أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من يعفو عن من















المزيد.....

من يعفو عن من


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 286 - 2002 / 10 / 24 - 15:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

   لأول مرة ينزع العراقيون خوفهم وتتوجه العوائل المنكوبة الى وزارة الأعلام تطالب بأبنائها المغيبين ، وترتعد فرائص وزير الأعلام ويتصور أنها الواقعة  ويحتار ، ثم تخطر بباله حيلة جديدة من كونه سيرفع طلبهم الى القائد لعله يفكر بمكرمة من المكارم ويخلي سبيل أبنائهم .

أذن فالقرار لم يشمل أبناء العراق السياسيين ولا المحجوزين ولا المغيبين في أقبية الأجهزة الخاصة ولا الموقوفين من قبل الأمن الخاص ولا القابعين في زنزانات تخلو من الأبواب والشبابيك ولا الذين يحملون عوقهم الجسدي معهم  . 

وحياتنا المليئة بالمكارم ، فالحياة مكرمة والهواء مكرمة والغذاء والدواء مكرمة والحروب مكرمة وربما فأن اعتقال أولادنا مكرمة من مكارم القائد  !!

كيف نسترد الابتسامة المسروقة من مآقي الأطفال والنسوة العجائز والشيوخ الذين أبيضت عيناهم وتحدبت ظهورهم وهم يفتقدون أولادهم  ؟

من يعيد لحظة الفرح التي ترتسم على سحنات وجوة الشيوخ وهم يرون فلذات أكبادهم بعد هذا العمر المرير  ؟

أين غابت جموع العراقيين الذين غيبهم قانون الطوارئ ونصوص قانون العقوبات والزمن الذي أكل نصف البلاد والمفارز التي لا يفرزها قانون  ؟

من يعفو عن من ؟؟؟

أين صارت أعداد المعتقلين في سنوات السبعينيات ؟

أين أختفت أعداد الأكراد المحجوزين في مواقف وسجون العراق البعيدة ؟ وبسبب ماذا تم أعتقالهم ؟ هل تصلح القومية الكردية كتهمة سياسية في الزمن الجديد ؟

أين صارت أعداد المحجوزين من أبناء المسفرين خارج الحدود ؟ ولماذا تم حجز أولادهم ولم يتم ترحيلهم معهم .

أين صارت العوائل من الأكراد الفيلية ؟ وأي سجن أو محتجز ضمهم ؟

أين صار مصير مئات الآلاف من شباب العراق في المحافظات التي انتفضت ضد السلطة والطغيان والذين سلموا أنفسهم بعفو من السلطة اقتيدوا من فندق السلام بالنجف وغيره من مكانات الاعتقال  .

كيف لنا أن نعرف أسماء الضحايا ، والذين تم دفنهم أحياء ومن ماتوا في زنزانات التعذيب وأقبية المخابرات والحاكمية والفضيلية والأمن العام والامن الخاص .

من يعد لنا قوائم بأسماء الشهداء الذين تم أعدامهم رمياً بالرصاص أو شنقاً حتى الموت ؟

من يرفع نصوص قانون العقوبات التي تحكم شعبنا بالإعدام ؟ ومن يلغي المحاكم الاستثنائية التي لا تعمل بقانون ؟؟

هل يمكن لقرار العفو عن الجناة المشمولين بنصوص مواد قانون العقوبات من مرتكبي جرائم السرقة والقتل والسلب والاحتيال والتزوير والاغتصاب وهتك العرض والرشوة والاختلاس أن يشكل بديلاً حقيقياً عمن يستحق أن يخلى سبيله من السياسيين الوطنيين الذين يضحون بعمرهم ومستقبلهم من أجل العراق ؟؟

هل يمكن أن تنطلي لعبة إطلاق سراح الجناة العاديين على العالم ؟؟

من يكون مسؤولاً عن أسماء المغيبين ؟؟ ومن يعطي عوائل العراق ضماناً واحداً في بقاء أولادهم أحياء ؟

بالدموع التي ساحت ولم تزل تسيح من مآقي عيون الأباء في أخريات أعمارهم ومن عيون الأمهات التي لم تكتحل برؤية وجوه أولادهن منذ أكــــثر من عشرين سنة بسبب محنة أسمها الوطن .

من نشيج ونحيب بكاء الأطفال الذين فارقوا أخوتهم وآبائهم كل العمر ..

يا ألهي أي جحيم تعيشه الناس ، وكيف تنام العيون وفلذات أكبادها لم تزل قابعة في مجهول الظلمات .

أيها الرب هل حدث هذا في العصور الحجرية أو في عهد نيرون وفرعون والحجاج وهتلر ؟

عونك يا ألهي لقدر العراقيين وهم يشاهدون الجناة مطلقي السراح فيم أولادهم قيد الحجز أو الحبس أو مغيبين أو في قرار حفرة لا يعلمها الا الله والسلطة الباغية .

أي مقياس معوج يضع الوطني المخلص خلف القضبان وفي متاهات الصحراء ويكافئ المجرم بالحرية ؟ وأي قرار يعفو عن مرتكب الجناية ويستثني من يريد إسعاد شعبه ووطنه ؟؟

من يعفــــــــــــو عن من ؟؟؟؟؟؟؟

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب خطوات بحجم محنة العراق
- مبروك قرار العفو
- قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار ...
- المرشح للزعامة العراقية
- علي الوردي عالم الاجتماع الذي شخص كوامن الشخصية العراقية
- أوراق عراقيــة
- قراءة لكتاب العقوبات الدولية وآفاق التطور الديمقراطي في العر ...
- محنة القضاء في العراق
- رسالة من مواطن عراقي الى الحجاج بن يوســـــــــــــف الثقفــ ...
- الحقيقة المرة


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من يعفو عن من