أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - أصلاح النظام القانوني في العراق














المزيد.....

أصلاح النظام القانوني في العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 652 - 2003 / 11 / 14 - 01:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عمد الطاغية من ضمن أفعاله العديدة  في تخريب جميع  اسس الحياة العراقية أن يقوم بتخريب القوانين العراقية ،  وأوغل الدكتاتور في عمليات التفكيك و التجريح والخد ش والالغاء والأضافات التي أستعملها كوسيلة من وسائل التخريب المتعمد للمؤسسة القانونية والقضائية في العراق  ، وأستفحل في أن يتعمد تقطيع أوصال القوانين بحجة أصدار قوانين متناسبة مع الوضع السياسي جديدة تتناسب مع التطور  ، وعلى أعتبار أن القوانين نتيجة من نتائج سياسية للسلطة الحاكمة  .
ولهذا فقد مر العراق بمرارة فترة من التخريب والخبط والفوضى  في القرارات التشريعية وأضعاف الصياغات القانونية وبعثرة النصوص والغريب من القرارات  ، حتى عجت الجريدة الرسمية بالعديد من القرارات التشريعية المتناقضة والهزيلة والباهتة التي تدلل على عقلية السلطة البائدة قيادتها  وأبتعادها عن الفهم الصحيح للعملية القانونية ولمنطق الحق والعدالة  في العراق  ولاسس النص القانوني وصياغته  .
وبالنظر لللتعارض الذي يعم القانون مع السلطة الدكتاتورية ، فقد بات الطاغية يفصل القوانين على مزاجه ، ويعدل العقوبات وفق رأيه وأجتهاده ، حتى أنتشرت مقولته المشهوره بأن القانون مجرد ورقة نكتبها ونعدلها ونشطبها  متى نشاء ، وتلك أشارة واضحة للأستخفاف بالنصوص القانونية التي تحكم الناس .
وأكتظت عقول القضاة بالعديد من النصوص المضافة والقرارات المتلاطمة التي لايمكن لبشر أن يستوعبها ، والتي تدلل دلالة عميقة على الهوس والتخبط الذي يعيشه العراق في ظل السلطة الجائرة ، وأصبح العديد من التطبيقات القانونية معطلاً العمل بها دون وجه حق ، كما أمتلأت الجريدة الرسمية بأسماء العراقيين المحجوزة أموالهم المنقولة وغير المنقولة دون أن تبين السبب ودون أن تكون للجهات التي أوقعت الحجز والمصادرة الحق في ذلك ، ودون أن يمر يوماً من الأيام دون أن تجد عدد من هذه الأسماء المحجوزة أموالها دون بيان السبب أو الحكم القضائي الصادر بحقها  .
ومنعت المحاكم من النظر في قضايا مهمة وذات تماس مباشر   ،   كما تم ايقاف العمل بقوانين نافذة وتحقق العدالة ،  ومنعت المحاكم من سماع دعاوى المواطنين لشتى الأسباب والحجج ودون وجه حق ودون أستناد على مشروعية  .
وأمام الكم الهائل من القرارات العراقية التي خلفها النظام البائد والتي أربكت الحياة في العراق فقد أصبحت عقوبة الجنحة للمخالفة والجناية للجنحة وأصبحت عقوبة الأعدام القاسم المشترك في العديد من نصوص قانون العقوبات والسجن لأبسط المخالفات .
وتم تحديد العقوبة بالنسبة للقاضي يتقيد بها ولايجوز له ان يتجاوز لأدناها ، وتم تقييد القضاة بمنعهم من أخلاء السبيل بالنسبة لبعض التهم والجرائم ، وتم سلب الأختصاص النوعي والمكالني في العديد من القضايا التحقيقية والجنائية ، وأصبحت المحاكم الخاصة التي لاتتقيد بقانون ولابأصول للمحاكمات الجزائية هي الأساس والتي تعتمد عليها السلطة البائدة .
