القاضي زهير كاظم عبود
من بين الإصدارات الثقافية المتميزة بلغتها الرشيقة والسلسة ومعالجتها الدقيقة والأمينة وموضوعها المهم والحساس ، كتاب الأستاذ الباحث الإسلامي العراقي السيد عبد الحسين الخزاعي (( أمام وخليفة )) الصادر عن مكتبة الألفين – لندن 2001 .
والكتاب معالجة عصرية للولاية من خلال القرآن ومن خلال السنة النبوية والدلائل الثابتة لها والشواهد التاريخية والتعرض لموضوع الأئمة والسقيفة وبذرة الخلاف بين المذاهب الإســلامية واستعراض مختصر ومؤثر لمأســاة الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع) وأقوال المذاهب المختلفة في ذلك ومن ثم محاورات جدلية بقصد التوصل الى أستنتاج عقلي يفيد الحقيقة والموضوع .
عبد الحسين الخزاعي الذي تعودنا على كتاباته الهادفة ونتابع طروحاته العقلانية الداعية الى نبذ الطائفية والمذهبية والدعوة الى جمع المذاهب وتقريبها وصولاً الى توحدها ، وحضوره الدائم ومساهماته الفعالة في النشاطات الثقافية والفعاليات في المناسبات الدينية .
وتعودنا أن يطل علينا بكلمته الجميلة في أعداد (( مجلة الغدير )) الصادرة عن مركز الأمام الخوئي الإسلامي في لندن ، وكتاباته في مجلة النور أيضاً ، وكتاباته الأخرى في الصحف والمجلات ، وهذا الكاتب يمثل طاقة ثقافية عراقية تتميز بالتواضع والاعتدال والاستيعاب ، وهو أحد المتطلعين لبزوغ فجر جديد و من الذين ترنو عيونهم للقاء أحبتهم والتخلص من الطغيان والظلم .
عبد الحسين الخزاعي أنقطع عنا ولم نقرأ كتاباته لمرض أقعده وأعاقه عن ذلك ، دعائنا الى الله أن يلتفت اليه برحمته ويغمره برحمته الواسعة وان يضم صوته الى أصوات اخوته وهم يرسمون بشائر النصر العراقي على الطاغوت .
عبد الحسين أسم لاينسى وقدرة ثقافية عراقية أصيلة قدمت ما تستطيع من أجل دينها ووطنها وشعبها ، بعد أن قدم ما يمليه عليه ضميره ، وساهم مساهمة فعالة وأكيدة في كتابة الحقيقة التي نذر نفسه لها فكان جندي من جنودها .