أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العراق أولاً قبل القيادات














المزيد.....

العراق أولاً قبل القيادات


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 486 - 2003 / 5 / 13 - 05:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                            

 


       أيام العهد الملكي كانت دور السينما تقوم بعرض صورة الملك فيصل الثاني – ملك العراق قبل البدء بتقديم العرض ، كانت الناس تقف أجلالاً للملك دون أوامر أو مراقبة ، البعض كان لايلتزم بهذا الوقوف ، والبعض يستنكر ويطلق الأصوات التي تعبر عن ذلك ، دون تدخل لقوات الشرطة السرية أو دون مراقبة الحكومة لهذا الأمر أو أعارته الأهتمام .
      وبعد رحيل الملك والملكية حل علينا العهد الجمهوري الذي رفعنا فيه صور القيادات التي أطاحت بالملكية ،  وكثرت الصور ، كل مواطن يعبر عن محبته لقائده برفع صورته ، وأستثمر أصحاب المطابع ودور النشر هذه المسألة في طبع مختلف أشكال وأنواع الصور ، وطرحها في السوق لبيعها والأستفادة منها .
ولن أتحدث عن الهتافات الحادة والساخرة التي كان يطلقها بعض والتي لاتعبر الا عن مكنونات نفسه وليس بالضرورة أن تعبر عن فكر سياسي أو شعاراً لحزب ما في تلك المرحلة  .
وبعد نجاح الأنقلاب البعثي الأول في 1963 ضعفت مسألة الصور التي ترفعها الناس للقيادات السياسية أذ بقيت صورة واحدة هي صورة الرئيس الأوحد عبد السلام عارف مروراً بعبد الرحمن عارف ، ربما لأنهماك السلطة في عمليات الذبح والسجون والملاحقة  .
وبعد عودة البعث في عام 1968 ، شاهدنا صورتين الأولى للأب القائد كما يسمونه ، وهي صفة أطلقها صدام على سنده ورفيق صفقته أحمد حسن  البكر ، والصورة الثانية  للنائب ( صدام )  .
وأستمرت هذه الصور بالتكاثر والأنشطار الأميبي ، حتى أنتهى البكر من الساحة العراقية غير مأسوفاً عليه  ليحل علينا القائد الرمز والضرورة القصوى النائب الذي حل رئيساً بتوصية من البكر نفسه  .
وبدأت مرحلة صور الرئيس  تنتشر في العراق ، غير أن السلطة هذه المرة  هي من كان يطبع هذه الصور على نفقتها وينشرها بين شوارع المدن ويوزعها في الأحتفالات الوطنية في العراق وتعداها الى الأيام العادية  ، وتوصلت السلطة الى طبع صور الرئيس على الساعات والأقلام والقمصان والمناديل وبالونات الأطفال وسبائك الذهب والنقد الوطني  ، ومن ثم تطور الأمر الى أستحداث الجداريات واللوحات العامة للرئيس وأخيراً الى النصب والتماثيل .
وتم نقش صورة الرئيس على جدران القصور الجديدة ، وعلى المسدسات وجدران المدن القديمة والآثار وعلقت صورة الرئيس على جدران الجوامع وأضرحة آل البيت والأماكن المقدسة ، وأجبر كل مواطن أن يضع صورة القائد الضرورة في بيته وسيارته ، وفي كتب الدين والتربية الوطنية وكل كتب المدارس العلمية منها أو الفنية  ، وصار للصورة قدسية وقيمة قانونية ، وصارت الأناشيد الوطنية تتغنى بأسم الرئيس وهزج الشعراء بالقصائد التي تؤله الرئيس  ، وغنى المطربين الأغاني التي تمجد بالرئيس ، وغطت برامج التلفزيون أكثر من ثلاثة أرباع وقتها للتحدث عن فكر الرئيس وحياة الرئيس  ومقابلات الرئيس وزيارات الرئيس حتى صار المواطن العراقي يعرف تفاصيل حياة الرئيس الدقيقة .
تألية المسؤول حالة مرضية وغير منطقية  تدلل على مدى الأستهانة بمشاعر الناس والأستخفاف بقيمتهم وكرامتهم ، ومرض من الأمراض المستعصية التي تتلبس السياسي  ، المسؤول جاء لينذر نفسه كونه الأكثر عطاء أو الأجدر بتقديم مايستطيع من أفكار أو عمل لخدمة الناس ، أما أن يتصور نفسه أنه بمثابة الرمز أو الأله فهي الطامة الكبرى .
وسقط صدام وأنتهى نظامه غير مأسوفاً عليه ، الا أن صوراً أخرى بدأت تظهر بين فترة وأخرى  لقيادات تتبوء مراكز قيادية مؤهلة لقيادة العراق في المرحلة الأنتقالية ، شعارات تدعو لتمجيد الرموز وتعلق صورها ، في الوقت الذي قرف المواطن العراقي حالة رفع الصور وتأليه القيادات ، وتجاوز الزمن هذه العادات والتقاليد التي كرستها السلطات البائدة .
وحتى يبقى العراق وحده من يستحق أن يرتفع ، ويبقى الوطن جامعاً وشاملاً للجميع ، أنزلوا  صور القيادات وأرفعوا فقط أسم العراق .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساوئ المحكمة الخاصة
- أنت لاشيء أيها الرئيس البائد
- رسالة من فوق الأرض الى الرئيس البائد القابع تحت الأرض حياً أ ...
- قناة الجزيرة والمهمة القصيرة
- كلمة صغيرة من القلب لأخوتنا الكتاب من أهل العراق وفلسطين
- من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟
- لمصلحة من تتطاول قناة أبو ظبي على شعب العراق ؟
- النقابة العربية للملوك والحكام العرب
- الدبلوماسيين العراقيين للنظام الصدامي البائد
- الفاعل الأصلي والشريك
- رسالة من مواطن عراقي الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
- نــــــــــداء الى كل الخيرين في العراق الجديد
- الموصل أمانة في أعناقكم
- موت القائد الضرورة بالنعال
- نــــــــــداء الى أهلنا في العراق
- ألف مبروك لكل أبناء العراق وللخيرين من أبناء العرب والشرفاء ...
- بدأ العراق ينظف الأسماء من رجس الشيطان
- هل سلطة صدام باقية ؟؟
- عمق معاني استشهاد الأمام الحسين
- الخلع والنزع في اللغة


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مواطن بتهمة ابتزاز قاصرين على شبكات الت ...
- ما هي مطالب طلاب الجامعات الأمريكية بخصوص الحرب في غزة؟
- عشرات الملايين يستخدمون تطبيق واتساب سرا في الدول التي تحظره ...
- بسبب دعمه لحماس على تطبيق واتساب.. ضابط شرطة بريطاني يواجه ت ...
- ترمب يستغل توقف محاكمته لاستئناف حملته الانتخابية
- تركيا تعتقل 41 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بتنظيم -داعش-
- قراءة في المتن على هامش -انتفاضة الجامعات الأميركية-
- صحف عالمية: نتنياهو تائه وكمين إستراتيجي ينتظره برفح
- ما سيارات أشهر وأهم الشخصيات في عالم التقنية الآن؟
- محكمة إسرائيلية ترفض التماسا للأسير مروان البرغوثي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العراق أولاً قبل القيادات