أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - منشور العراقيات السري الأول ...















المزيد.....

منشور العراقيات السري الأول ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


" اهدي هذا النص الى روح امرأة عراقية قُتلت في مدينة البصرة والى كل من تدعو الى التمرد على الظلام والارتداد الى العصر الحجري ..".

تتضورين سجنا في داكن الحُجرات
تتساقطين وردا ونجوما في غير زمن الحب
تتذابلين تحت خريف جائر ..
لاربيع في العراق مع المنع المستديم
انت ممنوعة من الضوء ...
تتطلعين الى شوارع العراق الكالحة
بجبين محموم
ومن ثقب جدار
تتسائلين :
كيف هبطت زرقة السماوات الى هكذا ذل ؟
متى ولماذا القائمة البشرية متسخة الى هذا الحد ؟: أُناس ملثمون ، اناس معممون ، اناس محجّبون ، اناس مقوّسون ، اناس مؤدلجون ، اناس بأحزمة ناسفة ، اناس بعيون دامية ، اناس بخناجر ، اناس بمنابر ، اناس بسيوف ، اناس بدروع ،اناس بسواتر ، اناس بجدران ، اناس بقلوب واجفة ، اناس بدموع ابدية، اناس نازفة ، اناس تالفة ، اناس تحت خط الجوع ، اناس عليلة ، اُناس قتيلة، اناس ميتة وحية في قبور ، اناس خُطفوا وقطُفوا واختفوا ، اناس على المزابل ، اناس مُدجّجة ، اناس صبيغة بالدم ، اناس شهداء ، اناس ثواكل ، اناس أرامل ، اناس مخيفة وجروح منيفة ، اناس دموية ، اناس ذئبوية ، اناس قاعدية ، وشراذم شوفينية ، اناس خاطفو أطفال ، اناس حارقو قرائين وأناجيل ، اناس مهدمو مساجد وكنائس وأديرة ، اناس بائعو دم وضمير ، اناس صحفيو ذلة ودونية، اناس من شركات دعارة ، اناس لاتحبها اناس ، اناس يثخنها الشك والوسواس ، وآخرون يركبهم الخناس ، واناس انجاس ، وقلوب مكلومة تناضل وايتام وضحايا وسبايا ورايات ومتاريس ومشاعل.
تتطلعين من ثقب جدار ... ممنوعة من شم النسيم ممنوعة من خطى خارج الأزقة المتربة والآسنة، ممنوعة من مدارس حقيقية ، ممنوعة من معامل العدالة والانصاف ، ممنوعة من أحلام الحرية .
ممنوعة مقموعة مخلوعة !!! مقوّسة ، مُمَسْطرة، مكبّلة ، مرتدية حذاءا صينيا حديديا ، مقفولة ، مشلولة ، مذلولة ، مكفنة ، مُسرطنة ، محروقة ، مسروقة ، مندرسة ، مخذولة ، مهانة، مبددة ، مهددة ، ملطومة ،محرومة ، مغمومة ، مشؤومة ، مركونة في الزوايا ، مزرّدة بالأقفال مجنزرة ،مثقلة بالاهمال وبحمل الجبال ... خادمة في المطابخ والأقبية والدهاليز، نحلة محكومة بالأعمال الشاقة ، الحكم اعدام ومؤبد ، والأمل مبدد ، السجن البيتي قلعة مدى الحياة ... الموت وحده الحرية ، يوم تخرج الجنازة الى المقبرة هو يوم الظهور في شوارع المدينة ...
المرأة الحبيبة شمعدان نور .. هي منارُنا في المحبة ومنارتنا في دوران الحمائم ، النساء قلائد الورد على اعناق الملائكة ، هن الكواكب كما قال قيس بن الملوّح : " هي البدر حسنا والنساء كواكبٌ " هل يعقل ان يسجن كوكب في قبو؟؟؟؟ وتدفن النجوم جميعا تحت الأرض ؟؟؟؟... المرأة الحبيبة سجين سياسي في عراق الظلم الديني – الميليشيوي . المرأة مفتاح لشعاع القمر – المرأة شجرة الحرية ، اوراقها المحبة ، وضفائرها مشاحيف خمر وعنبر فوق السحاب ، ووجناتها زنابق الفجر ، وشفاهها الندى العاطر ، وعيونها البدر الساحر ، من غلّفها ، من لفلفها ، من لحّفها ، من جرّفها من عطر انوثتها ، من أعماها من شوّهها ، من أسقطها في الجهل ، من خلاّها بين صحون ومعالق، مقذوفة الى أبد الآبدين خلف ستار .
المرأة في وطني الحبيب مهزومة ، بالسوط ، بالصفعات ، بالزجر ، بالانتهار ، بالضرب ، بالوأد، بغسل العار ، بالرمي في نار النار .
المرأة رماد مُداس بالأقدام ، متخلفة ، شيطان!!! ناقصة عقل ودين ، المرأة أسيرة تحت قبضة السيّاف ، وسياط الجلادين ، المرأة أنين ، ونحيب متواصل وكيان متآكل ، المرأة عين أسيفة وراء ثقب جدار .
ثوب المرأة في وطني أسْوَد ، والأيام جميعا عاشوراء ...أبناؤها شهداء ومفقودون ، قتلى ومعدومون ، مسافرون مهاجرون ، مغادرون ، مقعدون مشوّهون ، بلا أيد ٍ بلا أقدام ٍ بلا عيون ! أبناؤها عراق مجنون .