وتم اهمال المحاكم وتهميش دورهم المهم في الحياة العراقية ، وتم سحب السيارات المخصصة لرؤساء محاكم الجنايات ومحاكم الأستئناف بالوقت الذي عززت السلطة من قدرات وسيارات اجهزة الأمن القمعية ، والعديد من الأمور التي عرفها العراقي المواكب للحالة القانونية في العراق .
وعليه أصبح لزاماً على وزارة العدل ومن ابرز وأهم مشاريعها القادمة أن تضع الخطوات الأولى لمؤتمر قانوني حقيقي لأصلاح الخراب القانوني في العديد من هذه القوانين  وبما فيها قانون التنظيم القضائي الذي لم يرق بالقضاء الى مايستحقه ، وأصبح من الضروري على وزارة العدل أن تلتفت الى حجم التخريب الذي شمل الحياة القضائية في العراق فتعيد النظر في العديد من القوانين والقرارات التي منعت القضاة   وقيدت عملهم وحددت قراراتهم القضائية ، وأصبح من الضروري على وزارة العدل أن تعيد النظر بوضع القضاة في العراق بعد مانالهم من التهميش والأستخفاف ماخرب البناء القضائي والقانوني في العراق ، ولزاماً على وزارة العدل وبالتعاون والتكاتف مع نقابة المحامين القضاء الواقف و الرافد الأساس للقضاء في الحياة أن يتم دراسة أحوال عمل المحاماة في العراق  والأرتقاء بها الى مصاف الدول التي تحترم القانون  والقضاء ، ومنح المحامين روافد آالية من العمل يبيح لهم تطوير العمل القضائي ورفده بعناصر شابة ومخلصة تصلح للعمل القضائي وتدعمه للمستقبل .
كما آن الآوان لوزارة العدل ولنقابة المحامين أن تضعا الأمور في نصابها بتهيئة الكوادر القضائية التي تصلح أن تكون أساساً فاعلاً لبناء حياة قانونية تتناسب مع طموحات وأحلام شعبنا العراقي الصابر والمجاهد مستقبلاً  .
كان العراق يتميز بوضعه القانوني والقضائي المتميز والمرتفع في العراق وفي المنطقة العربية وأمام دول العالم  قبل أن تحل علينا لعنة البائد صدام ، وكان العراق من الأقطار التي يشار اليها بالبنان في القدرة والعراقة والمتانة القانونية والقضائية في العراق ، وكان القضاة يتميزون بقدرتهم على الأستنباط والأستنتاج وخلق قواعد قانونية جديدة تتناسب مع الوضع الحالي للأنسان ، قبل أن يتم تحجيمهم وتخويفهم من التطوير والأبداع من قبل سلطة صدام .
أن مهمة ليست بالسهلة تقع على عاتق وزارة العدل ومجلس القضاء ونقابة المحامين في العراق في سبيل ترجمة تطلعات شعبنا الى دولة ديمقراطية يسودها القانون وتطبق فيها العدالة على الناس سواسية .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقابة العامة للملوك والرؤساء العرب
- هل يستطيع صدام أن يقتل العدالة وينتصر على الحق في العراق
- تحية من الأعماق للمناضل العراقي الدكتور كاظم الحبيب
- التحليل السياسي في شتم العراق
- الخراب المادي يمكن ترميمه .. من يرمم خراب الأنسان العراقي ؟
- متى ستتم محاكمة أذناب سلطة صدام ؟
- الملف الأمني
- الدخول بغير المفتاح العراقي
- أرهاب العراقيين أم أخراج الأمريكان ؟
- هل أختفى صدام الى الأبـــد ؟
- شباب الكرد الفيلية الذين غيبوا
- أفعال خسيسة ضد شعب العراق في رمضان
- بقي العراق بخير وسقطت خطط الفضائيات العربية الرديئة
- أكراد العراق يراهنون على تفهم شعبهم لحقهم في الفيدرالية
- الأسئلة التي لم يسألها أحد للصحا ف
- مكب النفايات
- الحوار الوطني المطلوب مسؤولية جماعية
- العراقي حين يصلي فوق تراب العراق
- نداء لتكريم الأبطال والشهداء الذين نفذوا عملية أغتيال أبن ال ...
- عودة الكفاءات العراقية


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - أصلاح النظام القانوني في العراق