أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان دغش - ظلّ غيبته ( مرثية للشهيد الرئيس ياسر عرفات )














المزيد.....

ظلّ غيبته ( مرثية للشهيد الرئيس ياسر عرفات )


سليمان دغش

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


لك أن تنامَ الآنَ
طال بك الرحيلُ
يا من أخذت الشعر من لغتي
ومن شفتي
فحارت بعد موتك .. ما تقول ؟!
لك أن تنام على رَخام الموت
مثل قصيدة بيضاء تحت الشمس
يا للشمس
هل أحد يصدق أن ضوء الشمس
يمكن أن يغيبهُ ويغلبهُ الأفولُ
فاجأتَنا يا سيّدي
فاجأت حتى الموت
إنَّ الموت مندهشٌ لموتكَ مثلنا
قلقٌ ومرتبكٌ خجولُ
هو لا يصدق مثلنا يا سيدي
فكأنما أغلقتَ بابَ الموت بعدك
لا تمتْ هتفَ الردى
أرجوكَ لا
إن متّ متُّ أنا
وموتُ الموتِ أمرٌ قبل موتكَ مستحيلُ
هيَ رحلةُ للاّ نهاية ربما
أو ربما فجر على التابوتِ يولدُ
هل رأى التابوتُ قبلكَ
ميتاً حياً
يشيِّعنا إلى مثواهُ في الأبدية الزرقاءَ
كي نحيا
وتبدأ من جنازته تجدُّدَها الفصولُ
هي رحلة للاّ نهاية
في النهاية
كم نبياً في نهايتهِ الهدى
وكم ابتدا من ظلِّ غيبتهِ هدايتهُ
إمامٌ أو رسولُ
لكَ أن تنامَ لعلَّنا نصحو
وندرك
إن همّك همنا
وبأن دمّك دمنا
إن سالَ دمك قطرةً
دمنا كشلالٍ يسيلُ
يا سيد الأنواء والأجواء والأضواء
واللغةِ الجديدةِ في قواميس العواصفِ
كيف تتركنا على عهد الرياحِ
وتعتلي فرسَ الغيابِ
لعلَّهُ الإسراءُ؟! فارجعْ
مثلما عاد النبيُّ
ودُلَّنا كيفَ السبيلُ
قدرُ الفلسطيني أن يُسري
ولكن ميتاً
فاعلِنْ نبوءَتكَ الجديدةَ بيننا
واصعدْ لربكَ
يا قتيلُ
يكفيك أنَّكَ كُنتَنا
كوَّّنتَنا
ورفعتَ قامتنا إلى بلحِ الثُّريّا
ألفُ نجمٍ ظلّ يحرسنا على كوفيةٍ
أقسَمتَ ألاّ تنحني للريحِ يوماً
أو تميلُ
وكتبتنا في دفترِ التاريخِ فاتحةً
لفصلِ البرقِ
كانَ البرقُ يولدُ من مسدَّسكَ
الدليل لبرقنا
من ذا يدلُّ البرقَ بعدكَ
كيفَ تشتعلُ العواصفُ فوقَ سرجِ الريحِ
إنْ طفحتْ على الريحِ الخيولُ
قدرُ الفلسطيني أن يُسري قتيلاً
بل شهيداً
أو شهيداً
أو شهيداً
هكذا أعلنتَها
قد نِلتَها
فاهدأْ قليلاً فالضريحُ مؤقتٌ
والقدسُ تبعثُ حفنةً من تربة قدُسيّةٍ
مرَّ المسيحُ على ثراها حافيَ القدَمينِ
مستبقاً قيامتَهُ .. قيامتَها
وصلَّى فوقَ صخرَتِها الرسولُ
لكَ أن تنامَ الآنَ
مثل حمامةٍ بيضاءَ تسلمُ جانحيها للسكينةِ
في احتفاءِ الموتِ بالصمتِ المباغتِ
ربَّما تعبتْ حمامتنا
وأسقطتِ العواصفُ قصفةَ الزيتونِ
من يدِها
فعذَّبَها
وعذَّبَنا الهَديلُ
فلأيِّ أرضٍ تنتَمي
يا سيِّدَ الشهداءِ إنَّ الأرضَ بعدَكَ ثاكلٌ
مذ غبتَ غابَ السروُ
والصفصافُ وانكسرَ النخيلُ
ولأيِّ بحرٍ تنتَمي
يا سندبادَ الريحِ لمْ تعُدِ النَّوارِسُ
كلُّها للماءِ
كيفَ تركتَها في الريحِ تلهثُ
خلفَ ظلِّكَ في سرابِ الماءِ
بينَ البحرِ والصحراء
من سَيَدلّها يا سندبادَ الاهِ
ثمَّة موجةٌ أخذتكَ للأبديةِ
الزرقاء
فابتَعَدَ الدَّليلُ ..
ولأيِّ أُفْقٍ تنتَمي
يا طائرَ العنقاءِ إنَّ الأُفْقَ ضاقَ
على رؤاكَ
وضاقَ ضاقَ عليكَ
ضاقَ المستحيلُ !!
لكَ أنْ تنامَ
وللرّحيلِ هُنا.. رحيلُ .. !



#سليمان_دغش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرمى الجسد
- إيمان
- مُحمّدنا الصغير( الى محمد الدرة في ذكرى استشهاده )
- على حافّة الروح
- الرسول
- قمر
- فاتحة الماء
- القصيدة
- قرار البحر.. وعاصفة الغضب
- النيل لا يأتي إليَّ
- السموات السبع
- جِنين
- رسالة إلى بحيرة طبريا
- نرجس للروح..شراع للقلب..أيها البحر أخرجْ عليَّ..
- الكلمة الأخيرة لامرىء القيس
- أخافُ عليكِ
- ذاكرة النّدى ...
- إنعام
- تصبحينَ عليَّ
- مرمى الجسد...


المزيد.....




- مصر.. الداعية مبروك عطية يكشف سبب غضبه من الفنان عادل إمام ( ...
- مصر.. مشاجرة في شقة فنان شهير تنتهي بقفز شخص من الشرفة
- اللغة العربية في بوركينا فاسو.. إرث التاريخ وتحديات الحاضر
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يحسم الجدل حول حصوله على الجنسية الس ...
- فنان مصري شهير يكشف حقيقة علاقته بتطبيق -مراهنات- (فيديو)
- فنان فلسطيني يجسد تاريخ وتراث القضية الفلسطينية في لوحاته (ص ...
- فنان فلسطيني روسي يجسد تاريخ وتراث القضية الفلسطينية في لوحا ...
- هيبقى فيلم جباااار..حقيقة تحويل لعبة جاتا لفيلم سينمائي في ا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان دغش - ظلّ غيبته ( مرثية للشهيد الرئيس ياسر عرفات )