المرأة حبيبتنا الأغلى ..." ريحانة المجتمع " ... مهرجان شذر وكرنفال بدر ومواكب أنوار ، وقلب عامر بالحب ، وجوهرة متلألئة بالضوء الذهبي ... المرأة أجدر بالاشراق .
المرأة تقتلها الميليشيات ، بلثام وسواه ، بدين متطرف أو سواه ، ببداوة آفلة ، بسلطة فحولية ، بدولة ذكورية ، بدستور اوباش ومغفلين ، المرأة هي الروليت الخاسر في كل دورة .
المرأة الروضة الغناء ، حدائق بابل المعلقة ، نسيم نينوى ، ماء أبي الخصيب ، نار سفوح كردستان آذار اذا أمطر ْ ، ونيسان اذا أزهر ْ . المرأة تحرق كل يوم ، ففي كل جنينة رماد ، وفي كل مرج أطلال.. المرأة الاُم الكبيرة وهل هذا جزاء الاُم ؟ المرأة الاخت وهل هكذا تركن جانبيا ، كأنها كائن من الدرجة الثانية ! المرأة البنت بُرعم الجلنار الفاتن ، المرأة الزوجة خريطة الحياة اليانعة . المرأة نهر الكينونة الدافق في قلوب من نور وبلور وأرواح من سعد وحبور .
المرأة بساتين على رافدين لا انتهاء لبروقهما .
المرأة افق ضاج بملايين الطيور ... قلوبنا لها سماوات بنفسجية ، عيوننا لها شفق محبة وغسق حنين . هي الأول في تعداد المجد والانتاج واللياقة. هي الأصبى في العطر والأناقة ، هي الأندى بين الزهر ، هي الأصفى لو غام الافق هي النور الذي يعمي النصّيين والغارقين في نتن الكتب الصفراء .. هي شوكة في عيون ذوي اللحى والرماح. هي الخطر الداهم ضد أعداء الحرية ، هي مشاكسة ضد المالك، والسجان والقبطان ، والرجل المهيمن والذكر المتمكن ، وضد العصا ، والعقاب ، ضد اليد الضاربة ، ضد الزجر ، المرأة الكترون لا يهدأ ، لايسكن لايذعن لايمعن في الذل كما يراد له .. سُكرٌ صوفيٌ راقص حتى جذوة المطلق في رحاب البهاء. المرأة معركة يومية ضد الأطواق والجدران والسقوف ، المرأة زلزال تحت أقدام الفحوليين الجبارين الدكتاتوريين المنبريين ، المتزمتين ، المقيّدين المسلسلين ، التجار المرابين ، الدجالين ، القوادين الدنسين ، المدعين الطهر المظهرين عريهم بحكم القانون او اللآقانون على كل طريدة... المرأة لن تلتحق بالبيت غداً ّ ... سوف تجيئ معنا الى غابات العشق الى الفرح المطلق الى حيث تغدو هي سيدة ذاتها ، هي الأميرة والأمير .. المرأة ستثمر في فضاء مختلف ليس في اقفاصكم الدرنة بالخنزرة والافتراس ، سوف تمضي الى الحب نسيما في كون من نجوم صائفة وارواح لاهفة . نساء العراق سينهضن مثل شجرة الكون بمجرات وشموس وبدور وأقمار . المرأة قادمة لا محالة ،
المرأة ستجيئ معنا الى الشارع ... والشارع يفضي الى الروض والى النهر والى المدرسة .. والمدرسة ثكنة للعلم وقلعة الفلسفة وصرح النور الجارف للطوطم الكالح واللآت الجارح وعزى وهبل ومن لف لفهما من خرافات واوهام . ثمالة الفلسفة ذروتنا الأثيرة .
المرأة المرأة !!! حذار ِ منها !!! انها وردة حمراء تشق طريقها بين الصخور وتفطر جدار أعتى جبل.
انها بساط علاء دين السماوات والأرض . لاحرية بلا امرأة ولا امرأة بلا حرية .
أرواحنا وعيوننا وقلوبنا معها .

*******

23/10/2007



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لونُ بغداد
- قصيدة الماكينة الكونية العاصفة
- جمعة كنجي نجمة مؤتلقة
- هؤلاء القادة هه هه هه ...
- بطاقة عيد الى اُم الشهيد
- في ذكرى عبد الغني الخليلي وهادي العلوي
- بطاقة محبة الى كاظم السماوي
- إمرأة في دائرة البصرة القوقازية
- قمر العراق قصيدتي وهيامي
- ميلادُ بغدادَ أضحى يومَ ميلادي
- يقولون هذا ذو انتماء ٍ عشائري
- نازك الملائكة وحرية المرأة ...
- صوت امرأة لن يبرح ذاكرتي
- وكل حلبجة ٍ كالطود تحيا
- - - اني ذكرتك يابغداد مشتاقا - -
- شذرة كلام الى راضي الراضي
- بانتظار الثلاثاء الذهبي او من دفتر اللجوء ...
- أردْ لهْلي وبعد هيهات اسافر ْ
- اغنية مهداة الى الملحّن ...
- خطاب الى الامام علي بن ابي طالب ...


المزيد.....




- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - منشور العراقيات السري الأول ...