أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - أوراق عراقيــة















المزيد.....

أوراق عراقيــة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 241 - 2002 / 9 / 9 - 00:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                              

                                                                              

 

ورقة رقم ( 1 )

شهادة حسن السلوك في بلادي

 

أحمل بيدي ملفاً يتضمن أوراقاً تخص سيارتي الخاصة وأقف بالطابور أمام ضابط التسجيل بدائرة المرور المختصة لنقل رقم سيارتي من النجف إلى نينوى بحكم نقلي الوظيفي ، وبالنظر للمضايقات التي أتعرض لها بسبب رقم السيارة والذي كثرت جداً بعد الانتفاضة .

وبعدالة الدور سلمت أوراقي إلى ضابط المرور الذي قام بتدقيقها ثم أطل علي من فتحة الشباك ليخبرني بأن الأوراق تنقص ورقة تأييد السكن موقعة وموثقة من مختار المحلة التي أسكنها ، فأخبرته بأنني أسكن في فندق لنقلي حديثاً وبالإمكان أن أجلب له تأييد من الفندق المذكور .

أحتار الرجل على ما يبدو ثم قال لافض فوه بأنه لايمكن يجب أن أجلب ورقة تؤيد سكناي في دار ضمن محلة ويؤيد المختار ذلك ، فأعدت عليه ما قلته سابقاً كوني لم أجد دار للإيجار لحد الآن فاستجاب الرجل لكنه التفت فجأة وأخبرني بأن ورقة أخرى ناقصة وهي شهادة حسن السلوك موقعة من مختار المنطقة أيضاً .

صعقت لطلبه وتصورت أنه لم يطلع على عملي كوني ( قاضياً ) وكون مثل هذه الورقة تتناقض مع المهمة المناطة بي ولكون الفندق لا يمنح مثل هذه الشهادات ، فأخبرني بأدب أنه أطلع على ذلك ولكنها تعليمات الجهات العليا وهي ملزمة للجميع وصارمة .

وسألته ولكن من يمنح المختار شهادة حسن السلوك ؟ وكيف يستطيع الرجل أن يعرف سلوكي وأنا حديث العهد بالمدينة ؟ رفض الضابط الاستمرار بالمعاملة ألا بعد مراجعتي لمدير المرور الذي تفهم الأمر وأرسل بطلب الضابط  وطلب منه إكمال المعاملة على مسئوليته الشخصية على حد زعمه .

المضحك في هذه القضية أن مختار المنطقة التي أسكن في فندقها تم تقديمه أمامي للمحاكمة في الأسبوع الأول من مباشرتي لعملي القضائي في تلك المدينة الطيبة والجميلة بتهمة ( الاحتيال ) ولثبوت التهمة تم الحكم عليه دون أن يعطيني شهادة حسن السلوك المطلوبة في بلدي  .

 

                                     *****************

ورقة رقم ( 2 )

الممنــوع في بــلادي

 

المعروف أن للطرق والشوارع المستخدمة من قبل المشاة وعبور السيارات قانوناً أو نظاماً ينظم حالة العبور والسير والتوقف ، وقد أمتد نطاق القوانين العرفية في بلادي ليصل إلى شوارع المدن وأرصفة المشاة حيث تضع السلطة يافطة مكتوب عليــها عبارة يعرفـها كل أبـناء العراق (( ممنوع السير على هذا الجانب قطعياً )) ، ومن الطريف أن أدارة المرور تمنع الناس من السير وسط الشوارع خارج الأرصفة فيقع المواطن في حيرة وارتباك بين ممنوع الأجهزة الأمنية وممنوع المرور فيختار مضطراً خرق أضعف الجهازين وهو جهاز المرور .

اللافت للنظر أن كل قوانين العالم تعتمد على أسس وضوابط وقواعد لإصدار القانون أو النظام وأن منع الناس من استعمال الرصيف هو تجاوز صارخ على حرية وحق المجتمع الذي ضاعت حقوقه لدرجة حرمانه من المشي على أرصفة الشوارع العامة .

