أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - بطاقة محبة الى كاظم السماوي














المزيد.....

بطاقة محبة الى كاظم السماوي


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


بطاقة محبة الى كاظم السماوي
مساء ً، في الصومعة الادبية لصديقي الشاعر ضياء جمال الدين ، في كوبنهاغن ، راح الشوق يتململ في قلبينا الى عناق شاعر واستاذ ومربي ، عناق ولو عبر الاسلاك الباردة للهاتف... انه صديق جميل يعيش في ستوكهولم ، انه الشاعر الكبير كاظم السماوي..
تذكرنا وألحف الشوق علينا ، فتشبثت اصابع السيد أبو مهيار بالرقم السحري .
رن جرس التلفون ، وانداح من هناك صوت دافئ القرار وواضحه... انه صديق الناس وشاعرهم وحبيبهم ، ونصير السلام وعاشق العراق بكل اطيافه الطيبة النبيلة ، انه صوت من اصوات التاريخ النضالي للفكر الثوري والانساني .
كم حنونا كان وهو يستقبل توق محبيه ومهاتفيه . ها هو ابو مهيار يفتح السماعة الجانبية للتلفون فيملأ الصوت الصومعة الصغيرة .
حقا انه كاظم السماوي ، انه نجم من نجوم الدنيا يفخر به العراق مولدا (1919) وتصفق لأغانيه الصين وتعشقه بغداد وكردستان وتمتلئ به البشرية وهجا والتماعا .
تذكرت التلقائية العذبة للقائنا مرة في مجمع اسواق في ستوكهولم حيث جاء الشاعر السماوي من بعيد متكئا على عكاز ، وثقل جسمه يحني قليلا من قامته ، لكنه رغم شيخوخة واضحة ، فانه ذلك الغضر الروح . جلسنا لساعة او أقل وافترقنا على فرح ومحبة ، وغادر ورحت أتأمل مشيته التي تصفها الكاميرا بدقة قد تكون أصدق مما وصفتها في قصيدة عنه لولا المشاعر التي لاتقوى عليها المادة التصويرية وصندوق العدسات التقني .
قدمت بوقتها استهلالا للقاء ومن ثم ادرجت القصيدة ونشرت ذلك قبل سنتين او اكثر في موقع الحوار المتمدن مع مواضيع اخرى تحت عنوان تجربة سفر وحب . وقد جاء فيما كتبت:
ها اني ارى شاعرا ذا اسم مرموق في الذاكرة العراقية وقد كان لقاؤنا صدفة ، وأية صدفة !
منذ الشباب الأول وأنا اسمع باسمه مناضلا مضطهدا ، شاعرا رقيقا ومشاركا الناس همومهم والوطن افراحه واتراحه ، ارى صورته في الصحافة وانتهل من معانيه وقوافيه . وكنت رأيت ديوانا كاملا له بيد بعض الاصدقاء ، فرأيت صورته مطبوعة على غلاف الديوان وقرأت نماذج من شعره ، ومنيت النفس بالالتقاء به مادام هو في السويد . وحقا فقد أهديت له كتابين لي الأول " لماذا هجوت الجواهري ورثيته " والثاني " قم ياعراق"، وارسلتهما بيد صديق يوصلهما له . لكني وصلت الى شاعري في صدفة اللقاء قبل وصول الهدية وقد كانت في الطريق اليه بعد ان يقوم بعض الاصدقاء بقراءتها ... المهم كان اللقاء في مجمع للسوبرماركت ضخم جدا وفاخر وأنيق ،لامع ومضاء ومتلألئ ، عدا وجه الحبيب الشاحب ، وجه الأديب الشاعر الكبير كاظم السماوي الذي ذكرني محياه بقصيدة البردوني الذي قال فيها:

" كذا اذ ا اسود ايناع الحياة على
وجه الأديب أضاء الفن والأدب ُ " ...

