خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 12:20
المحور:
الادب والفن
يقولون عيدٌ والعراقُ بمأتم ِ
يقولون يا اُم الشهيد تبسّمي
هنيئا لأكوام الضحايا ! افرحي بها
وباللحد والأكفان والأدمع اكرمي
يقولون مبروكٌ عليك صبيغة ٌ
نوافذك الكلمى وبابُك بالدم ِ
جراحك مثل البحر ماجتْ الى السما
فطاح هلالُ العيد فوق الجماجم ِ
بلادُك ِ يا امّ الشهيد قتيلة ٌ
توالى عليها مجرمٌ بعد مجرم ِ
فمن قاتل في بزة عسكرية ٍ
الى ذي حسام ٍ طائفيّ مُعمّم ِ
لقد نصبوا قبرا لكل ولادة ٍ
ولم تنجبي الاّ لكي تترحمي
عراقك إما ليلُ لحد ٍ وغربة ٍ
وإما زنازينٌ وقيدٌ بمعصم ِ
يريدون سحقَ ابن العراق ومَحْقَهُ
على كفّ ِ وغد ٍ أجنبي ّ ٍ مُلثم ِ
يجمّعُهُم " اسلامُهم " في مسالخ ٍ
لسفك دم ٍ في الرافدين مُحرّم ِ
وحاشاك يا اُم الشهيد من البِلى ،
بنعماك جودي في النوائب واسلمي
فأنت عطاء الأرض ان قطّعوا يدي
وأنت شفائي من جراحي وبلسمي
لأنك بستان ٌ يجود ُ على المدى
اذا وردة طاحت ْ، بمليون بُرعم ِ
وحسبُ هلال العيد فخرا ً وعزة ً
لتقبيل كعبيك الشريفين يرتمي
الى ان يكون البدر قرصا مشعشعا ً
ويهمس في اذنيك : انك توأمي
سبيلك مثلي في احتراب مع الردى
كظيم ، بطولي المآثر ملحمي
تعالي نجُدْ بالسلم والنور والصفا
بديلا لحرب او دجى ً او تشرذم ِ
عهدتك نشوى كالحمامة رقة ً
لنحلمْ ببغداد السلام وتحلمي
فمي وردة مسّتْ يديك بقبلة ٍ
فأبعدتها ! اذ خفت ُ أن تتألمي
أخاف على كفيك من قبلتي كما
على الناس يُخشى من عراق ٍ جهنمي !
لقد صار حتى الحب في موطني أذىً
وسفحَ ورود ٍ من دموع ٍ ومن دم ِ
ولكن ! ومهما أثخن الموتُ روحَنا
بفخر ٍ الى النخل العراقيّ ننتمي
ستبقين يا اُم الشهيد منارة ً
وجمرا ًعلى قلب ٍ وجرحاً بمبسم ِ .
*******
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