أتذكر مرة أني وصلت إلى بغداد صحبة صديق أنزلني من سيارته وطلب مني أن أستأجر سيارة للأجرة للذهاب إلى منطقة قرب نفق الشرطة وعبثاً حاولت إيقاف سيارات الأجرة التي كانت تمر مسرعة ودون أن تتوقف رغم إشارتي لها وكونها تمر فارغة من الركاب حتى توقفت سيارة أجرة قديمة سائقها رجل كبير السن وقبل أن أكمل كلامي معه حضر لنا شخصين وباللباس العسكري والسلاح وطلبا مني والــسائق الذهاب معهما .. اقــتـادونا إلى داخــل غرفــة خشـــــبية ( كرفان ) بمدخل تلك البناية ، طلب منا المسؤول هوياتنا فسلمته هويتي بالوقت الذي سلم السائق أجازه السوق ، وبعد أن أطلع عليها سألني عن سبب توقفي أمام البناية ، فأخبرته بمرامي ثم سألني عما إذا كنت أعرف الدائرة التي تشغل هذه البناية التي توقفنا أمامها فأجبته بالنفي – وحقــاً لم أكن أدري أنها جهاز المخابرات – فأعاد لي هويتي بأدب بعد أن دون أسمي بورقه أمامه وطلب مني عدم تكرار فعلتي هذه مستقبلاً فوعدته خيراً ، ودلفت مسرعاً إلى خارج البناية حيث ركبت السيارة التي قادها الرجل السائق الذي حضر من بعدي دون كلام .

حينها توجهت بالسؤال للسائق ولومي له عن أسباب توقفه مع علمه بوجود بناية هذا الجهاز المرعب والخطير ، أجابني بعفوية وبصــدق أنه خاف مني حينما شاهدني أقف في الشارع متصوراً أنني أحد عناصر المخابرات ، أما وقد ظهر حالي مثل حاله فنحن  (( في الهوا سوا )) والحمد لله على سلامتنا . 

                             ******************

 

ورقة رقم ( 3 )

المظاهرات في بــــــــــــلادي

 

كنت في المدرسة الابتدائية حينما خرجت مظاهرة في مدينتي تهتف بسقوط الحكومة في العهد الملكي ، لم يشترك بها أبي وكان يحذرنا أنا وأخوتي من الانجرار نحو السياسة ، فهي وفق مفهومه لا تجلب ألا المتاعب .

الوحيد من بين أخوتي لم أتعظ بنصيحة الوالد ، وما أن عبرت إلى المرحلة المتوسطة حتى باتت العقائد والأفكار تعشش في دماغي ، وأخصص جانب من وقتي ومصروفي البسيط لقراءة الكتب السياسية والتاريخية والاقتصادية ، حتى حفظت كتب المرحوم لينين وطيب الذكر ماركس أكثر من حفظي للمعلقات السبع أو قوانين الهندسة والجبــر ، المهم فقد أتقنت اللعبة واشتركت بمظاهرات كانت الحكومة تبتسم لها والشرطة تنظر لها شزراً وبعد سنتين انقلبت الحكومة علينا وأطلقت علينا الرصاص عند التظاهر وأستعملت الهراوات الغليظة وركضنا هرباً وتزحلقنا في الطين وتم توقيف الكثير وسجن الكثير وعدنا إلى النشاط السري المحظور ، ووصل الأمر أن تصدر السلطة قانوناً تعاقب فيه بالإعدام من يتظاهر ضدها .

وبقيت رغبتي في التظاهر تشتعل في روحي واشتركت بمظاهرة في أول عهد الجبهة الوطنية جداً غير أنني تحملت فيها من الضرب والرفس والعظ ما يكفي لمدة سنة ، ورغم كل تلك التظاهرات لم تسقط السلطة .

كبرت كثيراً وتذكرت كلام والدي وفي نفسي أن أشترك بتظاهره ضد السلطة وأن لا يكون الموت عقابي ، هاجرت هرباً من السلطة إلى أوربا على مضض فوجدت الناس هنا تشترك بالتظاهرات بسبب أو دون سبب وأفرحني دعوة البعض للتظاهر في أقصى بلاد الله ، وحينما تجمعنا علمنا أن عيون السلطة تراقبنا فهي لاتقبل بالتظاهر ضدها حتى في مدن القطب الشمالي أو الجنوبي ، حينها جمعت كل ما عندي من أولاد وبنات وبلطف طلبت من رفيقة العمر تحقيق رغبتي بالتظاهر ضد السلطة داخل شقتي المتواضعة وحينما بدأت أهتف والأولاد يهتفون ويصفقون ، طرق جارنا الباب ليخبرنا بأننا نزعجه وطلب منا الكف عن هذه الضوضاء والا فأنه سيخبر الشرطة . حينها أدركت بأن السلطة في بلدي  لاتقبل التظاهرات حتى داخل غرف النوم أو في درجات البرودة المنجمدة .

                                  ****************



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لكتاب العقوبات الدولية وآفاق التطور الديمقراطي في العر ...
- محنة القضاء في العراق
- رسالة من مواطن عراقي الى الحجاج بن يوســـــــــــــف الثقفــ ...
- الحقيقة المرة


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - أوراق عراقيــة