أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير كاظم عبود - قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار الموت 1963 ) - العراق .. البيرية المسلحة














المزيد.....

قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار الموت 1963 ) - العراق .. البيرية المسلحة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 278 - 2002 / 10 / 16 - 03:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


 قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد
( حركة حسن سريع وقطار الموت 1963  )
( العراق .. البيرية المسلحة )

 

من أصعب المهمات التي تواجه الباحث النزيه المتجرد كيفية لملمة أشلاء الحقيقة المبعثرة ، أو التعرض لموضوع شهد رحيل شهوده وشخوصه مع أنه باق في الذاكرة والتاريخ .
والكتابة عن حركة ( حسن سريع ) تتخللها جوانب كثيرة تعيق العمل الأدبي أو الثقافي من الاكتمال ، أضافة الى وجود حساسية من الحقــيقة التي ينبغي أن تذكر .
حقائق كثيرة أريد اغتيالها ، وجوانب مشرقة ومضيئة أريد لها أن تعيش في دهاليز النسيان ويزخر تاريخ العراق السياسي بالكثير الكثير من هذه الحقائق ولو أتيح للباحثين أن يكتبوا بالحرية والجرأة التي نعهدها في الباحث النزيه والمنصف ، لشهد تاريخنا السياسي صفحات تفتخر بها أجيال العراق القادمة ، بل وهي مهمة من مهمات المستقبل  .
وعلى هذا النهج الصعب بدأت رحلة الدكتور علي كريم سعيد ، وأظن أن كتابته من خلال المراجعة في ذاكرة طالب شبيب أحد رموز السلطة الحاكمة في عام 1963 وما رافقها من أحداث دامية في العراق وماتخللها من أراء وتعقيبات وحقائق سجلها الكاتب في حواشي الكتاب ، هو الذي شجع الباحث على الغور في أعماق الذاكرة العراقية لتسترجع ما غاب عنها في الوقت الحاضر ، أو لوقف اغتيال الحقيقة وتعديل الكفة المائلة والخروج فوق صفحات التاريخ الشفافة كما يقول .
والكتابة عن تجربة ثورية وطنية مثل تجربة حسن سريع ليس نبشاً للماضي ولامراجعة سياسية بل هو واجب وطني سيسجله التاريخ العراقي باعتزاز .
والمتابع لفصول الكتاب والتأني بدقة حول نشأة وسيرة حسن سريع الذي عاش ومات بين الفقراء سيدرك مدى صلابة الفكر السياسي العراقي وعمق العقيدة التي أريد لها أن تموت جذوتها في صدور العر اقيين .
وحسن سريع شخصية جديرة بالدراسة بالنظر لما يتمتع به من صلابة وشخصية وصمود في أدق لحظات الأنسان ضعفاً  وكذلك قدرته على التأثير في النفوس في اللحظات الحرجة المظلمة من تاريخ العراق السياسي .
أن مامر على العراق من مآسي سجلها أنقلاب شباط عام 1963 وتسلم السلطة بخيوط أجنبية استمرت تتمركز في عقل قيادة السلطة وتشعبت  لحد الآن ، ومقارنة بمساحة المحنة التي غطت العراق والدماء التي سالت والضحايا والطاقات التي أهدرت دون حساب ، ومن خلال كل هذا يجب أن نتعرف على أسباب ونتائج  حركة حسن سريع .
وخلال انشغال الحرس القومي في العراق بحمامات الدم ، وانشغال الكادر الحزبي البعثي بطقوس الذبح بالسكين وتعذيب أطراف العراق السياسية الأخرى ، وفي غمرة الليل الداج ، وحين اعتقدت السلطة أن الشعب قد استــــكان وتم إسكات صوته ، خرجت حركة حسن سريع ليس تعبيراً عن رفض الجماهير العراقية للسلطة ، وليس طلباً لمراكز سلطة يحلم بها الأنسان وأنما كانت الحركة تعبيراً عفوياً عن قدرة الجماهـــير في أحلك ظروفها أن تقتص من السلطات القمعية اليمينية ، وخلال هذا الاقتصاص تسلك الطريق العراقي النبيل في ممارسة الأخلاق في لحظة الاقتدار  حين يبتعد عنها الطرف الأخر ، بل حين يترجم ابتعاده عنها حين ينقلب الأمر ويصبح المظلوم محكوما مرة أخرى .
