أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - لترتفع الأصوات عالياً مطالبة بحياة العلامة الجليل السيد جعفر بحر العلوم















المزيد.....

لترتفع الأصوات عالياً مطالبة بحياة العلامة الجليل السيد جعفر بحر العلوم


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 359 - 2003 / 1 / 5 - 06:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

القاضي زهير كاظم عبود

 

     شخصية عراقية جمعت بين العلم والحكمة والتدين والأخلاق والوطنية  والتواضع ، شخصية عراقية جمعت كل خصال العراقي الأصيل وزاد كل هذا  المنزلة العلمية والعمامة التي يتزين بها والبيت الوطني  المناضل الذي ينتسب إليه  .
     في منتصف الثمانينات عملت قاضياً لمدينة تعد من أجمل مناطق الفرات الأوسط ، ليس بمناظرها وزراعتها للرز العنبر الشهير في العراق ، وليس ببساتينها وتمورها وخيراتها وفراتها  وأنما بكرم أهلها وأخلاقهم وحكمتهم .
    في هذه المنطقة  الغافية على كتف نهر الفرات تقع مدينة (  المشخاب )  المشهورة بين مدن الفرات بتاريخها ورجالها وعشائرها ومساحتها التي تعادل أكبر قضاء في العراق ، لكن السلطة ولأسباب سياسية تصر على بقائها ناحية في التقسيم الأداري  .
    في هذه الناحية تعرفت على رجال لم أكن أحلم أن أتعرف عليهم من السادة آل ياسروالنفاخ والعذاريين والمحنة   مروراًً بآل فرعون شيوخ عشيرة آل فتلة وبكل العشائر الفراتية الأصيلة الأخرى  ، وبحكم عملي القضائي تعرفت على عشائرها وبيوتها ورجالها وقصباتها ومناطقها ومضايفها وبساتينها وأسواقها وقضاياها وأمتد الزمن سنوات سبع أقضيها  في هذه المدينة الحبيبة لأصبح واحداً من أهلها وناسها   .
   وخلال العمل اليومي الذي عرفت فيه عن قرب مشاكل الناس وخلافاتهم وقضاياهم واتفاقاتهم ودعاواهم  ،  كنت أسمع بين الحين والأخر أسم يضيء مثل البرق يتردد بوقار وهيبة واحترام بين الناس ، ذلك هو أسم العلامة السيد جعفر بحر العلوم المرجع الديني لهذه المدينة المهمة ، زادني شوقاً ومحبة ما لمسته من حب الناس على اختلاف عقائدهم وتوجهاتهم لشخص السيد جعفر ، وتلمست ثقة الناس العالية وتقديرهم للمرجع المذكور .
    كنت في شوق وفضول كبير للتعرف على الشخصية المذكورة وأترقب اللقاء به حتى كان هو المبادر باتصاله الهاتفي وكلمته الجميلة ( الأذن تعشق قبل العين أحياناً )  ، زادني تواضعه محبة وتقديراً وتوطدت علاقتنا الإنسانية ، فكان لي خير سند ومرشد ومعلم في القضايا الشرعية ، وتطور تعاونه من أجل خدمة الناس وحل مشاكلهم وبذل كل الجهود من أجل أعمال الخير وإيقاع الصلح بين الناس .
    لم يكن سراً أن أعرف أن السيد كان يقوم بالأنفاق على عوائل عديدة من فقراء المدينة ويمنحهم ماله و أبوته وعطفه ، وكان داره مجلساً مفتوحاً يتجمع فيه الطيبين من أبناء المدينة على اختلاف مذاهبهم السياسية إلا من أوغل بالعمل السلبي  واقتراف الآثام مع سلطة الطاغية ، كان مجلس السيد عبارة عن إرشاد ومواعظ وتوجيه نحو الخير وحب الإنسان والإصلاح وإرشادات الشريعة ومواعظ وحكم الدين الحنيف وفتاوى تخص أفعال الناس والواجبات الدينية المتحققة عليهم ، ومع كل هذا فقد كانت السلطة تراقبه وتراقب داره في المدينة ، وتبث العيون والعسس لترقب الداخل والخارج الى بيته ، ولم ينقطع الناس عن زيارة داره والأستماع الى أحاديثة الشيقة وسرده الجميل لقصص التاريخ وربط القصص والأحاديث بمشاغل الناس وحاجاتهم في هذا الزمان .
