أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - جمعة كنجي نجمة مؤتلقة














المزيد.....

جمعة كنجي نجمة مؤتلقة


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 13:07
المحور: الادب والفن
    


جمعة كنجي نجمة مؤتلقة
قراءة في كتابه " ذلك المسافر"

ذكرتني مجموعة القصص القصيرة للأديب الراحل جمعة كنجي بشاعر انجليزي يدعى توماس كراي ، اذ يقف هذا الشاعر أمام مقبرة فقراء ليعاتب الزمن القاسي قائلا كم من عبقرية تحت هذا التراب وقد عتمها الفقر . واذ أضم صوتي الى هذا الشاعر وأنا بصدد الكتابة عن أديبنا القاص ( جمعة ) فاني اؤكد – زعما مني – ان ادبه جميل وجدير بالقراءة والتوثيق أيضا . وعدا بعض القصص التي لم ترقَ الى مصاف عمله العام ، المتسم بالجودة ، فان اسلوب كتابته لقصته ( كوخ على ممر الكرمل ) يتصف بعنصر التشويق ويكسو القارئ بلحظة نسيان شيقة بل بوهج دافئ ينقله الى مناخات الحدث . أما السجع الجميل لديه في ( المقامة التكريتية) فهو لون او جنس ادبي ميت استطاع ان يحييه بقوة المضمون الذي كتب عنه . أما لو حذفت اسم جمعة كنجي ووضعت اسم أي أديب معروف من ادباء اميركا اللآتينية وقصصهم القصيرة المليئة بالغرائبيات لمافرقت في الاسلوب مابين ادبه وادبهم وخصوصا في قصة ( القلعة القديمة ) . هناك قصص اخرى جميلة أيضا لكن امتدادات جمعة كنجي للأسف مبتورة بانتهاء حياته النضالية المرهفة والنقية . تقول انطولوجياه المسطرة في نهاية الكتاب أنه " من مواليد 1933 ناحية بعشيقة ، أنهى الدراسة الاعدادية – القسم الأدبي سنة 1953 ، خريج الدورة التدريبية سنة 1954 ، عين مدرسا في مدارس سنجار والشيخان والموصل . التحق بصفوف الانصار بعد فصله من التعليم .
بدأ الكتابة في الصحافة العراقية عام 1954حيث نشر العديد من المقالات في جريدة فتى الموصل ، وبعدها في اتحاد الشعب وطريق الشعب والفكر الجديد . كان له اهتمام بالتراث ، ونشر العديد من المواضيع في مجلة التراث الشعبي . كتب القصص ، وله عدة مجاميع غير منشورة . نشر قصص الأطفال من خلال دار ثقافة الطفل عام 1985 .

اعتقل بسبب نشاطه السياسي لأكثر من مرة في عهود مختلفة ، وتعرضت عائلته للابادة بعد اعتقالها ومن ضمنها زوجته وأبناؤه الثلاثة ووالدته وشقيقه وأولاد أخيه وأولادهم . وكان النظام البائد مصرا طيلة الوقت على عدم الاقرار بجريمته ، رغم تدخل السيد ياكوب ميلر ودير شويل ( منظمة حقوق الانسان ) .
منع من النشر في السنوات الأخيرة ، قبل استدعائه الأخير من قبل جهاز الأمن ، والذي تعرض بسببه الى سكتة قلبية في عام 1986 ....
يظل هذا الأديب القاص نجمة مؤتلقة في ذاكرة الأدب العراقي ، وخسارة مثل آلاف بل ملايين الخسارات ، والأوضاع المفجعة لحيوات الناس وابداعاتهم ومواهبهم ومصائرهم ، وان محبي جمعة كنجي وعاشقي أدبه ليدينون بالشكر والامتنان الى كل من وقف وراء طبع مجموعته القصصية ...وياليت تظهر الى العيان قصصه الاخرى وآراؤه الأدبية .
اننا رغم ندم بعض أبطاله على الغفلة الصيانية التي سقط فيها شعبنا ، نلمس يد جمعة كنجي تشد على أيدينا وقلوبنا في نداءات أدبية انسانية محرضة على السلام وحق الحرية والبحث والسعادة . يقول جمعة كنجي في ( ذلك المسافر) على لسان أحد المسافرين وبلغة قصصية وشاعرية : " ذات يوم جميل ، قبل أعوام قليلة ، هدمنا جدارا قديما ، لكننا لم نفكر كثيرا بطرح الأنقاض خارج المدينة !!! فعاد الآخرون وبنوا ذلك الجدار مرة اخرى ثم بنوه في غفلة منا " . حقا انها غفلة العمر الصيانية حيث تعلو جدران العهد البائد ، ويكابد المسيرة شعبا وادباؤنا فيغدو طريق ( ذلك المسافر ) شعابا يعج بالثلج والفاقة والألغام ونقاط الحراسة والتفتيش والمتابعات الظالمة ، ومن ثم يستحيل الشعب العراقي بأجمعه مسلخا لمخططات الحروب والاذلال والسجون والمشانق أو المنافي والمغتربات ..الخ .
طوبى لجمعة كنجي في نشيده النابع من الروح والمعبأ بالجمال والحنين الى عالم السلام والمحبة والدفاع عن مظلومي ومعذبي الأرض .
وأخيرا ياليت تنتبه وزارة الثقافة العراقية مشكورة الى كتابات الأديب جمعة كنجي فتقوم بنشرها أو على الأقل باعادة طبع (ذلك المسافر) واحياءا لذكرى وفاته المصادفة في 18/10/ 1986 . وهناك متسع من الوقت لو قدمت الوزارة كتابه للشعب العراقي هدية من أحد القلوب الوفية للشعب والسلام والحرية قلب حبيبنا الغالي الشهيد جمعة كنجي .
انه وعطفا على ما أوردته عن الشاعر توماس كراي ، لابد من الاضافة في كون ظروف التشرد والاعتقالات وقساوة الحياة قد ضغطت بفعلها السلبي على حياة الملايين من الناس ومنهم اديبنا القاص الذي لو توفرت له سنون حياة أفضل لكان قد أبدع أيما ابداع ، لكن القتلة ومقبرة توماس كراي كانت بالمرصا د . ( ولمحبي قراءة النص الشعري المترجم ، لا بد من الرجوع الى ديوان نازك الملائكة حيث أغنت الشاعرة المكتبة العربية بترجمتها لهذا النص الجميل ) .

