أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زهير كاظم عبود - حقوق اليهود














المزيد.....

حقوق اليهود


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 582 - 2003 / 9 / 5 - 02:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



       في متابعة لمقالتي السابقة ( متى سنعترف بأسرائيل ؟ ) أرسل لي الزميل العزيز حسن أسد مقالة جميلة  تدعو الى منح  لليهودي العراقي الأقامة القانونية  أذا أراد زيارة العراق .
والمتمعن في المسألة وفق نظرة أنسانية متجردة سيرى أن هذا المواطن هو عراقي أصلاً بغض النظر عن دينه ، وكان يحمل الجنسية العراقية ويتمتع بكامل حقوق المواطنة ، وللحقيقة التاريخية التي لن تغيب عن أحد ،  فقد ساهم اليهود من أهل العراق مساهمة وطنية فعالة ومؤثرة في تشييد صرح الحكومة الوطنية .
كما ساهم أبناء اليهود في رفد الحركة السياسية الوطنية التي قارعت الأستعمار والصهيونية  وأصبحوا كوادر من قيادات خيرة الأحزاب العراقية الوطنية .
وبالتأكيد أن لليهود حقوق وممتلكات في العراق بحكم حياتهم ومعيشتهم فيه  ، وحين تمت عملية ترحيلهم بالأكراه أو بالترهيب أو بالترغيب ، فقد تشردوا في أصقاع الأرض ، الكثير منهم لفقر حالهم ولعدم معرفتهم بالواقع السياسي أختاروا الذهاب الى دولة أسرائيل ، العديد منهم من أختار المدن الأوربية التي أضفت عليهم الحماية ومنحتهم المواطنه حالهم حال المواطن الأصلي ، مثلما حدث  مع المواطن العراقي الهارب من بطش وجور النظام الصدامي البائد  ، والذي لقي كل المساندة والرعاية من الدول الأوربية المانحة اللجوء  الأنساني أو السياسي ، ومن ثم تم منح المواطن العراقي الجنسية ليصير مواطناً اصلياً من مواطني البلد الأوربي  .
بعد أن تم ترحيل اليهود من العراق لم تبق سوى حفنة قليلة ممن ضاقت عليهم السبل أو من الذين آثروا أن يبقوا في العراق لشتى الأسباب ولأختلاف ظروفهم  ، غير أن الذين رحلوا عن العراق بقيت لهم أملاك وعقارات ، تمت السيطرة عليها من قبل الدولة العراقية ، وأنيطت أدارتها وأستلام أيراداتها وشؤونها  الى دائرة تسمى ( دائرة الأموال المجمدة )،  وبقيت هذه الدائرة تقوم بأيجار أملاك اليهود المسفرين وأستغلال هذه الأيرادات وكذلك في بيع بعض منها أو أستلام أثمان ومبالغ التعويضات عن المستملكة منها لأغراض النفع العام .
وحال هذه الدائرة كما الحال في دائرة أموال المسفرين من أهلنا العراقيين الذين تم رميهم على الحدود وتشريدهم بحجة التبعية .
والأسلام من الأديان الذي يقدس الحق ويحترم ويحمي الملكية الفردية ، لذا فقد ترتب لليهودي العراقي أو ورثته من بعده حقوق في ذمة الحكومة ، وهذه الحقوق ثابتة وفق سجلات الدولة ، مثلما ترتب له تعويض عما فاته من نفع وعما لحقه من ضرر طيلة هذه المدة .
أن مسألة الحقوق وأن كانت لاخلاف عليها ، الا أنها تشكل بعبع لدى البعض ويراها القلة من الأخوان مسألة تضر الوطن .
وفي أحد المؤتمرات القانونية التي حضرتها في واشنطن كنت قد تطرقت الى ضرورة أنصاف المسفرين والأكراد الفيلية واليهود العراقيين وأعادة حقوقهم المسلوبة والمصادرة منهم بالكيفية التي عرضتها وتصورتها في حينه ، وفي لحظة الأستراحة عاتبني أحد الزملاء بأنني كنت متطرفاً حين طالبت بحقوق اليهود من أهل العراق ، وحين ناقشته على الحق وحماية الحقوق في الشريعة والقانون المدني العراقي ، تطابق رأيه معي لكنه يشعر بالخوف من كلمة ( اليهودي ) . 
