أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الحقيقة المرة بين العراقيين والفلسطينيين














المزيد.....

الحقيقة المرة بين العراقيين والفلسطينيين


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 578 - 2003 / 9 / 1 - 04:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



يقيناً أن من باب الأنفعال تخرج بعض المقالات بأقلام عراقية غير مسؤولة تحاول أن تضع شروخاً وفواصل بين قضية أخوتنا في فلسطين وبين القضية العراقية .
يمكن أن يكون موقف أو تصرف البعض غير المسؤول من الفلسطينين من سبب هذا الموقف المضاد ، أذ أن لكل فعل رد فعل .
فالعراقي الذي تشرد وأكتوى بنار الغربة والأضطهاد وتبرقع بالظلم وأنتشر في مجاهل الأرض يعيد مأسأة الفلسطيني الذي تشرد وترك أرضه مرغماً يعيش دون هوية أو جواز سفر في مجاهل الدنيابعد أن أخفق في تحقيق تطلعاته المشروعة بالسلاح  ، لايجد الأستقرار حتى في بلدان أخوته العرب ، تحت شتى الأسباب والظروف .
وكان العراقي والفلسطيني من أكثر العرب  معرفة بقضاياهم وتلاحماً وتفاعلاً في مالحقهم من ضيم وظلم من السلطات القمعية الأسرائيلية المتعاقبة والعربية والعراقية المتعاقبة .
وجاء الطاغية صدام يحدث شرخاً وفتقاً داخل جسد الحركة الوطنية الفلسطينية ، ويمارس الأرهاب وعمليات الأغتيالات بينهم بغية ترويضهم وأستخدامهم ورقة رابحة ضمن سياسته ، ومن ثم محاولة أحداث شرخ كبير بين الفلسطينيين وأهل العراق .
ومن خلال هذا الشرخ وبعد سقوط سلطة صدام حسين بواسطة الأحتلال الأمريكي – البريطاني ، نجد بعض أخوتنا من فلسطين يمجدون الطاغية على حساب الشعب ، ويشتمون الشهداء من أجل نصرة الطاغية والحفاظ على سمعته ، وأظهاره بصورة مقلوبة ومتعارضة ومتناقضة مع حقيقته البشعة في العراق واقعين تحت سيطرة الأعلام العراقي البائد وتحت غشاوة الحقيقة التي طالما لعب بها النظام العراقي البائد أستخفافاً بعقول الناس  .
وفي خضم أحداث العراق وأكتشاف المقابر الجماعية التي ضج بها أرض العراق ، وأبكت الأنسانية لما فيها من فاجعة وكارثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ ، في خضم هذه الأحداث تعلن الصحافة العربية أن هناك من آهل فلسطين من يسمي وليده ( صدام ) تيمنا ً بالطاغية الذي ذبح أهل  العراق وبعثر شعبهم وشردهم وضيع ثرواتهم وأربك حياتهم ، وتنكيلاً بكراهية شعب العراق لصدام وهو بالتأكيد لايعادل قيمة الشعب العراقي ظهير الفلسطينين التاريخي .
يتصدى عراقي قدم أخوته الثلاثة كشهداء ، واحد منهم في ثرى المطلة في فلسطين ، وأثنان في المقابر الجماعية ، يشتم هذا الأخ الفلسطيني ، لاحظ القصد الأعلامي الذي روجت له الصحف والفضائيات ،  ولاحظ حالة الأستفزاز والشتائم التي تفوه بها البعض عن المقابر الجماعية ، وتحميل شعب فلسطين وزر هذه الأخطاء .
من حق أي أنسان أن يسمي أولادة بمايريد ، ومن حق أي أنسان أن يعتقد بمايريد ، ولكن ليس من حقه أن يكذب من أجل أن يبرر الجريمة ، لأن التبرير جريمة والتستر جريمة  وحجب الحقيقة كذلك جريمة .
وهذا البعض من الفلسطينيين والعراقيين لايمثلون العلاقة الأزلية والمنسجمة بين الشعبين ، لكنهما يؤججان المشاعر حين يقدم عدد من الأخوة الفلسطينيين على أقامة مجالس العزاء والفاتحة على أرواح المجرمين عدي وقصي ولدي الطاغية ، وكأنهم يريدون تمجيد قتلة أخوتهم في العراق ، وتتناقل الفضائيات والصحف هذه الأخبار ، فيكون رد فعل بعض العراقيين بأقامة مجالس العزاء للقتلى الأسرائيليين في حوادث التفجيرات .