حاول الدكتور علي كريم أن يكون منصفاً بقدر الأمكان لظروف شتى رغم أنه بذل كل مافي وسعه للوصول الى الحقائق عن ظروف الحركة ونتائجها .
مهمة الدكتور علي كريم صعبة بشكل مضاعف ، ذلك أنه يتجرد من كل اعتقاداته السياسية ويكتب عن الحركة بشكل متجرد ، أضافة إلى ما يشكله ذكر الحقيقة من سخط في نفوس الذين آثروا أن تدفن أفعالهم طي الكتمان ، وجرائمهم في أروقة النسيان ، والدماء التي علقت في أياديهم قد تيبست وفركوا أثارها ، معتقدين أن الذاكرة العراقية مبتلاة بالنسيان .
أن إلقاء اللوم على العناصر التي ماتت أمر لا يقنع القارئ ،فثمة شخوص لاتزال من الأحياء أوغلت في الجريمة ولم تقدم شهادتها ولادفاعها وهي في منأى عن الأتهام .
في جوانب كثيرة يكون الاستماع الى طرف واحد لا يصلح للإثبات مالم يعزز بدليل يقنع القارئ ، أن قصة السيد منذر الو نداوي الذي كان قائداً عاماً للحرس القومي حينما تم القبض على أحد العناصر المشتركة في حركة حسن سريع وزعم السيد الو نداوي أنه سهل عملية هروبه دون أن يذكره بالاسم ، فأن هذا  الزعم يعوزه المنطق والإثبات والقبول العقلي  .
كان من الممكن للباحث علي كريم مراجعة أدبيات الحزب الشيوعي الذي قام حسن سريع بحركته أيمانا منه بمبادئ هذا الحزب وأفكاره وليس فقط تقرير هاشم الألوسي ليتكمن القاريء من الإطلاع على وجهات النظر  ، كما أن من الممكن الالتقاء بكوادر من تنظيم الحزب ( تنظيمات الحزب الشيوعي الجديدة)  الذي تشكلت في  شباط عام 1963 والذين عاشوا أحداث الحركة .
وبالنظر للترابط بين مصير حركة حسن سريع وبين قطار الموت الذي أريد بموجبه أن يموت الضباط الشيوعيين والقاسميين والمناوئين لسلطة 63 داخل قاطرات حديدية تسير تحت شمس تموز العراقية لولا فطنة السائق الأصيل ، وجريمة الشروع للقتل الجماعي الوطني اشتركت فيها أسماء عديدة لم تزل حاضرة الى يومنا هذا .
كتاب البيرية المسلحة من أصدار دار الفرات للتوزيع والنشر في بيروت عام 2002 ، وهو جانب مشرق لتاريخ مالم يكتب عن تاريخ العراق السياسي .
جوانب كثيرة كان فيها الباحث علي كريم ليس منصفاً وحيادياً فقط  بل طرفاً من أطراف الحقيقة الموضوعية ، وعلى هذا النهج الذي يستمر فيه الدكتور علي كريم سعيد من أستكناه الحقائق السياسية عن العراق بذهنية المتجرد المحايد ليضع الأحداث أمام القارئ بجرأة مستعداً لجولة جديدة تشكل بداية لمرحلة جديدة في كتابة التاريخ العراقي في عراق المستقبل .
 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرشح للزعامة العراقية
- علي الوردي عالم الاجتماع الذي شخص كوامن الشخصية العراقية
- أوراق عراقيــة
- قراءة لكتاب العقوبات الدولية وآفاق التطور الديمقراطي في العر ...
- محنة القضاء في العراق
- رسالة من مواطن عراقي الى الحجاج بن يوســـــــــــــف الثقفــ ...
- الحقيقة المرة


المزيد.....




- تصريحات سابقة لمحمد بن سلمان تثير تفاعلا بعد إعلان تفاصيل قض ...
- مراسلة RT نقلا عن مصادر في الجيش السوري: سماع دوي ضربات مدفع ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 10 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي عن ...
- الحوثيون: لدينا مليون مقاتل جاهزون
- الجيش الروسي يتقدم.. وواشنطن تشكك بفعالية الدعم لأوكرانيا
- نتنياهو: لن نرضخ لمطالب حماس
- مراسلة RT نقلا عن مصادر في الجيش السوري: سماع دوي ضربات مدفع ...
- صادق خان يحتفظ بمنصب عمدة لندن
- الباحث المصري وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة ...
- اعتصام طلابي في جامعة أدنبرة يطالب بقطع كامل للعلاقات مع إسر ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير كاظم عبود - قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار الموت 1963 ) - العراق .. البيرية المسلحة