كان اللون الممتزج بتلاوين السنين المتقدمة يرين على وجه الأديب .
تصافحنا ، جلسنا على مصطبة ، راح هو يتحدث بصوت متهدج . الحياة قاسية ، الموت الذي ألم ببعض اعزائه الغالين ، والمرض الذي ذكرني بقصيدة الزهاوي :

" لقد كنت في درب ببغداد ماشيا
وبغداد فيها للمشاة دروب "

عدت الى حجرتي في بيت صديقي بعد ان استمعت بألم للشاعر الاديب وانجازاته ونجاحاته وخسرانه هنا وهناك ، رحت اعيد على نفسي كيفية سير خطواته على الدرب ، سيماءه ، طريقة كلامه ... الخ ، ان لحظة لقاء واحدة به تلهمني بقصيدة وسنوات طوال مع آخر لا تحفر في قلب الا الاورام :

قصيدة الى الشاعر الكبير كاظم السماوي

ذاك العتاب بمقلتيك اُحبّهُ
رانت عليه كآبة الفنان ِ
الوجه أصفر شاحب ٌ متقهقر ٌ
كابي الجبين وباهت الألوان ِ
والصدر منهوك الجوانح منطو ٍ
والظهر منهتك كسير حان ِ
والجسم ذاو ٍ والظلال أسيفة
ضاو ٍ كهولي الخطى متواني
وعصاك في يمناك مُستندٌ ، اذا
طاحت ، تطيح بقية البنيان ِ
يتناثر الجسد المهول كأنه
خشب السفين ودفة القبطان ِ
والريح لو عصفت عليك بهبة
سقط الخريف بهيبة البستان ِ
ياعاشق الدنيا وراسم فجرها
يامن تهدم وهو اروع بان ِ
هوّن عليك فما الطريق مفازة
مادمت َ زارع مجدها المتفاني
" كل الأنام الى الذهاب " وما سما
الاّ العطير الوهج والروحاني
ها أنت حبة تربها ومياهها
وظلالها وشجيرة الريحان ِ
ها أنت تحيينا بكونك شاعرا
وبكم تشاد كرامة الانسان ِ
( كاظم سماوي ) أنت نبع ٌ دافق ٌ
وروى ً تفوح وأنجم ٌ ومعان ِ
يتحطم القيثار لكن نبضه
باق ٍ بسبع ملاحن ٍ وأغان ِ
وشبيه قرص الشمس في كبد السما
هو وجهك المرسوم في الديوان
طوبى يراعك كالعبير بخاطري
وكريشة الطاووس في القرآن ِ
سلمت خطاك على الطريق ، وان هوَ ت ْ
تهوي للثم ترابها أجفاني .


راح الصديق الحنون ضياء جمال الدين يدعوه ، عبر الهاتف بحرقة ولهفة متناهية الى القدوم لزيارتنا او العيش بقربنا فهنا قلوب عامرة ، مثلما هي قرب تواجده ، بحبه ، واشواق مفروشة بالرياحين لخطاه او لوئيد عجلات كرسيه المجهد بتثاقل السنين ، وهناك خوف عليه من ان تتكرر الجلطة القلبية التي ألمت به قبل فترة ، وهو وحيد ، وسيعمل لاحدى عينيه عملية جراحية . ياالهي!
قلوبنا معه ... وحبنا كبير له كحب العراق والعراقيين ...
رحت اسعد بسماع صوته أنا الآخر واعدا ايها باعادة نشر القصيدة أعلاه ... متمنيا اطيب الأوقات لاستاذي الكريم واتم الصحة والراحة والعمر المديد والرغيد . متمنيا له ولكل عراقي على الأرض موعدا قريبا مع الوطن ونهاية حاسمة للغربة .

********

* توق أخير : قال الزهاوي في شطر وامرؤ القيس في عجز :
فقلت له انّا غريبان ههنا ... " وكل غريب ٍ للغريب نسيبُ ".



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمرأة في دائرة البصرة القوقازية
- قمر العراق قصيدتي وهيامي
- ميلادُ بغدادَ أضحى يومَ ميلادي
- يقولون هذا ذو انتماء ٍ عشائري
- نازك الملائكة وحرية المرأة ...
- صوت امرأة لن يبرح ذاكرتي
- وكل حلبجة ٍ كالطود تحيا
- - - اني ذكرتك يابغداد مشتاقا - -
- شذرة كلام الى راضي الراضي
- بانتظار الثلاثاء الذهبي او من دفتر اللجوء ...
- أردْ لهْلي وبعد هيهات اسافر ْ
- اغنية مهداة الى الملحّن ...
- خطاب الى الامام علي بن ابي طالب ...
- اغنية ياقمر السلام يابغدادي
- جلال الخياط بين جنون الشعر وعقلنة الواقع
- اليوم َ ترفلُ كردستان بالظفر ِ
- قصيدة كريكتيرية لعمامة ارهابية
- هل سينتقم الشعب من - الدين - ؟ !!!
- شعب العراق وان حاقت به النارُ
- سنبدأ من مهزلة !


المزيد.....




- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - بطاقة محبة الى كاظم السماوي