أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - عمق معاني استشهاد الأمام الحسين














المزيد.....

عمق معاني استشهاد الأمام الحسين


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 424 - 2003 / 3 / 14 - 04:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عمق معاني استشهاد الأمام الحسين ( ع )

 


تستذكر الإنسانية كل عام ذكرى استشهاد الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب   ( ع ) بالنظر لما تحتويه الذكرى من عبر ودروس وقيم ، وتعني فيما تعنيه الواقعة ليس فقط ما حدث في واقعة الطف من قتال القلة المؤمنة مع جيش الطغيان والظلم جيش سلطة يزيد ،  وليس ماجرى بعد ذلك من قتل وسبي خلافاً لما تعارفت عليه قيم العرب والرجولة من قيم في القتال والمنازلة والحروب والأسر والقيم الإنسانية الأخرى  .
القيمة التي نستقيها من الواقعة صمود الثائر وتمسكه بعقيدته التي يعتقدها أنها الحق ورفضه مبايعة الحاكم الطاغية الباغي يزيد بن معاوية ولو بالكلام  وأتساع معاني هذه القيمة حتى تكون أنسانية عامة لتمتد في العقل البشري على امتداد الأرض   أكثر منها أسلامية .
فالحسين رفض البيعة ليزيد بن معاوية والرفض والقبول يتجسدان في كلمة دون وثائق ودون تواقيع وأختام ، ومجرد الكلمة التي يطلقها الرجل تعني الموقف والشرف والإلزام بكل أبعاده ، ورغم عدم تكافؤ القوتين فجيش الحسين قليل العدد والعدة ولكنه ممتلئ بالقناعة بوقوفه الى جانب الحق والعدالة ، وجيش يزيد الكثير العدد والعدة والممتلئ بكل أطماع الدنيا والجهل والحقد المترسب في النفوس وحب السلطة .
ولم يكن الحسين طالباً للسلطة ولا راغبا في الحكم ولكنه كان مسؤولاً أمام الله والناس في رفض الحاكم الباغي والطاغية والمتفسخ والذي عم هذا الزمان .
وحين وقعت الواقعة في السنة 61هـ في اليوم العاشر بعد صلاة الظهر قاتل الحسين ومن معه قتال المؤمن بعدالة قضيته حتى أستشهد على أرض الغاضرية وأستشهد معه جميع من كانوا معه وتم سلبهم أسلحتهم وملابسهم على غير ما كانت تتعارف عليه العرب ، وزاد ذلك بأن تم سبي نساء وبنات الحسين تتقدمهن العقيلة زينب بنت علي وهي أبنة فاطمة الزهراء وجدها رسول الله محمد بن عبد الله ( ص ) ،  وتم سوقهن الى عاصمة الخلافة الأموية بدمشق حاسرات الرؤوس ذليلات يتصفح وجوههن الشريف والوضيع  ، وبصحبة الأسرى رأس الحسين الثائر مرفوعاً على رمح ليعرض على الخليفة الباغي المنتصر .
وتدور دورة الزمن لتمتد لأكثر من 1350 سنة حين بقيت الحقيقة ناصعة لم يستطع الزمن أن يطمرها أو تخبئها السلطات الغاشمة ، وتعني واقعة الحسين ثبات الثائر على موقفه ومبادئه ورفضة للاستبداد والطغيان ومبايعة ومداهنة الحاكم الظالم ولو بكلمة مجرد كلمة  ، وآثر الاستشهاد على قول كلمة الباطل والنفاق .
بقيت مآثرة الحسين على مر الدهور تجسيداً حياً للمعركة بين الحق والباطل ، وأستمرت مبادئ الحسين تنتشر بين قيم الناس على مر الدهور وتفعل فعلها ودروساً يقتدي بها في الثورة والصمود والثبات .
