أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - بلى يستقيم العراق بدون الدكتاتور














المزيد.....

بلى يستقيم العراق بدون الدكتاتور


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 530 - 2003 / 7 / 1 - 00:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                     
بعض من أهلنا في العراق لم يكن يتصورفي يوم ما أو يتخيل  أن السلطة الصدامية ستنهار بمثل هذه السهولة والسرعة ، مثلما لم يكن في بال العديد أن الشعب العراقي سينتفض ضد ها   ليرفض ويعبر عن كراهيته المكبوته لهذه السلطة القامعة ، ومن هذا المنطلق بقي العديد من أخوتنا يمد جسوراً مع السلطة سراً أو علانية  بالرغم من يقينه أن السلطة لاتضعه الا في دوائر الأهمال والأستخفاف والأتهام  ، ولكن من باب حماية النفس أو الأسترزاق ولو على حساب الناس الآخرين .
وظهرت للعيان نماذج من البشر تتطوع للأخباريات وكتابة التقارير والوشايات والعمل كوكلاء في أجهزة السلطة الأمنية  ، وظهرت للعيان نماذج وظفت طاقاتها وقدراتها الأجتماعية والسياسية للدفاع عن السلطة البائدة مع يقينهم أنهم يدافعون عن الباطل ، وحاولوا تزويق وجه السلطة وحماية سمعة الحاكم الطاغية  بأسم الوطن والعروبة والشرف العربي المستباح ، وهي جميعها كلمة حق يراد بها باطل .
تطوع العديد من البشر للدفاع عن السلطة بكل مالطخ تاريخها السياسي من دماء  وماأتهمت به من جرائم يندى لها جبين الأنسانية  ،  وماطالها من سمعة سيئة ورديئة  سياسياً ، ومالحقها من عزلة دولية وعربية وشعبية .
البعض مدفوعاً بحكم مركزه الوظيفي أو بحكم أنتفاعه المادي أو بحكم أرتباطه المصيري في بقاء السلطة بهذا الشكل وماتحققه لهم من مكاسب أقتصادية أو مواقع أجتماعية لم يكنوا يحلمون بها في ظل أي وضع أو نظام طبيعي .
وبقي هذا العدد من البشر يدافع عن السلطة البائدة غير متصور أو معتقد أنها ستتبخر في لحظة ما أو في لعبة ما ، فقد تصور العديد أن السلطة أطبقت على كل مفاصل الحياة في العراق ، وأنها وبالنظر لأمتلاكها القوة والمال ، فقد وظفت كل الأشياء لصالح البقاء الأبدي حتى يأمر الله بعكس ذلك الأمر .
فقد كانت السلطة وهذه النماذج تشيع أن السلطة موروثة لأولاد أولاد الطاغية ، وأن العراق ضيعة من ضياع هذه العائلة المبتلية بكل أمراض العصر الحديث ، والتي أبتلى بها العراق .
وبالرغم من أن هذا البعض يعرف يقيناً أن السلطة لاتثق بأقرب الناس أليها وتتخذ من هذا العدد جسوراً للعبوروعسساً للتجسس ومراقبة الأهل  ، وتوظف أمكانيات البعض للتجسس والمراقبة ومساعدتها وأعانتها في مراقبة كل مفاصل الحياة في العراق ، ولذا فقد أوغل البعض في أفعاله وجرائمه لصالح السلطة البائدة ، وأضحى رقماً منبوذا بين أهله وقومه .
رحلت السلطة بسرعة فائقة عكس ما  حلت علينا هذه السنوات العجاف البطيئة التي أكلت أعمار أولادنـــا  ، وبقي البعض يفرك يديه آسفاً ويلوم نفسه ندماً ويندب حظه العاثر الذي وضعه بهذا المآزق الوطني ، فقد تخلت عنه السلطة ولم يعد من أحد منها يستقوي به على أهله وقومه ، ولم يجد من يعينه أو يحميه أو يساعده على الأقل ، لم يعد هناك من يحترمه أو من يدرء عنه نقمة الناس وأنتقام الشعب ولعنة السماء على كل المساويء التي كان ينشرها بين أهله لأرضاء الطاغية .
رحلت السلطة وتخلت عن مطبليها ومزيفي الحقائق والمتجسسين على أخوتهم وأهلهم ، والمتلصصين على كلمات أهلهم وجيرانهم وأصدقاءهم ومعارفهم ، وأبقتهم لوحدهم مع قدرهم ومع أحتقارهم لأنفسهم ولما تبقى من وشلة الضمير  .
وفي كل الأحوال يبقى هؤلاء يندبون أيامهم غير أن لهم أن يصلحوا ماراح عليهم من وهم ، فيعترفوا للناس وللسلطة القادمة بما جنت يدهم وما أرتكبوه من أفعال وما ساهموا به مع السلطة البائدة ، ويساهموا مع الناس ليس فقط في البناء العراقي الجديد بأخلاص وتفاني ، بل في تشخيص مكامن الخطر الصدامي المتغلغل بين السذج من الناس ، وتوظيف ذاتهم لأيصال الحقيقة المرة لكل الأعداد الواهمة في ضرورة بقاء سلطة الدكتاتور البائد ، وقتل الناس مهما كانت جنسياتهم بزعم حماية الوطن الذي كان الطاغية يستبيحه أرضاً وعرضاً وثروة وكرامة ، وعن أكذوبة الأشاعة التي كان يروج لها النظام البائد أن العراق لايستقيم الا مع الحاكم الدكتاتوري المستبد .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة الى نصوص قانونية تحكم السطوالثقافي والتعدي على حقوق ا ...
- أنصاف المسفرين والأكراد الفيلية واليهود العراقيين
- لنساهم جميعاً في أعادة رسم وجه العراق الجميل
- هروب المتهم قرينة على صحة التهمة
- الموت القانوني
- المنطق بالمقلوب
- شهداء العراق عنوان الخلاص ومعارضة السلطة البائدة
- متى نشطب صدام من ذاكرتنا ؟
- من يقطع أذن عبد حمود التكريتي ؟
- تعقيب على مقالة الدفاع عن قناة أبوظبي
- بالمحبة والتسامح نبدأ حياتنا العراقية الجديدة
- القاضي العراقي لايعمل أو يعين بأمر الحاكم الأمريكي
- الأحزاب والحركات السياسية وضرورة الجبهة الوطنية
- حزب الكتائب الحاضر في قناة العربية
- أعادة العقارات والحقوق المصادرة مهمة وطنية مستعجلة
- القوانين والقرارات يجب أن تكون عراقية
- الطاغية صدام مناضل في قناة ( العربية
- من وقف مع صدام عليه أن يعيد أموال العراق
- رسالة الى المحامي الأردني
- أعادة تأهيل القضاء العراقي


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - بلى يستقيم العراق بدون الدكتاتور