت ، لاتخدم أية قضية وتسيء أساءة بليغة لمفاهيم وقيم وتعاليم الإسلام ، وتظهر جانب مظلم من جوانب حياة هذه الشريحة على حساب جميع الجوانب الإيجابية التي يغطيها ظلام الموت أنتحاراً .
والشهادة ليست أعطية تمنح بوثائق  ، كما لايمكن أن يتساوى من يقدم على الانتحار مقابل ضمان حياة ورزق لعائلته من بعدة تحت وطأة الظروف الاقتصادية بأن يكون شهيداً ، مثلما لايمكن أن يكون شهيداً من كان سجله الإجرامي ممتلئاً وأفعاله الشريرة كثيرة بين الناس ولمجرد أقدامه على الأنتحار أن يتم إرساله الى الجنة .
والعمليات الأنتحارية التي تمت في العراق لاتدلل سوى على خسة الفعل وتفاهة القائمين بها حين يقومون بتفجير السيارات وقتل الأبرياء بحجة محاربة الأمريكان .
والمتمعن في هويات المنتحرين يجد حقيقة قائمة لاتقبل النقاش ، كون المنتحرين مع عددهم القليل يمثلون طيفاً سياسياً وفكرياً يصب في خدمة النظام البائد الاستبدادي الذي ولى الى مزبلة التاريخ ، غير أن شبكة خيوط العنكبوت الواهية لم تزل تؤذي شعب العراق بما تملك من أموال السحت الحرام ، وبما تستطيع شراءه من ذمم وضمائر في زمن ترتفع فيه المادة على القيم والخلق والمبادئ الى حين .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوثائق العراقية الدامغة
- سماحة حجة الإسلام والمرجع الأعلى للمسلمين آية الله السيد الس ...
- أعداد مسودة الدستور
- الضمير الغافي في زمن صدام ؟
- احتمالات
- رحيل المناضل والمثقف العراقي باسم الصفار في استراليا
- رداً على الكاتبة أمل الشرقي
- رسالة الى عضوة مجلس الحكم الأنتقالي الدكتورة رجاء الخزاعي
- حرب الصحاف
- من سيمثل العراق ؟
- رسالة أخيرة من مواطن عراقي الى الخائب صدام حسين
- الصهيونية والأرهاب العالمي
- أهل مكة أدرى بشعا بها
- الخط السري بين القناة الفضائية و شبكة الأرهاب
- حقوق الأنسان في التشريع الجزائي العراقي الجديد
- متى يستقر الحال في العراق ؟
- ذكريات عبقة من الديوانية
- وحقاً لاننسى الصابئة المندائية
- الانتفاضة لاتحمي مرتكبي الجرائم الخسيسة في العراق ودولة القا ...
- حقوق اليهود


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الانتحار طريق للشهادة أم مخالفة لأمر الله