أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الموت القانوني














المزيد.....

الموت القانوني


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 522 - 2003 / 6 / 23 - 11:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



في حال أحتمال بقاء الرئيس العراقي البائد صدام حياً فأين يمكن له الأختباء ؟ ومن يستطيع توفير الحماية له ولولدية قصي وعدي ؟
ثمة حقائق لاخلاف عليها ، وهي أن الرئيس البائد لايثق مطلقاً بأهل الجنوب والفرات الأوسط في العراق مطلقاً ،  مثلما لايثق بالأكراد أو التركمان ، كما أن منطقتي الرمادي وسامراء والدجيل لايمكن أن توفر له الحماية  بالنظر لأرتكابه جرائم أوغلت في صدور  أبناء هذه المناطق ، مما يجعل أعتبارها ملاذاً أخيراً  له أمراً غير وارد ولايمكن أن يجول بعقل الطاغية أو يقتنع به أحد  .
مدينة الموصل بما عرف عنها من كراهيتها للسلطة وتضحياتها الجسام فأن صدام البائد لايثق بأهل هذه المدينة ولايمكن أن يكون صدام مختبئاً بين قراها لعدم تقبل رجالها لهذا الأمر وللتنوع القومي والأختلاط الواقع فيها  .
وتضيق الدائرة حتى  تتقلص في بغداد العاصمة وضواحيها ومنطقة ديالى حيث لايمكن لصدام أن يسلم نفسه لأهل هذه المناطق  .
وأذا أتفقنا أن من أهم مميزات الرئيس البائد الشخصية  كونه جباناً ويحب التمسك  بالحياة ، فهو مستعد أن يعطي أي شيء وبأي ثمن مقابل بقاءه على قيد الحياة ، ولم يحدث في تاريخ العراق القديم والحديث أن تخلى رحل عن عائلته يتركها الى قدرها المجهول حتى يسلم بجلده ، وخاصة أذا كانت العائلة من النساء والأطفال ، وأستعداد صدام التفريط ليس فقط بالنساء من عائلته وأطفالها فقط بل  في أولاده وأقرب المقربين له يدلل على مدى تعلقه بالحياة  وتشبثه بالبقاء لتحقيق الأحلام المريضة والرغبات المكبوتة المجنونة داخل روحه الممتلئة شروراً وأجراماً .
وشخص مثل صدام يمتليء بكل هذه الأفكار غير الطبيعية والمتناقضة مع أعراف العرب وتقاليد العراقيين يكون من الخطورة الأجتماعية ليصبح خطراً ليس فقط على نفسه وعائلته ، بل على المجتمع ككل مما ينبغي الأستعجال في القبض عليه أو حجره وتقييد حريته قبل أن يتمكن من الأجهاز حتى على كل من يتقدم له بأدنى مساعدة أو حماية في هذا الظرف العصيب .
ولن يتبقى له من العراق سوى منطقة تكريت التي عانت ماعانت من ظلمه وظلم أولاده وأفراد عائلته ، كما يعرف الرجال أيضاً أنه لم يكن يثق بأهل تكريت وينظر لهم النظرة التي تقلل من قيمتهم وشأنهم بالرغم من أنه استخدم العديد من أولادهم ورجالهم في مؤسساته الأمنية والخاصة ، لكنه لم يكن يتوانى من أنهاء حياة أي منهم لأي خطأ بسيط أوتصرف يراه الطاغية وأولاده لاينسجم مع رغباتهم وسياستهم ، وقد تكون له علاقات وخيوط تمتد بين القرى المحيطة بمنطقة العوجة ، وهي قرى متناثرة ، بعد أن أوجد له أعداء بين قومه وعشيرته في  منطقة العوجة ، وهذه القرى التي تحيط بمنطقة العوجة محدودة ولكنها مفتوحة على منطقة الصحراء الغريبة التي ربما كان يفكر الطاغية بأستغلال أنفتاحها باللجوء الى القطر السوري الذي كان يشكل له العدو الأول في عقله المريض .
وأذ تم قطع الطريق في الوصول الى الحدود بالرغم من وصول العديد من أزلام السلطة البائدة وأبناء الرئيس وعائلته الى الأراضي السورية ، الا أن البعض أعيدوا الى الأراضي العراقية تخلصاً من الأحراج ،  والنأي عن مواقف تكون سورية في غنى عن الدخول بها مع القوات الأمريكية  .
