أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العدالة














المزيد.....

العدالة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 505 - 2003 / 6 / 1 - 06:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


في مقالة للسيد ( فهد الفانك ) نشرها في سايت العرب  بعنوان الفصل الأول لمهزلة الأحتلال يتسائل الدكتور عن أسماء المتهمين التي أصدرتها الأدارة الأمريكية مطبوعة على ورق يشابه أوراق لعب القمار ، وعن مشروعية هذه الأوامر وعن الجريمة التي سيحاكم بها هؤلاء ، ويستغرب من العدالة التي تبيح ملاحقة أو محاكمة هذه الأسماء . 
من قراءة المقالة يتبين حرص السيد الفانك على مصلحة الشعب العراقي ومستقبله  ومحاولة مشاركته في محنته بعد دخول قوات الحلفاء الى بغداد وسقوط سلطة صدام . 
والسيد الفانك الخبير بقضايا السياسة والأقتصاد لم يكن ليهتم بقضايا محنة الشعب العراقي حين كان يرزح تحت حكم الموت والدمار والدكتاتورية البغيضة ، وكنت أتابع مقالاته في جريدة الرأي الآردنية حينما كنت في عمان ، ولم أقرأ مادة واحدة للسيد الفانك يدين بها الطاغية أو يقف في صف الشعب المنكوب لوحده دون نصير أو مواسي .
ومع هذا فأن تساؤله عن مشروعية القبض على المتهمين وعدالة الأقتصاص منهم مشروعاً ويجب أن يجد الأجابة عليه .
كان العديد من الأشقاء  يتفرج بفرح غامر على العراق وهو يغرق في بحر الدم والرعب والمجازر والدمار والكارثة والأنحدار الأقتصادي والأجتماعي والسياسي  ، ولم يشارك أحد سوى بترديد هتافات الوحدة العربية التي لم تغني من جوع  والتأخي الذي لم يتجسد فعلاً في يوم ما  والصبر حتى الموت داخل بلدنا فقط  وأنا لله وأنا اليه راجعون .
وليس السيد الفانك وحده يسأل عن مشروعية محاكمة المتهمين المذكورين ، فغيره الكثير من الحريصين على شرف العراق وكرامة العراق التي كانت تستباح كل نهار يسأل العديد من الأخوة العرب ،  ولم نسمع صوتاً عربياً واحداً ينادي بالكف عن أهدار شرف العراقيات وموت العراقيين وقطع ألسنتهم وبتر آذانهم وتقليص أيام أعمارهم  أو الوقوف في صف الشعب المظلوم فقد كانت السلطة الباغية قوية ومتسلطة وتصل الى أبعد الأركان في دول الجوار .
لست مع الأحتلال وأدعو أن تتخلى القوات الأمريكية عن البقاء في العراق بعد أن يستقر الحال وتتشكل السلطة العراقية ، لست مع الحرب التي أكلت من أهلنا العديد من الناس الأبرياء ، ولكنها وقعت فوق رؤوسنا وخلصتنا من أعتى سلطة في الدنيا وقلعتها من جذورها حين عجزنا رغم كل تضحياتنا ونضالنا الذي أستمر أكثر من خمس وثلاثون عاماً عجافاً  .
ولكن أن يسأل عربي عن الجريمة التي تحاكم بها المتهم  محمد حمزة الزبيدي أو طه ياسين رمضان أو عزت الدوري  أو عدي وقصي وصدام التكريتي ، فهذا مالايمكن أن يصدق !!
جثث قتلانا ، وغياب أولادنا ، وبناتنا المغتصبات ، والسجون والمعتقلات وأدوات التعذيب التي لم تكتشف في القرون الوسطى ، والمقابر التي تنتشر في العراق ، والشهادات التي لم يستطع أعلام الأمة العربية أن يصمت عنها أو يغطيها برداءة خجلاً من الفضيحة العربية ، الملايين التي فرت بجلودها والحياة التي تم تدميرها بفعل الطاغية وأولاده وزمرة السلطة الكبار .
أعمارنا التي فرت منا ، ومستقبل جيل كامل ياسيدي الكريم مبعثر في المنافي وجيل لم يشاهد النخيل الا في صور بطاقات الأعياد ، موت في المنافي والمقابر الغريبة وجثث ترفض السلطة لها أن تعود لوطنها ، وطاقات عراقية أهدرت وكفاءات وطنية تم التفريط بها وأسلحة كيمياوية تستعمل ضد أهلنا وحرب أبادة ضد عشائرنا وتجفيف لأهوارنا ، وتفريط بسيادتنا وحروب لم تكن لنا فيها ناقة ولاجمل حصدت مليون من أرواحنا ، وثروات لم تكن تحلم بها كل بلاد الله تم أهدارها والتفريط بها وجوع وأسمال وأمراض وديون وأرتباطات مشبوهة وأتفاقيات سرية .
لاأريد أن أزعجك سيدي الفانك بتعداد التهم التي تصلح كل واحدة منها لمحاكمة .
أطمئن سيدي الكريم أننا في العراق نأخذ حقنا من تثبت أدانته ولو كان في أخر الدنيا وفي أخر العمر فالعقوبة الجزائية والجريمة في قانون العراق لاتسقط بالتقادم وتتناقلها الأجيال حتى نحقق العقوبة التي تفرضها الجماهير العراقية على المجرمين .
أطمئن سيدي الكريم أن العدالة ستتحقق رغم كل الوجع الذي أصابنا ورغم كل الصمت العربي الذي لاحقنا ورغم كل البكاء الذي يتصاعد على سلطة الطاغية و كلي ثقة أنك تكتب من باب حرصك على مستقبل  شعب العراق فقط .
فهل يحق لنا أن نصدر قراراً بالقبض على هذه النماذج من المتهمين التي أقترفت العديد من الجرائم العراقية والعربية والأنسانية ؟ ونترك الأجابة داخل  ضمير كل عربي ، فنحن في العراق لانخشى الأسماء ولاالألقاب ولاالرتب التي يتبرقع بعا بعض زوراً وبهتاناً ولكل فعل رد فعل ، نحن في العراق نتحاكم أمام الشعب في الدنيا  أولاً ومن ثم أمام الله  في الآخرة عند الحساب الأكيد .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الحلم الذي تحقق
- حق أكراد العراق في أختيار الشكل الدستوري للحكم
- جابر عبيد – قناة أبو ظبي يتاجر بالمستندات العراقية
- ساحة عبد الكريم قاسم
- طرد مدير قناة الجزيرة عبرة للغير
- الداخل والخارج
- الوقاية خير من العلاج
- أفلام الموت العراقية
- صكوك النفط التي لم تحترق
- ياجاسم العزاوي أهل العراق أدرى بدروب بغداد
- لاتظلموا الحجاج حين تذكرون الطاغية صدام
- العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي
- وثائق وسندات العراق ليست اسلاباً مشاعة
- حين يفتقد الرئيس صفات الرجال
- الى السيد معن بشور – المؤتمر القومي العربي – بيروت
- الحسابات العراقية
- شهداء العراق
- رسالة ثانية الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – أبو ظبي
- العراق أولاً قبل القيادات
- مساوئ المحكمة الخاصة


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العدالة