وأخيرا، عهدا للأديب جمعة كنجي بل أغلى العهود، بأن نعمل على هدي ٍ من محبة شعبنا والانتصار له وايقاد كل لحظة من عمرنا نجمة ً مؤتلقة في سبيله وفي طريق المبدع الأصيل جمعة كنجي ورفاقه في الأدب والنضال .




Nabeel Damman


عضو فعال جدا

بين فترة واخرى يطل علينا بكتاباته الهادفة الاخ خلدون جاويد ، وهو اليوم يقدم لنا كتاب ( ذلك المسافر ) للاديب والمناضل الراحل جمعة كنجي ، ذلك الانسان المثقف من الطائفة الايزيدية التي تعرفه جيدا منطقة الشيخان ، بل قل نينوى وسهلها المنبسط ، لما امتاز به من نضال دؤوب متواصل ، مقارعا الدكتاتورية المجرمة ، والتي انتقمت منه اشد انتقام ، في ابادة عائلته في فترة الانفال السيئة الصيت عام 1988 ، لم يبق من تلك الاسرة سوى الرفيق والصديق العزيز صباح جمعة كنجي ، وهو الاخر قاوم الدكتاتورية لسنوات طوال ، وهي في اوج قوتها ومتخذا من كردستان ، ومواقع الانصار البواسل منطلقا ً .
لذكرى الاديب الاستاذ المعروف جمعة كنجي العـِطر والريحان ، ولخلدون جاويد الشكر ، ولصباح كنجي الصديق المخلص التحية اينما يكون الان . وان شاء الله سنقرأ ذلك الكتاب يوما ً
نبيل يونس دمان
اميركا



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هؤلاء القادة هه هه هه ...
- بطاقة عيد الى اُم الشهيد
- في ذكرى عبد الغني الخليلي وهادي العلوي
- بطاقة محبة الى كاظم السماوي
- إمرأة في دائرة البصرة القوقازية
- قمر العراق قصيدتي وهيامي
- ميلادُ بغدادَ أضحى يومَ ميلادي
- يقولون هذا ذو انتماء ٍ عشائري
- نازك الملائكة وحرية المرأة ...
- صوت امرأة لن يبرح ذاكرتي
- وكل حلبجة ٍ كالطود تحيا
- - - اني ذكرتك يابغداد مشتاقا - -
- شذرة كلام الى راضي الراضي
- بانتظار الثلاثاء الذهبي او من دفتر اللجوء ...
- أردْ لهْلي وبعد هيهات اسافر ْ
- اغنية مهداة الى الملحّن ...
- خطاب الى الامام علي بن ابي طالب ...
- اغنية ياقمر السلام يابغدادي
- جلال الخياط بين جنون الشعر وعقلنة الواقع
- اليوم َ ترفلُ كردستان بالظفر ِ


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - جمعة كنجي نجمة مؤتلقة