ومقارنة بين موقف الثائر الحسين وبين مسيرة  الحاكم يزيد ، فيكون الحسين في كفة الحق والثبات والعدل والأيمان والمتمسك بالمبادئ حتى ولو كان ثمنها الشهادة  ويكون نقيضه في كفة الظلم والطغيان وضياع القيم والمبادئ  والكفر والتستر خلف قوة جيوش السلطة وقوة المال  ،  رغم كل ما يحدث من تعتيم للواقعة الا أن بريقها يكاد أن يطغي على البصر وشواهدها باقية الى الأبد .
وتستذكر الناس الواقعة بمهابة وحزن وطقوس تعبر عن استمرار الحزن الذي حل بالأمة في مقتل سيد شهدائها وسيد شباب أهل  الجنة وأبن بنت رسولها رغم قيام سلطة يزيد العراق صدام حسين  بمنع الحزن على الحسين ومنعه الطقوس والزيارات ومنعت استذكار واقعة الحسين كواحدة من أساليب القمع الكثيرة المتبعة في العراق ومنع الناس من أداء طقوسها وشعائرها الدينية خلافاً لحقوق الأنسان ، مما دفع الناس لممارسة طقوسها خفية وبسرية تامة داخل البيوت وفي القرى النائية وبصمت يصاحب استذكار المحنة القاسية التي يعيشها شعب العراق .
ولم تستطع السلطة أن تجعل الناس تنسى واقعة الطف بكر بلاء ولامآثر الحسين رغم القسوة والإعدام  والاعتقال والحجز وقرارات المنع المستمرة والمختلفة وأنتشار مفارز الأمن والمخابرات والأمن الخاص في مداخل المدن المقدسة في العراق وداخل شوارعها ومخارجها  .
يقينا ستبقى ذكرى استشهاد الأمام الثالث الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) رمزاً خالداً يعبر عن  رفض مهادنة الطغيان والظلم والذي تحول الى رمز أنساني خالد للبطولة والشجاعة والثبات على المبادئ والتضحية بالروح ورمزاً خالداً ما بقيت البشرية  .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلع والنزع في اللغة
- لزينب بطلة كر بلاء نقف إجلالا
- هل بالمناظرة التلفزيونية تحل مشاكل العراق ؟
- الحملة المدنية من أجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين
- للمرأة العراقية نقف اجلالا كلما مر ذكرها
- عبد الحسين الخز اعي أسم مرسوم في ذاكرة الطيبين
- أيها العراقيون كونوا بحجم وطنكم
- علي كريم سعيد وداعاً
- أيها الأخوة أجلوا كل خلافاتكم فهذا العراق الجديد يدعوكم من ا ...
- الموت في المنافي الغريبة الفنان فائق حسن وداعاً
- حديث الساعة
- هل ستقع الحرب ؟؟ أم سيتم ترتيب المنطقة دون اللجوء إلى الحرب ...
- أسئلة قبل التغيير في العراق
- مصالحة المذبوح مع القاتل
- معونة الشتاء هل تتذكروها ؟؟
- مروان الحمار
- وتسأل أن هل قام فينا العراق ؟
- هل أسألكم أين مجلس السلم العالمي ومجموعة عدم الانحياز ؟
- إشكاليات لم تزل بحاجة لحلول عراقية
- تغيير الاسم لن يغير الحال في العراق


المزيد.....




- ترامب يعلق على إخلاء الشرطة جامعة كولومبيا من المحتجين.. وين ...
- فيديو... -كتائب القسام- تقصف تجمعات قوات إسرائيلية بالصواريخ ...
- وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والرئيس الإماراتي ينعاه
- إحباط مخطط يستهدف -تفجير- معسكرات أمريكية في دولة خليجية
- خامنئي: تطبيع دول المنطقة مع إسرائيل لن يحلّ الأزمات الإقليم ...
- الجزيرة تحصل على صور تكشف مراقبة حزب الله مواقع ومسيّرات إسر ...
- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - عمق معاني استشهاد الأمام الحسين