أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العراق الحلم الذي تحقق














المزيد.....

العراق الحلم الذي تحقق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 505 - 2003 / 6 / 1 - 06:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


ورحل الطاغية وتحقق الحلم الذي طالما طمره العراقي بين ضلوعه وبين تلافيف القلب ، رحل الدكتاتور الذي أشاع فينا الخوف والشك والريبة والتوجس والصمت على مضض  ، ونشر فينا التقارير والوشايات والكذب والمراقبة والتلصص والألتقاط والأشاعة  .
رحل عنا ولم يتحقق حلمه في بقاء العراق أرضاً خراباً وبلداً مهجوراً وأنساناً محطماً كما كان يقول ، فقد هددنا وهدد العالم من أنه سيحيل العراق الى أرض دون بشر ، وسيدمر كل البناء التحتي للعراق ، وسيحرق حقول النفط ويدمر السدود ويسمم المياه ويضرب كل العراق بالقنابل الكيمياوية ويطلق الغازات السامة على الناس .
رحل عنا ومعه حلمه وبقي حلمنا يتململ بين ثنايا الصدور يبشر بولادة زمن جديد وعراق جديد .
فالعراق لم يزل بخير ، السدود لم يتم تدميرها وهي التي تحفظ لنا كميات الماء وتساهم في توليد الطاقة الكهربائية ، محطات توليد الطاقة الكهربائية التي حرمنا منها تستعيد أنفاسها وستعود لدورة الحياة لتصل الى أقصى القرى والمدن البعيدة ، خزانات المياه لم تزل كما هي وستزداد وأنهارنا جارية تخترق المدن الجميلة  وأهوارنا عادت لتمتليء بالمياه ونبت القصب مرة أخرى وبسرعة  وعادت الطيور تمر عليها في هجرتها تحط فوق مسطحاتها ،  وعادت الزوارق تمخر بين جبايشها ، وتغوص الجواميس قرب قراها العائمة .
لم تزل محطات تنقية المياة تعمل وستعود للعمل بصدق  وتزداد عدداً لتأخذ البصرة الجميلة حصتها من الماء الحلو الذي حرمها منه  الطاغية . حقول النفط التي أرادها أن تحترق كلها ، وأشعل فيها النار ، لكنها أنطفأت مثل أنطفاء سلطته وتبخر حلمه في حرق ثروة العراق ، وعادت لتنساب عبر الأنابيب الى العالم ، سايلوات خزن الحبوب لم تزل كما هي قادرة على استيعاب كميات الحبوب التي تنتجها أرض العراق أو التي يتم أستيرادها لتحفظها لنا ، لم تزل طرقنا على قلتها وبساطتها قادرة على أستيعاب وسائط نقلنا ريثما نمد طرقاً جديدة تليق بالعراق ، مطاراتنا لم تزل كما هي قادرة على أستقبال الطائرات ، وسيتم بناء مطارات في كل محافظات العراق .
قطاراتنا لم تزل كما هي وعلى قدمها وتعبها فأنها ستزداد وستتوسع خطوط السكك الحديد لتصير لنا شبكة من الخطوط وقطارات ومترو يمخر النفق يحيط بحاضرة المدن بغداد .
معاملنا لم تزل قادرة على الأنتاج والعمل بكل طاقتها ، وفنادقنا الفخمة والجميلة  وبناياتنا وأسواقنا كلها عامرة بالبضائع والسلع ، شبكة خطوط الهاتف التي عادت للعمل أو التي ستعود ، جسورنا لم تزل تعانق أنهارنا في كل المدن العراقية .
الخدمات التي ستحل علينا من الأنترنيت والكمبيوتر الى الستلايت مروراً بالهواتف النقالة وكل الخدمات الأنسانية التي حرمها علينا الطاغية ، الصحف والفضائيات العراقية والتنوع السياسي والقدرة على الأنسجام والتعايش بين أبناء العراق المتنوعين دينياً ومذهبياً وسياسياً وأجتماعياً والمتفقين على المحبة والأعتدال والحالمين جميعهم بدولة مدنية ديمقراطية معتدلة تضم هذا الخليط .
لم يزل العراق بخير ولم يقدر الطاغية أن يحيله الى خراب ولا أستطاع أن  ينال من ثرواته ولاأستطاع أن يهدم بناءه التحتي ولاقدر على أن يمسح البشر من فوقه كما كان يحلم ويريد .
العراق الحلم الذي أستحال الى حقيقة ، وسيكون نموذجاً في التطور والتقدم والجمال والقدرة الأقتصادية وواحة جاهزة متنوعة من المسطحات المائية والبساتين والحدائق والمناطق السياحية والآثرية ووجود الحكومة في خدمة الأنسان ، منتجعات سياحية وتنزهات وجوامع وأماكن مقدسة يزورها الناس دينياً أو سياحياً ن ومدارس يتمسك الأطفال بالبقاء فيها وسفرات مجانية للطلاب فوق كركرات الماء وعلى متن الزوارق وفوق أجنحة الطائرات ، وضمان أجتماعي يقي الناس من الجوع والتشرد ورعاية صحية مجانية  للمرضى والناس  كلهم ، وشقق سكنية تكفي الناس وتحل أزمة السكن ، منتديات ثقافية وتجمعات أجتماعية وندوات دينية وأجتماعات سياسية كلها لخدمة مستقبل العراق ، مشاتل وبساتين ومزارع نموذجية وبحيرات أسماك وكازينوهات ودور عرض سينمائي وصالات للعرض المسرحي ومدن ألعاب وسيرك وسينما متجولة للقرى والأرياف والأرشاد ، وحصة لكل مواطن من أيرادات النفط ورواتب للمتقاعدين تصل الى بيوتهم بالبريد الجديد الذي سيعم شبكة العراق ، وهواتف لكل بيت ، ومواصلات عامة تيسر الأنتقال بين المدن ، -ومتاحف ومرافق سياحية عامة هدفها خدمة الناس وتقديم الجميل والجديد لهم ن ودوائر حكومية قائمة على خدمة المواطن مهما كانت منزلته الأجتماعية ، وجوازات سفر ترسل للناس بالبريد ،  وأعتزاز بوطن تتوفر فيه كل مستلزمات الحياة الحلم بعد أن تخلص من طاغوت العصر والحاكم الهجين الذي أراد أن يضيع البلاد فضاع في درك التاريخ الأسفل .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق أكراد العراق في أختيار الشكل الدستوري للحكم
- جابر عبيد – قناة أبو ظبي يتاجر بالمستندات العراقية
- ساحة عبد الكريم قاسم
- طرد مدير قناة الجزيرة عبرة للغير
- الداخل والخارج
- الوقاية خير من العلاج
- أفلام الموت العراقية
- صكوك النفط التي لم تحترق
- ياجاسم العزاوي أهل العراق أدرى بدروب بغداد
- لاتظلموا الحجاج حين تذكرون الطاغية صدام
- العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي
- وثائق وسندات العراق ليست اسلاباً مشاعة
- حين يفتقد الرئيس صفات الرجال
- الى السيد معن بشور – المؤتمر القومي العربي – بيروت
- الحسابات العراقية
- شهداء العراق
- رسالة ثانية الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – أبو ظبي
- العراق أولاً قبل القيادات
- مساوئ المحكمة الخاصة
- أنت لاشيء أيها الرئيس البائد


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العراق الحلم الذي تحقق