أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - زهير كاظم عبود - هل يستحق الكيمياوي والجزراوي ومحمد حمزة الأعدام ؟















المزيد.....

هل يستحق الكيمياوي والجزراوي ومحمد حمزة الأعدام ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 571 - 2003 / 8 / 25 - 03:40
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    



        لايكفي ملف الضحايا الذين قتلهم ( علي حسن المجيد ) في كل المجازر العراقية التي أرتكبها لأدانته ، مثلما لايكفي قيامه بفعل القتل بيده ، ولايكفي قتله أخيه وأولاد أخيه أصهار الطاغية والتمثيل بجثثهم ، ولاتكفي كل الجرائم التي أرتبطت بأسمه سواء المرتكبة بحق الأكراد أو العرب وحتى من أهالي تكريت والعوجة الحاكمة نفسها .
       فالرجل مريض وخطر أجتماعياً وأنسانياً ، وهو مجبول على تعطشه للقتل وشغفه بمنظر الدماء التي تسيل من ضحاياه والتي  كان يتمعن النظر فيها ملياً ، والسرور الذي يمتلأ به حين يقدم على القتل ليس شيئاً مألوفاً عند البشر الأسوياء .
      وعلي الكيمياوي الذي حمل اللقب بجدارة  قبل أن تسقط سلطة صدام حسين ، فقد بات الأسم المتعارف عليه وسط أجواء الشارع العراقي ، وأقترن اللقب الكيمياوي بأسم في حديث كل عراقي  ، وكانت سيرة الرجل وحياته عبارة عن جرائم وأعدامات وقتل بالجملة وأغتيالات والأشراف على عمليات الأذابة بالسيانيد وأغراق الجثث في الأنهار .
      ولهذا فأن البحث النفسي لشخصية مثل شخصية علي الكيمياوي الذي أصبح في الزمن العاهر وزيراً لأعرق جيش عربي ، وليس فقط القادة والآمرين وقادة الفيالق والرتب من أدى له التحية العسكرية ، بل أستقبلته دول ورؤساء جمهوريات ووزراء ، وأنحنى له العديد من العراقيين والعرب .
       هو شخصية محيرة فعلاً رجل يمتليء ليس بأقذر صفات الأنسان ، أنما يمتليء بمخلفات الصفات الحيوانية حين تطلق عليه أبنة رئيسه  البائد الهاربة الى الأردن  أقذر النعوت  والصفات وهو يمثل جزء من سايكولوجية العائلة كلها .
      حقاً بحاجة للبحث النفسي الدقيق وراء شخصية مثل شخصية طه ياسين رمضان الجزراوي المنشق عن قومه وقوميته ، والرجل الذليل أمام حضرة الطاغية والمتحمل للعديد من الأهانات والكلمات البذيئة من كل أولاد الطاغية وأزواج بناته ، والقادر على تحمل كل أهانات صدام وأولاده  وبناته ، والقوي ضد أبناء شعبه وخاصة حين يكون المجني عليه من أبناء قوميته  والذليل الخانع الضعيف أمام صدام وعائلته .
        هذا الرجل القصير الممتليء قبحاً وسوقية ، لم تعلمه الحياة العراقية سوى التصرفات والأوامر القاسية البعيدة عن السلوك الأنساني القويم ، وتعطشه للدم والقتل ، ميزته الرئيسية التي ميزته عن غيره أنه تمكن من تنفيذ أوامر القتل دون أن يسأل عن السبب أو الظروف أو الحق .
      نحن بأمس الحاجة لتدقيق شخصية مثل شخصية عزت أبراهيم حميد الدوري الجاهل والأمي الذي يعتبر صدام البائد نبياً مرسلاً وقوله المشهورلصدام ( لن يعذبنا الله وأنت فينا ) ، وقدرة هذا الشخص على التلون والتبرقع برداء الدين والأسلام ، وهو الفاجر السكير الكافر ، ورحم الله الصحفي عبد الباسط يونس حين أستل من جرارة مكتبه صوره لعزت أبراهيم حين كان يعمل في المجلس الزراعي الأعلى وبجانبه لطيف نصيف جاسم الموظف حينها معه في جلسة من جلسات شرب الخمور ، الغرابة في الصورة الوضع الذي بدا به عزت الدوري وهو يرقص كالقرد وفوق رأسه قدح الخمر .
