أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - يمهل ولايهمل














المزيد.....

يمهل ولايهمل


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 545 - 2003 / 7 / 27 - 04:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بقدر ما كانت الفرحة العارمة تنتشر بين العراقيين ، كانت مشاعر الأسف في فوات فرصة محاكمة المجرمين  ( عدي وقصي ولدي المجرم صدام )  قد ضاعت على العراقيين والعالم أجمع .
المحاكمات العراقية العادلة والتي كان سيجريها قضاة ممن لم تستطع السلطة ترويضهم وتحريفهم عن العدالة والتمسك بتطبيق القوانين بين الناس بالمساواة ،  وكانت هذه المحاكمات ستظهر حالة الهلع والخوف بين عيون من أذاقوا العراقيين الهوان والذل وأستمتعوا طويلاً بعذابات الناس وأستهانوا بشرفهم وأرواحهم ، كانت هذه المحاكمات ستكشف الكثير من المخازي والجرائم والانحطاط الفكري والخلقي لهذه العائلة التي تسلطت على العراق مثل ما تلتف الأفعى على الجسد .
المحاكمات العراقية ضد رموز النظام وأولاد الدكتاتور الطاغية البائد كانت ستطلق أول صفحة من صفحات الديمقراطية العراقية التي أرادوا أن يغيبوها وأن يمسحوها من ذهن أجيالنا القادمة ، وكانت هذه المحاكمات تشعرنا بعدالة العراقي ومحبة وتقدير وأحترام الناس للقانون والعدالة .
ومع كل هذا فقد ثبت للعالم مقدار الهلع والخوف الذي يتلبس أرواحهم  وهم يعيشون في المخابئ مثل الجرذان يعلمون بحتفهم ، ويتيقنون من قدرهم ، فالموت لهم يعني أن تكون عدالة السماء الحكم الفيصل في بقائهم ، ولو أمتلك جرذهم الكبير شيئاً من الكرامة والكبرياء والرجولة لدفن نفسه في التراب وأقدم على قتل روحه الشريره والمتلبسة بالشر ، ولكن لاحياة لمن تنادي .
أي مفارقة هذه حين يوجه الطاغية البائد خطاباً تبثه القنوات العربية يذكر فيه أنه كان مصراً على القتال حينما كان في الكلية العسكرية وفي دورات المعاهد العسكرية ، يقيناً أنه يسخر من العرب الذين لايعرفون أن صدام لم يتخرج من الكلية العسكرية ولادخل دورة لتدريب العسكر ولم يؤدي الخدمة العسكرية التي يؤديها أي مواطن عراقي صحيح الجسم والعقل والعلاقة بالوطن ، وبأستثناء صدام وأولاده الذين تهربوا من أداء هذه الخدمة الوطنية أستخفافاً بالوطن وبالناس .
بمقتل الشقين عدي وقصي ولدي الشرير البائد صدام أنقضت العديد من القضايا التحقيقية الجنائية وطويت العديد من الثارات العراقية والشرف المنتهك للعديد من حرائر العراق ونشفت العديد من دماء الشباب الذين أهدرت ظلماً وعدواناً بيد قصي وعدي .
وبهذا يتم غلق ملفات التحقيق وإيقاف الإجراءات القانونية بحقهم بالنظر لمقتلهم على أيدي القوات الأمريكية .
وفاتت فرصة كبيرة على العالم ليتعرف على مقدار العقد النفسية والأمراض المستعصية التي كانت هذه العائلة المتخمة بأمراض لادواء لها وعقد لاحلول لها غير أن يلفها الموت الأبدي ليبقى العقاب الأطول والأهم عقاب الله عز وجل ، فهو يمهل ولايهمل .
وأذا كانت مشكلة الولايات المتحدة الأمريكية البحث عن مكان لدفن الجثث فيه ، فأن لامشكلة لنا نحن أهل العراق الذين لايشرفنا أن تكون الجثث النافقة لهذه النماذج العفنة التي أساءت للعراق ومسخت تاريخه وعاثت فساداً بين أهلة أن تكون مدفونة في ثرى العراق .
وأين ماتكون مقبرة هذه الجثث فأنها لن تعني لنا سوى النهاية الأكيدة للظالم والمجرم المطلوب للعدالة ، وقد كانت عدالة السماء قبل عدالة الناس فرحل الأخوين الشقين غير مأسوفاً عليهما ، وأنطلقت بشائر الفرح مع هلاهل الأمهات الثكالى وأصوات رصاص الفرح وأبتسامات الشيوخ المكلومين ، وبين تهاني الناس حول مقتل الجرذين ترقباً لنهاية الجرذ الكبير الذي يدنس أيامنا ويلغ دمائنا وينتهز الفرصة للأنقضاض على مستقبلنا .
لاتظلمن أذا ماكنت مقتدراًَ       فالظلم آخره يأتيك بالندم
تنام عيناك والمظلوم منتبها    يدعو عليك وعين الله لن تنم

 

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة أم صدفة ؟؟
- بيان انسحاب من جمعية الحقوقيين العراقيين في لندن
- رداً على بيان جمعية الحقوقيين في لندن
- قرارات مجلس الحكم الانتقالي قانونية وصحيحة
- متى ترحل السلطات الإقطاعية العربية ؟
- الأيزيدية في ضمير من يرسم الدستور والقوانين في العراق
- أيام الثقافة العراقية التي أقامها نادي 14 تموز الديمقراطي ال ...
- مهرجان للحزن ومهرجان للفرح
- الصحاف يدافع عن نفسه
- مطالبة التحالف بالرحيل سذاجة أم تكتيك سياسي ؟
- بلى يستقيم العراق بدون الدكتاتور
- الحاجة الى نصوص قانونية تحكم السطوالثقافي والتعدي على حقوق ا ...
- أنصاف المسفرين والأكراد الفيلية واليهود العراقيين
- لنساهم جميعاً في أعادة رسم وجه العراق الجميل
- هروب المتهم قرينة على صحة التهمة
- الموت القانوني
- المنطق بالمقلوب
- شهداء العراق عنوان الخلاص ومعارضة السلطة البائدة
- متى نشطب صدام من ذاكرتنا ؟
- من يقطع أذن عبد حمود التكريتي ؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - يمهل ولايهمل