أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - تغيير الاسم لن يغير الحال في العراق














المزيد.....

تغيير الاسم لن يغير الحال في العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 391 - 2003 / 2 / 8 - 07:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                        القاضي زهير كاظم عبود

      ليس المهم أن يتغير الديكور ولا ستائر بناية المحكمة  أو تتغير التسميات ، أنما المهم أن تتغير الروح والأسس التي تقام  عليها العدالة و على قواعد  التطبيق القانوني السليم  الذي يستند على الحق ، وليس المهم أن تتغير البنايات أو الأشخاص العاملين في المؤسسة القضائية ، وأنما الأساس في التطبيق السليم والعادل لقوانين تحقق العدالة وتقف الى جانب الحقيقة  ويتساوى فيها الجميع  .
     حينما بدأت السلطة العراقية مشوارها السياسي بأنشاء محكمة أسمتها ( محكمة الثورة ) ، أوجس منها العراقيون خشية وخيفة ، فلم تكن لها سابقة في القضاء العراقي ، وما زادها ريبة أن يكون رئيسها وحكامها من غير القضاة بل وحتى من غير الحقوقيين ، وبدأت مطحنة الموت تطحن أجساد  أهل العراق ، وبدأت مقصلة المحكمة  تسلب  الأرواح دون تطبيق قانوني  ودون مجه حق ودون  سند من نصوص قانونية ودون أصول محاكمات جزائية أصلاً  ، وهكذا صارت أحكام دون قضاة  وقرارات حكم دون قانون .
    وأنتشرت رائحة الظلم في زوايا العراق من أحكام ما أسمته القيادة ( محكمة الثورة ) ، ولما وصلت رائحة الظلم لحد الأنوف وملأت الآفاق  ، ألغت السلطة محكمة الثورة ، وأبتهجت الناس وتنفست الصعداء .
     غير أن السلطة أعلنت أن المحكمة فرخت محاكم استثنائية ، محاكم لم تخطر ببال قانوني ولاحقوقي ولاحتى شعراء الخيال  ،   فصارت لدينا محاكم نباهي بها بلدان العالم  !!! ، صارت لنا محكمة للأمن الخاص ومحكمة للمخابرات ومحكمة للأمن العام ومحكمة للاستخبارات ومحكمة الى اللجنة الأولمبية (  لاتحكم في الرياضة  وأصول اللعب ) ومحكمة للتصنيع العسكري ، ومحكمة خاصة في وزارة الداخلية ، وهي أطرف محكمة في التاريخ العراقي السابق واللاحق ، طرافتها أنها محكمة وتصدر أحكام بالإعدام وتتبع وزير الداخلية وهو موظف عمومي في التوصيف الوظيفي ، ولاتخضع هذه المحكمة لأشراف محكمة التمييز ولاتتقيد  بتدقيقاتها القضائية ، ولاتلتزم  بالمدد المحددة في النصوص القانونية ، ولابأختصاصات المكان والزمان .
      وبعد زمن طويل من الشروخ القانونية والهفوات القضائية والأحكام الاستثنائية ، رق قلب القيادة على هذه الجماهير المبتلاة بالاستثناء في كل شيء بحياتها ، وفي ظروف عصيبة للغاية ، وزوايا حرجة تقفها الحكومة ألتفتت الى  هذه المحاكم فقررت إلغائها ، غير أنها عادت لتقرر إنشاء محكمة أمن الدولة وتتبعها بوزارة العدل ، والحكومة   وأن غيرت الأسم من ( الثورة الى الخاصة الى أمن الدولة ) لم تزل لا تثق بعدالة القضاء العراقي ولا بالقانون العراقي ولا بالمحاكم الجنائيــة المدنية العراقية مع أنها تطبق قانون السلطة نفسها ، لذا فأن تغيير الأسم لن يغير الحال مالم تتبدل الأسس الاستثنائية التي تحكم العدالة  في العراق عموماً  ، و حين نجد نصوص قانونية تحترم الأنسان وحقه في الأختلاف وأبداء الرأي ويتساوى أمامها الجميع دون استثناء ،  حينها تكون العدالة في أنصع معانيها حتى لو كانت ديكورات محاكمها قديمة وستائرها ممزقة  .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الناس أسمعوا وعوا
- أما لليل العراق من آخر ؟
- عبد الكريم قاسم …. الحاضر الغائب
- نداء من قاضي عراقي مستعجل الى جميع المنظمات الأنسانية لأنقاذ ...
- جاسم المطير ….. سلاماً
- حاجتنا الى المجتمع المدني في العراق
- إثبات النفي
- الحكومة تضحك على حلفائها
- ليس دفاعاً عن سعد البزاز
- لترتفع الأصوات عالياً مطالبة بحياة العلامة الجليل السيد جعفر ...
- نقطة ضوء من أجل الحقيقة
- ماذا تعني الحملة من أجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين
- نداء من قاضي عراقي
- من المسؤول عن غياب الأيزيدية عن المؤتمرات
- رسالة من ضمير عراقي الى ضمائر الأخوة العرب
- قرار اللحظة الأخيرة
- تطبيقات الإعلان العالمي لحقوق الأنسان في العراق
- الزمن الذي أضاعته السلطة
- تهنئة من القلب للحوار المتمدن وهو يطفئ شمعته الأولى
- معارضة المعارضة


المزيد.....




- مهاجمة وزير خارجية إسرائيل لأردوغان يثير تفاعلا بعد إعلان تر ...
- بالصور.. أمطار دبي بعد أسبوعين على الفيضانات
- روسيا تقصف أوديسا بصاروخ باليستي.. حريق ضخم وعشرات الجرحى
- ما علاقة الغضب بزيادة خطر الوفاة؟
- تعاون روسي هندي مشترك لتطوير مشروع القطب الشمالي
- مستشار أوربان يشرح طريقة كسب -صداقة- الولايات المتحدة
- البنتاغون: قوات روسية تتواجد في قاعدة واحدة مع عسكريين أمريك ...
- أكبر جامعة في المكسيك تنضم للاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلس ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.05.2024/ ...
- -لم أمنح الوقت للرد-.. سبيسي يهاجم فيلما جديدا عن -اعتداءاته ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - تغيير الاسم لن يغير الحال في العراق