أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الصبغ الذي انكشف














المزيد.....

الصبغ الذي انكشف


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 626 - 2003 / 10 / 19 - 06:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                     لم يكن يدور بخلد الطاغية العراقي صدام التكريتي أنه سيصبح مسخرة ويمسح الناس به الأرض ويسخرون منه ومن سلطته ويصبح أضحوكة للعالم بعد أن كان من ابرز الذين يرعبون الأنسان في مشارق الأرض ومغاربها  ، ولم يكن يتخيل أن اهل العراق سيجرأ أحداً منهم ليضرب صورته بالنعال وأمام عدسات الفضائيات العالمية أو أن يجاهر بالعداء والكراهية له ويشتمه ويشتم سلطته البائدة  .
لم يكن أبداً تحضر لهذا المشهد فهو كان يكثر الحديث لعائلته عن شكل السلطة في العراق بعد أن يرحل ، أي انه كان يعتقد انه سيبقى في كرسي السلطة مادامت له الحياة ممتدة ، ولن تنتقل منه حتى  في أيامه الأخيرة حيث سينقلها من بعده الى ولده المقبور ( قصي )  ، وتتناقل منهما الى سلالة أحفادهما .
وكان المقبور عدي كثيراً ما يتبجح أن والده سيبقى في السلطة ولم يخلق الذي سيزيحه عنها ، والحقيقة التي عرفها التاريخ والشعب العراقي ، أن الرئيس البائد كان لايتوانى من توظيف جميع القدرات المادية والأخلاقية وحتى مايتعلق بكرامة وسيادة العراق ثمناً لبقاءه في السلطة .
ومن يستعرض التاريخ العراقي ويتوقف عند بعض المواقف التي تدلل دلالة عميقة على أن صدام التكريتي كان لايتورع من التفريط ليس بكرامته وعائلته وعشيرته ، بل كان مستعد أن يفرط بالعراق والأمة العربية التي يدعي قيادتها وكل مايمت للكرامة والسيادة الوطنية مقابل ضمان أستمراره بالسلطة رغم أنف العراقيين .
ويمكن أن تكون أتفاقية الجزائر وأتفاقفية صفوان مثالاً واضحاً على ذلك .
وليس التمسك مهما كان الثمن بالسلطة وحده المنهج الأساس الذي كان هدف الرئيس الهارب ، أنما كان الكذب الصراخ اسلوباً رخيصاً في كل المجالات الدولية والعربية والعراقية ، فثمة تصريحات تناقض الأفعال ، وثمة مخططات تتناقض مع الواقع ، وثمة قرارات تتناقض مع حال الشعب العراقي ، وثمة مسرحيات وتمثيليات يتعمد الأنفاق عليها وترتيبها للضحك على ذقون العالم ، ومع أن العراقي يعرف بكل هذه الأمور الا أن السلطة البائدة كانت تنفق المليارات من الدولارات على العرب والأجانب من أجل أن يصدقوا مزاعمها وتمثيلياتها ومسرحياتها حتى غير القابلة للتصديق أيضاً .
كانت السلطة داعية من دعاة الديمقراطية في بلد لاتجد قشة للفعل الديمقراطي ، وكانت السلطة داعية من دعاة حقوق الأنسان في بلد غابت عنه كلياً حقوق الأنسان ، وكانت السلطة تمنح اللجوء السياسي للمضطهدين ويفر منها اهلها الى كل دول الأرض بحثاً عن الملاذ ، وكانت السلطة تدعو الى الغاء عقوبة الأعدام وتقدم على جز الرؤوس بالسيف وصمل الأذان وبتر الأيادي ، وكانت السلطة تدعو الى حرية الصحافة وتملأ افواه الصحفي الجريء بالرصاص والمعارض في أحواض السيانيد ، وكانت السلطة تحضر مؤتمرات المرأة العالمية وتحتقر المرأة العراقية وتدعو الى أنحطاطها الأجتماعي وتكريس واقعها المظلم ، وكانت السلطة تحتفل بعيد العمال العالمي وتجعله عطلة رسمية وتضطهد العمال ، ويتمتع العراقيون بعطلة العاشر من محرم يوم مقتل الحسين بن علي ( ع ) ولكنها تمنع جميع انواع الحزن والطقوس الدسنية والمراسيم التي كان يؤديها الجعفرية في العراق مع أن هذا اليوم مخصص أصلاً لهذا العزاء الكبير في العراق .
وامسرحيات أنتحار الوزراء وموتهم الغامض وبرقيات العزاء التي ترسلها السلطة الى مجالس عزاء المغدورين ، وأستنكار السلطة للأعمال الأرهابية التي تقدم عليها كلها أدلة وبراهين على منهج الكذب والدس والتضليل الذي صار مدرسة ومنهجاً لم يكن البائد صدام لوحدة متمرساً فيه ، فقد تخرج من بطن العقرب التكريتي عقارب صغيرة لم تزل تسعى دون عيون تريد أن تلدغ ليس فقط أهل العراق ، انما تلدغ كل ماتلاقيه بطريقها حتى ولو كان حجراً وليس بشراً ، ويمكن أن يكون محمد سعيد الصحاف الذي تم تسهيل عملية أنجاز التحقيق معه زأخلاء سبيله وحمايته ومن ثم توفير الطائرة الخاصة التي تقله وعائلته ( رافعاً رأسه ) من قبل القوات الأمريكية بسبب تمسكه بمنهج صدام أولاً وبسبب مواقفه الوطنية المعادية ( للأمبريالية ) ثانياً ، ودون أن تطالبه الأدارة المدنية ليس بأجور حمايته من الشعب العراقي أنمال حتى من أجور الطائرة التي أقلته
 ( منتصراً ) الى أبو ظبي .
ومابين المنهج السابق  والألتزام به من صدام البائد حتى محمد سعيد الصحاف تبقى حقيقة أن الصبغ الذي كان يتم طلاء الحقيقة به قد سقط منها وبان الهدف والغاية والأسلوب دون صبغ مثلما سقط الصبغ عن رأس محمد سعيد الصحاف وسيده البائد صدام الذي لم يزل متمسكاً بالحياة بالرغم من أن صبغه طاح كلياً قبل أن يطيح أسلوبه وكرامته أمام العالم ، ومن يطيح صبغه دون أن يبالي لايشعر بمدى وضوح الحقيقة للناس ويبدو عارياً دونها



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستفيد الأدارة المدنية في العراق من تجربة الستة أشهر الأخ ...
- حتى لاتستغل المرونة الدستورية
- الرجل الحامل
- التمثال
- بصمات جرائم القاعدة في العراق
- مكان أسمه - نقرة السلمان
- عصابات مافيا جديدة في العراق
- نظرية الخوف والتخويف في العراق
- المؤتمر الوطني للقوى والأحزاب الوطنية
- الشهيد القاضي محمد رئيس أول جمهورية لكردستان
- قوات البيش مركة
- كفاح وحقوق الأكراد
- القاضي مدحت المحمود أسم جدير بمهمة كبيرة
- متى نبدأ ببناء العراق ؟
- القضاء العراقي والمحاكم الخاصة
- أكراد العراق أرضية للشراكة الدائمة
- شهداء العراق تعالوا
- خيمة صفوان لم تزل تنشر ظلالها على العراق
- ولادة عراقية بعد زمن مرير
- الانتحار طريق للشهادة أم مخالفة لأمر الله


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الصبغ الذي انكشف