شتائم متبادلة وأتهامات ومقالات  تنم عن ضيق الأفق وقصور الرؤية فلسطينية كانت أم عراقية ،  دليل على أن الشرخ الذي أحدثه صدام في الجسد  العربي بدأ يأخذ  أتساعه ومفعوله ، وتحققت نتائجة في أحداث القطيعة والخلاف ، حتى أنعكس هذا على جملة من العوائل الفلسطينية من ضحايا هذه المواقف غير المسؤولة عن تصرفات وأفعال بعض  أخوتنا في فلسطين ، والتي تضعف الموقف الفلسطيني بخسارته المتزايدة لأعداد  كانت تقف في جانب شد الأزر ونصرة القضية وحق الشعب الفلسطيني .
وبدأت مناوشات كلامية غير مسؤولة ولاتعبر عن حقيقة المشاعر بين الشعبين  ،  وتحاول هذه الأفكار أن تستفز الآخر ، وأنطلقت أفكار أخرى تتهم الآخر بالخيانة والموقف الخطأ غير أن اللافت للنظر  أن أي من هذه المقالات والأفكار لم يطعن في حق الفلسطيينين في أقامة  دولتهم المستقلة وحقهم في مقاومة الأحتلال الأسرائيلي  وحقهم في العودة الى أرضهم وأستقرارهم  بوطنهم ، مثلما لم يطعن في حق العراقي بالعيش الكريم في ظل سلطة تحترم حقوق الأنسان ويحكمها الدستور والقانون خالية من الأرهاب والتسلط والدكتاتورية .
والمتمعن ملياً في الكتابات التي تنم عن الأنفعال ورد الفعل يجدها لاتخدم قضية الحرية والديمقراطية وحقوق الشعوب في الحياة ، مثلما يجدها تعبر عن أفكار ذاتية لاتصلح أن تكون مباديء وأسس تتعامل من خلالها الشعوب .
ثمة حقائق كثيرة لايغيرها المتوهمين بصدام حسين ، وهي أن فلسطين تبقى عربية مثلما يبقى العراق عربياً ، وأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والعراق الأولى ، وأن الشعب الفلسطيني يناضل من أجل حقوقه المشروعة  ،  كما أن العراق هو الظهير القوي للقضية الفلسطينية من دون صدام حسين الذي ذهب دون رجعة الى مزبلة التاريخ ، مما يترتب على الطرفين أن يتلمسوا مواجع الألم في أجساد شعوبهم الموجوعة والممتلئة بالجراح ، وأن يساهموا في وحدة الناس وتوحدهم من أجل غد أفضل وحياة بكرامة وخالية من الموت والحروب والدمار والأنفجارات والعمليات الأنتحارية أو الأستشهادية .
 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنهم يستهدفون الحياة في العراق
- شرار النار
- يريدون أن ينالوا من النجف خسئوا والله
- حين تلبس السياسة عمامة
- رحيل مناضل عراقي أصيل
- العمليات الأرهابية الأخيرة لم تكن عراقية مطلقاً
- الضمير
- حدود الأكراد وحدود التركمان
- مسودة الدستور العراقي المنتظر
- هل يستحق الكيمياوي والجزراوي ومحمد حمزة الأعدام ؟
- المجتمع المدني ومبدأ التسامح والعفو عند المقدرة
- ظافر العاني يشتم قتلى أهل العراق
- الأنحطاط الأخلاقي في عمليات الأرهاب العراقي
- ملف البتراء في اللعبة السياسية
- الفرق بين مانريد ومايريدون للعراق
- كيف الطريق اليك أيها المبجل ؟
- سعيد الديوه جي وسيار الجميل رموز عراقية خالدة
- القرارات الظالمة التي أنقلبت على الطاغية
- رسالة الى الأبنة العزيزة أيمان من السويد والتي أتصلت بقناة ا ...
- الكاتب علاء اللامي يدعو الى موضوع حيوي ومهم في حياة شعبنا


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الحقيقة المرة بين العراقيين والفلسطينيين