أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟














المزيد.....

من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 481 - 2003 / 5 / 8 - 03:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                         الى سلمان شمسة .... عزائي وفرحي بزهوك العراقي 

كنا نظن نحن أهل العراق أن لنا حقاً شرعياً وقانونياً في أن نتعارض مع سلطاتنا القمعية أو حكوماتنا البائدة  ، وكنا نظن نحن أهل العراق أن ما نقدمه لأخوتنا العرب من بذل في الروح والمال والأسناد في المواقف والوقوف دوماً بجانب قضايا شعوبهم وأحزابهم الوطنية ، ولم يشهد التاريخ لنا وقفة واحدة مع الحكام أو رجالات السلطة في كل زمان ومكان .
كنا نحسب نحن أهل العراق أن عدم تدخلنا في الشأن الداخلي في كل قطر من أقطارنا العربية ، سيجعلنا في منأى من تدخل الأخوة العرب في تفاصيل حياتنا وشكل لباسنا ونوع طعامنا وماذا يفيدنا وماذا يضرنا .
كنا نتلمس مواضع الوجع العراقي وحدنا ، وندفن قتلانا سراً وحدنا دون أسماء  ، ونجفف جراحنا وجراح أولادنا وحدنا ، كنا نمسح دموعنا وحدنا دون مواساة من أحد  ، وكنا نتلمس بطوننا الخاوية من الغذاء لم ندع لوليمة حزن أو فرح عربية ،   ووجوهنا الباهتة من المرض  وحدنا ، وكنا نشد على أيادي بعضنا البعض وحدنا ، وكنا نتعاون فيما بيننا وحدنا ، حتى صرنا نكتب شعراً وقصصاً لنا وحدنا فصار لدينا ثقافة عراقية وحدنا  ، ثم صار  لنا زمان أسمه الزمان العراقي وحدنا  .
الحصار لم يكن ما فرضه مجلس الأمن كعقوبة لسلطتنا البائدة فقد   تعدت العقوبة  الينا ولم تمس شعر رأس  حكومتنا ، الحصار الذي أنشبه في أعناقنا أبناء عمومتنا  ،  فثمة بلد يمنع دخولنا فنحن حملة الأمراض العربية المستعصية ، وثمة بلد آخر يحدد لنا مهلة للبقاء قبل أن تستفحل المكروبات وينتشر الوباء العراقي ، ثمة بلد قرر عدم السماح أن تطأ رجل المواطن العراقي أرضه حتى ولو على سبيل العبور براً أو حتى في الأجواء  ، وآخر يمنعنا من العمل حتى لا نزاحم عمالته الوطنية ويمنعنا حين يسمح لكل أعداء الله بالدخول الى بلاده  .
كنا نظن نحن أهل العراق أن لنا حقاً بهذا العراق دون غيره  ، فيحق لنا أن نختار نظامنا ونحدد شكل سياستنا وتنوع أحزابنا وألوان علمنا وشعار حكومتنا ، كنا نظن أننا نقدر على  ترميم  خرابنا وبناء بلدنا وفق عقليتنا وفهمنا وخصوصيتنا وتاريخنا وحدنا  .
كنا ننتظر فتوى شيخ أو خطبة جمعة أو كلمة حق من مسلم غيور وشجاع ، لكن عذرهم أن الحق في أجازته الصيفية وسيصحو من غفوته عند رحيل الطاغية .
ثمة من يتنافس معنا ويرسم لنا مستقبلنا ويخطط لنا سياستنا ، وينصحنا بتحديد أوقات طعامنا ونوعه  ويطلب منا الصبر وشد الأحزمة على البطون ، ثمة من يتدخل في تفاصيل أحلامنا ومتى نصحو ومتى ننام وكيف نتزوج  ؟؟ ويحدد لنا النسل حرصاً علينا  !! ثمة من يصادر حقنا في الكلام أو في الاختيار ظنا منه أن العراق لم يزل ذلك الجسد المستباح .
هذا العراق نحن أولى به من كل أحياء الأرض ، نحن حجارته وبناته ، ونحن دمه وشرايينه ، ونحن قصائدة وأغانيه ، ونحن أنهاره ونخيله وجباله    ، ونحن من يعرف تفاصيل تاريخه ووجعه، ونحن أحزابه وأبناءه ، ونحن قبوره وأشلاءه  .
أيتها المخلوقات دعونا نتمتع بوطننا وأصمتوا لحظة حتى نستعيد أنفاسنا ، أيها الأخوة لقد أمتلأ الفضاء بالتحليل والاستنتاج والتنظير، وأختلطت المواقف  ، فقط نريد منكم فرصة نستعيد بها أنفاسنا بعد أن عاد الزمن العراقي زاهياً وناصعاً وجميلاً .
دعونا من فضلكم نراجع ذاتنا ونرمم جدران بيتنا وتوفير طعام أطفالنا ودواء مرضانا .
دعونا من فضلكم نتعرف على جثث أولادنا ومقابر أحبتنا وسجوننا السرية .
دعونا نقيم مجالس العزاء للمغيبين والذين لم نعثر على جثثهم  ، دعونا نعيد بيوتنا المتهدمة وأعمارنا التي ضيعها الخراب ، ودعونا نجمع موتانا من المنافي الغريبة ، دعونا نفرح وحدنا كعراقيين أسلاميين وقوميين وشيوعيين ومستقلين .
دعونا نتحاور كأخوة ، ونختلف كأخوة تحت سقف واحد ووطن واحد .
ودعونا نلطم وحدنا أفما يحق لنا هذا ؟؟
سيدي العزيز سلمان  شمسة أشاركك الزهو باستشهاد ثلاثة شموع من بيتكم الجميل الذي يطرز سماء المدينة المقدسة ، أشاركك الحزن والفرح برحيل ثلاثة عراقيين قدموا أرواحهم لهذا العراق بصمت دون فتاوى أو اقتراحات أو استنتاجات .
سيدي أيها المشرد في بلاد الغربة أقف لك أجلالا فقد وفيت للعراق .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من تتطاول قناة أبو ظبي على شعب العراق ؟
- النقابة العربية للملوك والحكام العرب
- الدبلوماسيين العراقيين للنظام الصدامي البائد
- الفاعل الأصلي والشريك
- رسالة من مواطن عراقي الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
- نــــــــــداء الى كل الخيرين في العراق الجديد
- الموصل أمانة في أعناقكم
- موت القائد الضرورة بالنعال
- نــــــــــداء الى أهلنا في العراق
- ألف مبروك لكل أبناء العراق وللخيرين من أبناء العرب والشرفاء ...
- بدأ العراق ينظف الأسماء من رجس الشيطان
- هل سلطة صدام باقية ؟؟
- عمق معاني استشهاد الأمام الحسين
- الخلع والنزع في اللغة
- لزينب بطلة كر بلاء نقف إجلالا
- هل بالمناظرة التلفزيونية تحل مشاكل العراق ؟
- الحملة المدنية من أجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين
- للمرأة العراقية نقف اجلالا كلما مر ذكرها
- عبد الحسين الخز اعي أسم مرسوم في ذاكرة الطيبين
- أيها العراقيون كونوا بحجم وطنكم


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