غيتس ..يُعّبر عن أمريكا بصدق !

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وزير الدفاع الامريكي ( روبرت غيتس ) في زيارةٍ خاطفة للمنطقة ، قبل يومين ، عَكَسَ سياسة الولايات المتحدة الامريكية بصورةٍ صادقة ودقيقة ، وادناه بعض الدلالات على ذلك :
1- كالعادة كانت زيارته مثل زيارات بوش ورايس ، فجائية وغير مُعْلنة ، ليس بحجة سوء الوضع الامني ، اذ ان كل المسؤولين الامريكان والعراقيين أعلنوا تراجع الارهاب مؤخراً . لكن السبب هو الاصرار على منهج الاستعلاء والعنجهية والاستكبار والتصرف بفوقية تجاه الحكومة العراقية والعراقيين عموما !
2- مثلما حَّط رئيسه بوش في الرمادي قبل اشهر في طريقه الى استراليا ، كذلك فعل غيتس حيث نزل في الموصل ، واجتمع مع المحافظ دريد كشمولة ومسؤولين آخرين . وتفيد الانباء بأن الارهابيين قد ( أعادوا انتشارهم ) وبدؤوا يتركزون ثانية في الموصل ، وهذا يتطلب الاسراع بتشكيل مجالس صحوة نينوى من العشائر اسوةً بالانبار، وهو اعتراف ضمني بفشل القوات الحكومية من جيش وشرطة وحتى القوات المتعددة الجنسيات، في القضاء على الجماعات الارهابية . فمن ناحية يقول الامريكيون ان العراقيين اصبحوا قاب قوسين من تحمل المسؤولية الامنية ومن ناحية يشكلون ويتعاملون مباشرة مع العشائر والصحوات حتى بدون التشاور مع الحكومة .هذه الازدواجية المتعمدة ، والضبابية والتخبط ، تُظهر الوجه القبيح للأمريكان !
3- بعد اجتماعه مع وزير الدفاع العراقي في بغداد ، صّرح غيتس ، بأن أكبر لواء سوف ينسحب من العراق قبل رأس السنة ، اي بعد أيامٍ معدودات ! تعقبه انسحابات في شباط وآذار القادمين ! وفي لقاءه مع الجنرال بترايوس قال بانهم بحاجة الى المزيد من القوات والمعدات من اجل إكمال مهمات قوات متعددة الجنسيات ! هذا التناقض الصارخ يشير الى إحتمالين : أما عدم وضوح الرؤية عند الامريكان الى درجة مأساوية ، أو الاستخفاف والاستهتار بعقليات ومقدرات الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم !
4- أثبت غيتس بأن أهم شيء على الاطلاق بالنسبة للأدارة الامريكية هو ( البزنس ) ! فالساحر المهرج غيتس أخرج رأس ( البعبع ) الايراني المخيف من قبعته ، ورّوع به الخليجيين من الدمام الى العبدلي مرورا بالمنامة والدوحة ورأس الخيمة ! فسارَعوا الى عقد صفقات بالمليارات من أجل انشاء مظلة ضد الصواريخ الايرانية التي صّورها لهم بانها على وشك الانطلاق ! هنيئاً لاخوتنا الخليجيين ستوكات الباتريوت المُخّزنة في المستودعات منذ خمسة عشر سنة ! كما هنيئا لنا نحن العراقيين ( الاسلحة الخفيفة ) التي وّردها لنا الامريكان بمليارات الدولارات خلال الاربع سنوات الماضية ، والتي يُعْلَن بين فترة واخرى عن ( فقدان ) ! مئة ألف قطعة منها !
من أهم أهداف الحرب ، أية حرب ، بالنسبة الى أمريكا ، هو تنشيط تجارة السلاح !
5- سألَ مراسل تلفزيون الحرة ، وزير الدفاع الامريكي عن تقرير وكالة المخابرات المركزية الاخير حول ايقاف ايران نشاطاتها النووية وترحيب ايران بالتقرير ؟ أجاب غيتس : ينبغي النظر الى التقرير من جانبين ، الاول صحيح ان ايران أوقفت منذ مدة برنامجها النووي العسكري ، ولكن من جانب آخر يجب عدم نسيان انها ( كانت ) منهمكة في تطوير امكاناتها النووية العسكرية لغاية 2004 . إذن يجب مراقبة ايران عن كثب والضغط عليها باستمرار لمنعها من امتلاك قنبلة نووية الى الابد !
هذا هو منطق العدالة الامريكية الاعوج ! ان من اهم اهداف الحرب بالنسبة الى امريكا هو الاستحواذ على العالم بواسطة القوة المفرطة والاستيلاء على مصادر الطاقة مهما كلف الامر !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل