أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الداخل والخارج














المزيد.....

الداخل والخارج


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 501 - 2003 / 5 / 28 - 01:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

 تم تقسيم المواطن العراقي وفق قومياته ، وتم تقسيمه وفق دياناته ، وتقسيمه وفق مناطق سكناه الجغرافية ، وتم تقسيمه وفق مذاهبه ،  ومع كل هذا التقسيم لم يحدث الشرخ الذي يتمنونه وسط الجسد العراقي .
وبعد تخلص العراق من سلطة صدام البائدة تم الطرق من قبل الأعلام العربي  والجهات التي تعمل في الظلام على ورقة كان من المؤمل أن تحدث شرخا بين أهل العراق ، وهي ورقة عراقيي الداخل وعراقيي الخارج .
فما المقصود بهذه الورقة ؟
يقصد بالعراقي خارج العراق كل مواطن عراقي استطاع أن يفلت من قبضة السلطة ويهرب الى خارج العراق بشتى الطرق والأسباب  ليؤمن أقامته القانونية أو غير القانونية ، أو منحه اللجوء السياسي أو الإنساني  أو التجنس ، ومارس وهو في يعيش ضمن فسحة الحرية التي توفرت له في الغربة العمل ضمن تشكيلات أحزاب المعارضة العراقية بكل أطيافها   والتجمعات والجمعيات السياسية أو الثقافية أو الأجتماعية المستقلة بكل أشكالها  لفضح النظام ، وكانت هذه المجاميع العراقية تؤرق ليل ونهار السلطة الصدامية وتعمل جميع أجهزتها الأمنية والمخابراتية  على مراقبتها وأيقاع الأذى بها  ودس العملاء بينها وتهديدهم وأبتزازهم وأصدار القرارات التشريعية الجائرة بحقهم أبتداء من مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة وأنتهاء بأسقاط مواطنتهم وسحب الجنسية العراقية منهم ورفض قبول عودتهم الى الوطن وهم جثث بعد وفاتهم .
العراقي في الخارج الذي أستطاع أن يصدر المؤلفات العلمية والثقافية والصحف والكتب التي تدين السلطة الصدامية  متحملاً تعرضه للأغتيال والخوف والتشرد والملاحقة .
العراقي في الخارج الذي ساهم في أيصال صوت الداخل المكبوت والمقموع والمغيب من خلال أحزابه الوطنية ومؤسساته السياسية ، وأستطاع أن يوصل صوته لكل هذا العالم الذي لم يكن يصدق مقدار الحيف والظلم الذي لحق بشعب العراق .
أما العراقي في الداخل فهو كل مواطن عاش تحت رحمة الظلم والقمع  وسياط الجلاد وحكم المؤسسة السرية ، وتحمل كل الظيم والأستلاب والتهميش من سلطة الحزب الفاشي ، وعاش تحت رحمة قرارات قطع الكف وبتر الأذن وقطع اللسان وبتر الرقاب والدفن حياً وتحت رحمة السجون والمعتقلات والأقبية السرية ، تحت سلطة الخوف وهتك الأعراض ومصادرة الأموال ومسح البيوت من الأرض والملاحقة الأمنية وزمن التقارير والوشاية ونقاط التفتيش والخدمة العسكرية و الأحتياط التي تأخذ كل العمر والرقص والتصفيق في كل المناسبات ومهازل الأستفتاء بالنسب التي يعلنها التلفزيون ، العراقي الذي يعيش تحت رحمة الحصة التموينية والقحط والحاجة والتخلي عن الآثاث والشبابيك وأبواب الدور ومن ثم بيع الدم والكلى وبيع فلذات الأكباد في الشوارع العامة  وأوامر السلطة مهما كان شكلها ومحتواها .
العراقي الذي لم يجد مايسد به رمق أطفاله فنشرهم في شوارع المدينة يبيعون السجاير بالمفرد ويمسحون الأحذية في الطرقات ، والعراقي الذي أمتهن مهنة غير الذي يحملها بموجب شهادته الأكاديمية ليسد حاجته وعائلته ، وهو الذي صبر وصمد أمام سلطة كانت تضرب بمخالب من حديد وتبطش بطش الجبارين بالضعفاء ، العراقي المحرم عليه كل شيء في العراق الا بأذن الحزب الفاشي والرئيس البائد وعائلته ، من دخول المدرسة وأنتهاء بالتخرج من الجامعة والتعيين .
العراقي سواء كان داخل أو خارج العراق ممتليء بالحيف والظلم والعمر الذي أضاعته سلطة صدام البائد ، والعراقي داخل أو خارج العراق مواطن عراقي واحد الأول يكمل الثاني ، الكل مدعو لبناء الوطن المتهدم ، سوية تتحد الكفاءات والطاقات الكامنة داخل أو خارج العراق .
والوطن الذي يحتضن أبناءه ويرضعهم من مياهه  لايمكن أن يفرق بين أولاده الذين يحتاجهم في هذا الوقت العصيب بالذات .
ولذا يبقى العراقي من يحمل العراق بين عيونه ، ومن يضع العراق الجديد في ضميره ، ويتقدم ليساهم في بناء دولته الديمقراطية ، وتحقيق أحلامه التي حرم منها الأنسان في العراق .
ليس عندنا في العراق داخل أو خارج ، فالكل عراقي ومقياسنا الوحيد هو مقدار العطاء للعراق .




#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقاية خير من العلاج
- أفلام الموت العراقية
- صكوك النفط التي لم تحترق
- ياجاسم العزاوي أهل العراق أدرى بدروب بغداد
- لاتظلموا الحجاج حين تذكرون الطاغية صدام
- العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي
- وثائق وسندات العراق ليست اسلاباً مشاعة
- حين يفتقد الرئيس صفات الرجال
- الى السيد معن بشور – المؤتمر القومي العربي – بيروت
- الحسابات العراقية
- شهداء العراق
- رسالة ثانية الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – أبو ظبي
- العراق أولاً قبل القيادات
- مساوئ المحكمة الخاصة
- أنت لاشيء أيها الرئيس البائد
- رسالة من فوق الأرض الى الرئيس البائد القابع تحت الأرض حياً أ ...
- قناة الجزيرة والمهمة القصيرة
- كلمة صغيرة من القلب لأخوتنا الكتاب من أهل العراق وفلسطين
- من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟
- لمصلحة من تتطاول قناة أبو ظبي على شعب العراق ؟


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الداخل والخارج