|
عَمّهُ المتَنبي وخالَهُ سيبَويه ..ولا يعرف القراءة !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 03:19
المحور:
كتابات ساخرة
صّرح ناطق باسم وزارة الداخلية العراقية ، بأن هنالك ( 19000 ) منتسب للوزارة لا يعرفون القراءة والكتابة ! وانهم يشكلون ( 12% ) من مجموع المنتسبين ، اي ان شرطيا واحدا من كل ثمانية هو من الاميين ! هذا هو الوضع الان في شهر كانون الاول سنة 2007 . اما بعد اشهر قليلة إن شاء الله ، حيث ستنظم اعداد كبيرة من عناصر ( الصحوة ) الى وزارة الداخلية بتوجيه من الامريكان ، فسيرتفع العدد الى اكثر من ثلاثين الف شرطي اُمي وتصبح النسبة 17% ويكون ( ابو اسماعيل ) واحد من كل ستة ( نَحَباني للو ) و ( آه ديكي ) ! المشكلة انه لو حدث هذا الامر في دولة مثل سيراليون لايعرفون اعمامهم من اخوالهم او الاوروغواي التي ليس لها تأريخ عريق ولا اجداد عِظام ! لَكان الامر طبيعيا ومنطقياً . أما ان يكون عندنا هنا في العراق العظيم ذو المجد التليد ، ثلاثين ألف رجل أمن أُ مّي ! فهذا غير معقول . فكيف يجوز ان يكون حفيد ( نبو خذ نصر ) غير متعلم ؟ وهل يُمكن ان يكون شَخْصٌ عَمهُ المتنبي وخاله سيبويه أُمياً ؟! وكيف نُفَسِر ل ( حمورابي ) بأن مسؤولا عن أمن المواطن لا يفهم القانون لانه ( لايستطيع ) القراءة ؟! أصبحنا نحن العراقيين خبراء في ايجاد أفضل الحلول لأعقد المشاكل ! واذا كنت لا تصدق فأسمع خطة وزارة الداخلية من اجل تربية اُمييها تربية حديثة حول حقوق الانسان وتعليمهم القراءة الخلدونية وفق احدث الاساليب : 1- بناء غرفتين في كل مركز شرطة لجعلها صفوف لمحو الامية ، واذا لم تتوفر الامكانات المادية ( حيث ان برميل النفط هبط من 101$ الى 88$ فقط )! ، إفراغ بعض غرف المحتجزين قيد التحقيق . وبهذا تُضرَبْ ثلاثة عصافير بحجر واحد : إطلاق سراح المتهمين ، بمناسبة عيد الاضحى المبارك وكَسبْ دعاء اهاليهم ، توفير مصاريف بناء الغرف على وزارة المالية وكسب ود الوزير بيان جبر صولاغ ، والعصفور الثالث هو ايجاد مكان مناسب للتعليم وكسب أجِرْ من رب العالمين ! 2- تشكيل لجنة رئيسية للأشراف على اللجان الفرعية التي ستتوجه الى الخارج لتهيئة المستلزمات الضرورية لهذه العملية المباركة ، مثل السبورات من فنلندا والطباشير من سويسرا والمِساحات والمقطاطات من البرازيل ! اما الكتب ف ( 62.5% ) من جمهورية ايران الاسلامية و ( 37.1% ) من المملكة السعودية وتكليف نيافة الكاردينال دَلي بجلب ( 4،. % ) من الفاتيكان ! 3- لغرض عدم مزاحمة وزارة التربية ، وايضاً لإضفاء جو من البهجة على أجواء العملية ، التعاقد مع معلمات ومعلمين من لبنان وسوريا مختصين في محو الامية . وتوفير الحماية اللازمة لهم من خلال شركات عالمية معروفة على ان لا تكون شركة بلاك ووتر من بينها ! 4- بأعتبار ان الاخوة المعنيين سوف ينشغلون لمدة سنة على الاقل بدراستهم ، فمن الضروري والمحتم تعيين ثلاثين ألف آخر مكانهم لسد اي ثغرة امنية هنا او هناك ! وبهذا نضرب عصفورين اثنين بحجرٍ واحد ! الاول هو تخليص الاولين من مرض الامية الخطير ، والثاني حل مشكلة البطالة في المجتمع . فبالتأكيد ستكون نسبة كبيرة من المتعينين الجدد لا يعرفون القراءة والكتابة ، فينبغي تنظيمهم في الوجبة الثانية وتعيين بدلاء عنهم ، وهكذا دواليك ! بحيث يصبح مجموع قوات الامن والشرطة بعد خمس اعوام أكثر من مليون عنصر! وكلهم يقرأون ويكتبون . 5- وزارة التخطيط ابدت اعجابها الشديد بهذه الترتيبات المبدعة لوزارة الداخلية ، وهي في صدد إقناع وزارة الدفاع بالحذو حذوها ! فأذا نجحت في مسعاها النبيل ، نستطيع القول بأن جميع مشاكل وأزمات البلد سوف تُحَل ! لسبب بسيط : لن يعد هنالك اي احد عاطل عن العمل ، وستجف اهم منابع الارهاب . فبعد عشر سنين سيبلغ عدد افراد الشرطة والجيش حوالي الستة ملايين ( وكلهم يقرأون ويكتبون ) . اي بمعنى آخر ، كُل اربعة مواطنين سيحميهم شرطي او جندي متعلم ! 6- في دراسة مُلحَقة ، اثبت اكاديميون بأن العراقيين ليسوا بحاجة الى اي عمل ( مُنْتج ) ، فبالأضافة الى الخزين الهائل من النفط ، اُكتُشِفت حقول غاز عملاقة في الرمادي ، وكميات مهمة من اليورانيوم في تكريت ، ومناجم للماس والذهب في علي الغربي ! وان الايرادات تكفي لرواتب مُجزية لكل الشعب حتى شهر تموز من سنة 2032 ! اما بعد ذلك التأريخ فإحْنه يا هو مالَتْنه ؟! رزقهم على الله !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموصل ..دعوة الى التسامح والعيش المشترك
-
هل تعود الموصل حُرّة رائعة
-
مَنْ سيربَح ْ المليون ؟
-
يارجال الدين ..ماذا ابقيتم للسياسيين ؟
-
إحْنه وين و هُمّه وين !
-
المأزق الكردي - التركي
-
الى الاردن : ( النفط مقابل المعاملة الحسنة ) !
-
نعم لحرية المرأة في البصرة !
-
لولا(نا) لما كان في الحكم عبيد الدرهم
-
الى هيئة الرئاسة..نقد وعتاب
-
حماية حقوق المستهلك الكردستاني
-
في العراق .. اقوال وتعليقات
-
بن لادن لرئيس قبيلة تكساس:أسْلِمْ..تَسْلَمْ!
-
اجواء بغداد مليئة بالحفر !
-
الامام المهدي ليس راضيا
-
يافرحتنا..اكبر سفارة بالعالم !
-
دول الجوار العراقي
-
الاصلاح الاقتصادي في العراق
-
الديمقراطية العراقية...وجهات في النظر
-
في العراق..عندما يتكلم السياسي بصراحة
المزيد.....
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
-
-جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|