   كان السيد جعفر بحر العلوم علماً من أعلام الأسلام وعالماً جليلاً ومرجعاً متفتح العقل ومتطور التفكير وزاهد من زهاد الدنيا وأسماً منطبقاً كل الأنطباق مع لقبه ( بحر العلوم ) ولم يكن اللقب بعيداً عنه ، كان المعين الشرعي الذي يمدني بالفتاوى في زمن هجين خرج لنا بقصص وحوادث لاسند لها في القوانين الوضعية ولاكانت ببال المشرع في حينه ، لكن السيد جعفر كان الضوء الذي أنار لي طريق عملي القضائي وبدد حيرتي واستفساراتي وأزال عني حرج القضايا التي زادت أثناء الحرب العراقية الإيرانية وما تداخل في صميم علاقات الناس من الإرث لمتوفى يظهر حياً  والقيمومة وزواج شقيقة الأخ الذي يظهر أسيراً  ومشاكل أخرى ظهرت بوقتها .
    وبقي السيد الجليل مرتفعاً في نظر الناس وكنت أضع له منزلة من المنازل الفريدة في روحي بالنظر لما لمسته منه من تفرد وتواضع وتراكم علم وسعة عقل ومساعدة للفقراء ورعاية المحتاجين وحماية الضعفاء والملهوفين .
    وكنت أعرف كراهية السلطة لهذه القامة المسلمة الحقيقية التي لاتخادع في دينها ولاتهادن في عقيدتها ولاتماليء في مبادئها وهي تعرف حق اليقين مدى أبتعاد السلطة عن مباديء الأسلام والحق وأعتمادها مباديء الباطل والظلال ، وأرتكبت السلطة من ضمن ما أرتكبته في منطقة المشخاب أعتقال السيد الجليل العالم العلام جعفر بحر العلوم وغيبته في زنازينها وأخفته في سجونها منذ قمع أنتفاضة الشعب في آذار 1991 ولم يزل السيد قابعاً في أقبية صدام حسين الذي  يتلذذ بعذابه ويفرح لآلامه ويضحك لما تقاسيه عائلته من ألم الفراق والبعد وتشتيت العائلة الكريمة  .
  أهيب بالرجال في العراق خصوصا وفي العالم ً وعلى اختلاف أديانهم وقومياتهم  ومذاهبهم السياسية  وأدعو نخوة العراقيين أهل الغيرة والشهامة والمروءة أن يرفعوا صوتهم عالياً لحث المنظمات الإنسانية مطالبة الطاغية  إطلاق سراح المرجع الديني الأسلامي الكبير السيد جعفر بحر العلوم ومعه جميع المغيبين في سجون العراق ، ونقول لكل القابعين في ظلام زنازين الباطل وأعداء الحق والأسلام أنتظروا فقد أقتربت نهاية الظلام وسيعود النهار منتشراً في مزارع العراق ويعود الهواء نقياً خالياً من كل الشوائب  ، وستعود السنابل مليئة بالحب وترقص عصافيرنا وتضحك أطفالنا فقد أزفت ساعة النهار وآن للظلام أن يرحل عن بلاد كانت تظللها الشمس ، وستعود المشخاب زاهية بأهلها ومخزنا من مخازن العراق للطعام العنبر الذي ننشر رائحته فوق مساحة العراق ، وسنلملم بعضنا ونمسك بتراب الأرض ونقول  بأن الله يمهل ولايهمل وأن وعد الله حق  الله و أن غد لناظره قريب . 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة ضوء من أجل الحقيقة
- ماذا تعني الحملة من أجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين
- نداء من قاضي عراقي
- من المسؤول عن غياب الأيزيدية عن المؤتمرات
- رسالة من ضمير عراقي الى ضمائر الأخوة العرب
- قرار اللحظة الأخيرة
- تطبيقات الإعلان العالمي لحقوق الأنسان في العراق
- الزمن الذي أضاعته السلطة
- تهنئة من القلب للحوار المتمدن وهو يطفئ شمعته الأولى
- معارضة المعارضة
- عفو السلطة عن الجناة مساهمة جديدة في ترويع شعب العراق
- من يعفو عن من
- مطلوب خطوات بحجم محنة العراق
- مبروك قرار العفو
- قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار ...
- المرشح للزعامة العراقية
- علي الوردي عالم الاجتماع الذي شخص كوامن الشخصية العراقية
- أوراق عراقيــة
- قراءة لكتاب العقوبات الدولية وآفاق التطور الديمقراطي في العر ...
- محنة القضاء في العراق


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - لترتفع الأصوات عالياً مطالبة بحياة العلامة الجليل السيد جعفر بحر العلوم