       وهذا رجل مهووس ومزدوج ومصاب بالشيزوفرينيا وممتليء بالعقد على كل عراقي متعلم ويحمل شهادة ، وشخص ينفذ دون أن يعرف لماذا ، ويكرر قوله للبائد أنه ليس نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة أنما هو الخادم الصغير والمطيع ، وهذا النموذج الذي يضع عائلته وعشيرته فداء أمام حذاء الطاغية ليس من أجل المنصب الذي لم يكن يحلم به قطعاً ، أنما لغرض نفسي عميق نحن بحاجة لأستكشافه يكمن في قدرته على أذ لال نفسه  .
      ونموذج مثل محمد حمزة كيطان الذي يستحي من أسم جده فيلحق اللقب ( الزبيدي ) مع أن آل الزنبور والزبيدي يحتقرون السلوكية المريضة والشاذة لهذا الرجل ، محمد حمزة الذي صار رئيساً للوزراء في الزمن الخطأ  ،  وهو الذي لايعرف معنى كلمة وزير في اللغة العربية ، قاتل رخيص ومجرم موغل بالجرائم ومنفذ غبي لكل الجرائم التي يريدها الطاغية .
نحن بحاجة لتحليل نفسي يمكن أن يوضح لنا مدى المتاهة التي عاشها العراق في ظل زمرة مثل هذه الزمر التي تجمعت في نفوسها العقد والأنحرافات والسلوك المريض والتناقض في الشخصية والقسوة والأفراط في الفعل الجرمي ، هل يمكن أن يصلحها القانون ويستفيد منها .
أذا كان الجواب قطعاً بكلا ، فلم يتم ألغاء عقوبة الأعدام بحق هذه النماذج التي بات أمر خطورتها الأجتماعية ليس على أهلها وشعب العراق ، بل تكمن خطورتها في خطرها الأنساني مستقبلاً أذا مابقيت تتنفس الهواء .
        هذه النماذج صفحة مشينة ومبتذلة من صفحات السوء التي تمر بها البشرية .
       وهذه النماذج تمثل الميكروبات والوباء الخارق الذي يدمر الجنس ويهلك الجماعات .
        وهذه النماذج تجسد الجريمة المنظمة والخطيرة وتجمع بين الفعل الفعلي والمشترك ويوحدها عطشها للقتل والموت والدمار والتخريب .
نرى بحق وبحرقة أن دوائها لأنقاذها من نفسها وأنقاذ الأنسانية وبضمنها شعب العراق منها الموت .
     الموت وحده من يتكفل بشــطب عمرها الممتليء بالخطورة النفسية والسياسية والأجتماعية .
     لذا فأن عقوبة الأعدام يجب أن تعود الى الأحكام العراقية حتى تنتهي محاكمة هذه النماذج الخطرة ، حتى لانجعل القفز على الواقع أو حرق مراحل الحياة في العراق أو أختصار الزمن دليلاً خاطئاً في العمل العقابي ، وحتى لانجعل العراق والأنسانية في خطر دائم مهما كانت عقوبة هذه النماذج التي تنتسب زوراً الى الأنسانية ، ليس لها غير أن تحمل جرائمها ومأساتها وأفعالها وخطاياها وذنوبها وآثامها وكبائرها وماكتبه التاريخ العراقي بحقها لترحل غير مأسوفاً عليها الى جهنم وبئس المصير . 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني ومبدأ التسامح والعفو عند المقدرة
- ظافر العاني يشتم قتلى أهل العراق
- الأنحطاط الأخلاقي في عمليات الأرهاب العراقي
- ملف البتراء في اللعبة السياسية
- الفرق بين مانريد ومايريدون للعراق
- كيف الطريق اليك أيها المبجل ؟
- سعيد الديوه جي وسيار الجميل رموز عراقية خالدة
- القرارات الظالمة التي أنقلبت على الطاغية
- رسالة الى الأبنة العزيزة أيمان من السويد والتي أتصلت بقناة ا ...
- الكاتب علاء اللامي يدعو الى موضوع حيوي ومهم في حياة شعبنا
- هل عرب أنتـــــــــم ؟؟
- من المشخاب والى المشخاب تحياتي
- هل تستطيع الفضائيات أن تقهر أرادة الشعب العراقي ؟
- على ذمة القنوات الفضائية العربية
- قرار مجلس الأمن الغطاء القانوني لمجلس الحكم الانتقالي
- صفحة الحوار المتمدن بحاجة للدعم المادي الطوعي الأخوي
- المثلث السني
- نقول لمن يشتمون العراق أن الله معنا
- يمهل ولايهمل
- صفقة أم صدفة ؟؟


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - زهير كاظم عبود - هل يستحق الكيمياوي والجزراوي ومحمد حمزة الأعدام ؟