أنني على يقين ومتأكد أن شعبنا يعي هذه الحقيقة ، وليس لديه عقده مع أخوتنا اليهود ، مثلما ليس هناك أدنى شك أن لهم حقوق مشروعة ، وينبغي أيجاد الآلية التي تمنحهم حقوقهم بالطريقة التي يقررها القانون العراقي في دولة الحقوق والقانون القادمة  .
كان اليهود والمسيحيين والمسلمين والصابئة المندائية والأيزيدية متعايشين في العراق بشكل منسجم وجميل لايخدش علاقتهم أي خادش ، ولاتشوب أعتقاداتهم وطقوسهم أية شائبة ، حتى حل الوباء وفرق الناس وبعثرهم في مجاهل الأرض ، فهل آن الآوان أن نستعيد هذه اللحمة العراقية والتآخي العراقي المشهور في كل الدنيا ؟
هل يبقى أسم اليهود الشبح  الذي نخترع منه ونفز وجلين مع أنهم بشراً  مثلنا  تضرروا مثلنا وتحملوا مثلنا  ، واليهودي عراقياً أدى كل ماعليه من  حقوق المواطنة وترتبت له حقوق مشروعة ، مجرد أنكارها خيانة أمانة وغمط للحق ومخالفة للقانون وكبيرة من كبائر الدين الأسلامي الحنيف .
أجل زميلي حسن أسد لقد كنت موفقاً حين أقترحت أن يمنحهم العراق الأقامة أذا أرادوا فالعراق بلدهم ومسقط رأس آبائهم ولهم حق فيه مثل حقنا نحن ، وقد أنتهى الزمن الذي نتقيد بمفردات لفظية وصور كارتونية مقدسة لايتوجب علينا تغييرها أو قراءة ما خلفها  لاقيمة لها سوى في السوق السياسية أو لعبة الأمم التي كنا بها حطباً دوماً  .
لنكن أكثر جرأة حين نعترف أن لهم حقاً في أملاكهم وبساتينهم ومتاجرهم وأموالهم  التي تركوها وغادروا لايحملون سوى أرواحهم وحنينهم الدامي للعراق الذي حملوه في ضمائرهم ووجدانهم ، وعلموا حبه لأولادهم وتغنوا بقصائدة وأغانيه وموسيقاه ، وبقوا يتمسكون بتقاليده وأرثه وطقوسه الأجتماعية .
يهود العراق الذين شكلوا في كل المهاجر وحتى داخل دولة أسرائيل مجتمعاً عراقياً خالصاً ، بقوا يحافظون على علاقتهم العراقية في نواديهم وفي جلسات السمر وفي مناسباتهم ، بقوا يحملون محبتهم وأعتزازهم بالعراق في ضمائرهم ويحنون لمشاهدة العراق وهو حق من حقوق الأنسان التي يتمتع بها العراقي المغترب مهما كان دينه أو قوميته أو جنسه أو مذهبه أو فكره السياسي أو جنسيته .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزارة عراقيــــــة
- لاتنسوا الأكراد الفيلية
- برقيـة الى مجلس الحكم الأنتقالي في العراق
- ملفات لم يحن الوقت لفتحها
- متى سنعترف بإسرائيل ؟
- لايؤلم الجرح الا من به الألم
- نريد تطبيق قانونهم عليهم للمرة الأخيرة
- الحقيقة المرة بين العراقيين والفلسطينيين
- أنهم يستهدفون الحياة في العراق
- شرار النار
- يريدون أن ينالوا من النجف خسئوا والله
- حين تلبس السياسة عمامة
- رحيل مناضل عراقي أصيل
- العمليات الأرهابية الأخيرة لم تكن عراقية مطلقاً
- الضمير
- حدود الأكراد وحدود التركمان
- مسودة الدستور العراقي المنتظر
- هل يستحق الكيمياوي والجزراوي ومحمد حمزة الأعدام ؟
- المجتمع المدني ومبدأ التسامح والعفو عند المقدرة
- ظافر العاني يشتم قتلى أهل العراق


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زهير كاظم عبود - حقوق اليهود