وأذ يبقى أحتمال أن يكون الرئيس البائد مختبئاً في جحور القرى المحيطة بمدينة العوجة وبحماية الشيوخ المتكفلين بأخفائه وحمايته لشتى الأسباب منها الأعراف التي تقضي بلزوم أبقاء الضيف أو الأحراج الذي يكون عليه شيخ المنطقة أو ربما ألتزام أخلاقي وأدبي  أو ربما عطفاً على المصير البائس الذي آل اليه الطاغية ، ومهما يكن الأمر ومهما تعددت الأحتمالات والأسباب ، تبقى الحقيقة التي تشير الى أن الرئيس البائد وهو يتخلى عن زوجاته وأولاده وسكرتيره الخاص وأقرب الناس اليه  ، فقد فاته أمراً مهماً كان الكثير من الأخوة العرب ينتظرونه منه ، وهو أن يموت مثل الرجال ، لكنه خيب آمالهم وكشف لهم حقيقة من أروع الحقائق التي كان يخفيها تحت ستار السلطة .
فات على الرئيس البائد أن يقف ويموت واقفاً وهو في كل الحالات سيموت لكنه حصد معه ذله وتمسكه بالحياة وحبه للسلطة ، وحصد معه أحتقار العراقيين وخيبة العرب في مشاهدة رمزهم يتهاوى مثل الورق الباهت وهو يتوسل بالناس أن تجيره وتمنع عنه الموت ، ناسياً أن الموت والولادة أمران يأتيان مرة واحدة في العمر ولن يتكررا .
وسواء كان الرئيس البائد في قرى العوجة أو في منطقة من مناطق العراق فهو ميت قانوناُ ، ولو كان يملك أي ذرة من ذرات الكرامة التي يتمتع بها الرجال لأقدم على الأنتحار قبل أن يطلبه أهل العراق  ، أو قضى يحارب بشخصه دون أن يملأ الدنيا ضجيجاً حسب ما تفيد به بعض الصحف والفضائيات ، حين يطلب من الغير القتال والجهاد والدفاع الذي لايشمله لكونه معفو من أداء الخدمة العسكرية ومن النضال ومن الجهاد و الدعوة الى محاربة قوات التحالف متناسياً أنه وأولاده وأتباعه ينامون على أكداس من ملايين الدولارات والمخشلات الذهبية والمجوهرات التي تتنقل معهم في جحورهم ومخابئهم في الوقت الذي يتضور العراقي جوعاً وعطشاً وفقراً  فأي مفارقة هذه .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنطق بالمقلوب
- شهداء العراق عنوان الخلاص ومعارضة السلطة البائدة
- متى نشطب صدام من ذاكرتنا ؟
- من يقطع أذن عبد حمود التكريتي ؟
- تعقيب على مقالة الدفاع عن قناة أبوظبي
- بالمحبة والتسامح نبدأ حياتنا العراقية الجديدة
- القاضي العراقي لايعمل أو يعين بأمر الحاكم الأمريكي
- الأحزاب والحركات السياسية وضرورة الجبهة الوطنية
- حزب الكتائب الحاضر في قناة العربية
- أعادة العقارات والحقوق المصادرة مهمة وطنية مستعجلة
- القوانين والقرارات يجب أن تكون عراقية
- الطاغية صدام مناضل في قناة ( العربية
- من وقف مع صدام عليه أن يعيد أموال العراق
- رسالة الى المحامي الأردني
- أعادة تأهيل القضاء العراقي
- العدالة
- العراق الحلم الذي تحقق
- حق أكراد العراق في أختيار الشكل الدستوري للحكم
- جابر عبيد – قناة أبو ظبي يتاجر بالمستندات العراقية
- ساحة عبد الكريم قاسم


المزيد.....




- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية للطلاب المطرودين من جامعات ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- هدنة مع حماس أو اجتياح رفح.. خيارات إسرائيل بشروط أمريكية
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- زيلينسكي يقيل رئيس قسم الأمن السيبراني في هيئة الأمن الأوكرا ...
- برلماني أوكراني سابق يكشف مخططا غربيا يخص زيلينسكي سيكتسح ال ...
- -استهداف مبان وموقع عسكري جنود-..ملخص عمليات -حزب الله- ضد ا ...
- طقس العرب: صورة فضائية تاريخية لاتساع غير معهود لسحب رعدية ف ...
- خبير عسكري: حزب الله نجح في قصف مواقع القبة الحديدية بأساليب ...
- مقتل عنصر من كتيبة طولكرم برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الموت القانوني