أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - على أهداب -نسيج آخر للوقت-















المزيد.....

على أهداب -نسيج آخر للوقت-


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:43
المحور: الادب والفن
    



هل هو "نسيج آخر للوقت".. أم هو الوقت "وقتنا" في نسيجه الآخر؟!
قراءة للقلب في ديوان الشاعر د. سليم مخولي

للمشاعر لغة أخرى، حين يلفها وهم الضباب، نعيش حياتنا في انفصام قصري، ترك للوقت ان ينسج مساماته في ذواتنا على هواه. ونحن.. نريد أن نكون. ولكن، كيف ومتى وأين؟! هل نكون هنا، على الرغم من كل متاهات الصراع المغمور بألوان التوافق والتطبيع، واللعب على الألفاظ.. لنستمر بالحياة!! أم نكون هناك، حيث الغبار والدمار والبكاء والدماء؟! حيث يقتل خنجرنا بعضنا، وندافع عن ذلك، في سرد مفاده "إسقاطات الاحتلال".

كيف للوقت أن ينسج وقته بشكل طبيعي، ما بين ضبابية شفافة هنا.. تتراقص بين سهولة الحياة وقبول الآخر، تحت وطأة واقع مفروض علينا منذ النكبة. في متاهة هي أن نقبل أو أن نرفض. وفي حال أن نرفض، فذلك لا يتعدى كونه "في القلب، وهو أضعف الإيمان".. وفي حال أن نَقّبل، فنصبح في سياق مسار لا يختلف كثيرًا عن أولائك الذين ينخرطون في صفوف العمالة والأجهزة الأمنية.. فكل غاية تبرر الوسيلة. هنا يسقط قلب الشاعر "كل شاعر".. مدرجًا بأحاسيسه الدامية، هل يفصح عما يوخز القلب بكلمات مباشرة سليطة تقول الحقيقة دون لف أو دوران.. لتلتقي معها بصورة مباشرة، كما تلتقي مع لوحة تعبيرية دقيقة الملامح والألوان.. ليصبح لقاؤك بها مدركًا.. تحفظه عن ظهر قلب.. وبعد ساعات تأتي الحياة بدورتها العادية.. فتنسى ما التقيت به في ذلك المشهد التشكيلي العادي حد الحقيقة.

قيل لأبي تمام، لماذا تقول ما لا يفهم، قال: "لأنكم لا تفهمون ما يقال".. في الكلمات المنسوجة على إيقاع آخر للوقت.. يبحر الشاعر التشكيلي سليم مخولي في مسامات المتاهات المرئية.. كمبحر في غياهب ظلمة الأيام السوداء، التي يعيشها شعبنا، هنا وهناك.. وهو باليقين يعرف ويتحسس معالم "الوقت".. لكنه ينزف من خلال حركات ألوانه المجردة التي ترسمها الكلمات!!

لا املك مفتاح النقد، ولا أريد. فانا أتعامل مع ما نتركه في كتاب الزمن، بإحساس القلب؟ "فالقلب يعرف مهما الرياح الدنيئة سيئة جارفة".. وأعود الى حروف تشكلها الكلمات.. ربما لا أفهم كل تفاصيل روايتها!! لكنني أعّي أن ما بين السطور خبايا، لو ظهرت بجلي وضوحها، لقامت الدنيا على صاحبها، شر قيام.

لا أطلب من الحبّ
غير لحظته الفانيةِ،
بعدها – دعيه يموتُ ويستريح (ص 92)
.........
وفي مكان آخر يكتب:
توجِعُني!
عاقرةٌ الأبعادُ
بين حبيبين ِ
والأرضُ كذلك... (ص 81)

هنا تنام بين ضفاف القلب، حالة عشقٍ.. لمرأة/لوطن!! وربما هي حالة وجدٍ جاءت كحلم في صيرورة متاهات الحياة العابرة.. لرغبة، تمنع وصول نشوتها الأيام، والأعراف والتقاليد.

يمكنني بكل صدق أن أتلمس ما خلف الكلمات.. "فاشرح هواكَ، فكلنا عشاق".. يوجعك أن تحمل في مسامات روحك عقيدة الإخلاص لمن تعيش ومن تصادق ومن تحب.. في متسع من الأيام المسجاة على علات عادتها.. ويقتلك هذا الشوق الشبقي لروحك الهائمة خلف ثنايا جسد، امرأة/وطن، يعبق بالفتوة والحياة. ربما هو الحنين لربيع العمر.. لربيع الأيام.. لربيع الوطن. وربما هي أن تكون هو أنت، كما أنت! لكن هل تجرؤ على قول الحقيقة كاملة.. في وجه هذا "الوقت"؟!

على صفحة أخرى ينسج الوقت "ذاته" ويقول:
دموع الشعب طوفانُ
وقلبُ الشعبِ بركانُ (ص 72)
.......
للأفق قوسُ قزحٍ آخر
في أعين الغرباء
وللآمّ – ليس غير الصمت
أمامَ ضجيج العجلات!.. (ص 13)
.......
يا أمّهُ – لا تبحثي عنه كثيرًا
أقلام الرصاصِ في حقيبةِ الكتفِ
انطلقت – لتعود سالمةً (28)

تتكدس الكلمات هنا.. لربما لتخفي!! وربما لتقول.. ماذا بوسع "الوقت" أن يفعل في خضم هذا السراب الموعود بغدٍ أفضل.. بفسحة أمل تترك هامش لحياة صخب/هدوء، عدم/زخم، ضحك/بكاء، لحالة يتناقض فيها المعقول باللامعقول!! في جرأة تقتحم محرمات القبيلة، تكسر القيود، وتنام على صدر وطن، كأنه امرأة لم يتجاوز عمرها عشرون ربيعًا.

تفضحنا الكلمات.. حين نحاول أن نخفيها برسالة الى وجه نشتاق غوايته.. ويقول:
وجهكِ – أشهد منه
لو نظرت
واسمكِ – أشهى من السّرِ
أحمله قبلةً أمامي... (ص 78)
لو أفصحتُ به
أخشى
- في حالة كشفٍ –
أن يكون مصيري
الذوبان في حضرة اللّقاءِ
فلا يفهمني أحد
غيرُ طائرٍ – وقفص... (ص81)

هل هو موقعنا أيها الصديق؟! أم هذه الشخصية التي نسجنا وقتها على أوتار حياء "ماذا يقول الآخرون"!؟؟ كم تتمنى أن تصرخ في وجه هذا الوقت، بما يختزنه القلب من شبق دفين.. يحطم في غوايته كثير من المسلمات.. فنغدو في مواجهة الطوفان!! ونتساءل، الى متى سيفرض الوقت نسيجه على أيامنا؟! ونلوذ بالصمت.

في الكتاب.. صور شعرية عديدة تماثلتُ معها.. وأخرى لست أدري ما تكون!! ربما هي كلمات "لذاتك".. التي تعود في حالات متعددة بين السطور!! في الكتاب أيضًا قصائد تشكيلية.. اللوحة، كما قال لي الصديق الشاعر رشدي الماضي، في لقاء على هامش افتتاح إحدى المعارض، "اللوحة قصيدة صامته.. والقصيدة لوحة صائته".. فاللوحات التي ضمها الكتاب.. يمتاز أكثرها بالألوان الدافئة.. كقلبُكَ، إذ قليل من الأزرق والبنفسجي ينام في رحابها، سوى لوحة في الصفحة 9 وصفحة 59. وهي أيضًا.. سراب مستوحى من "الوقت" ونسيجه الآخر.

صديقي.. سليم، تقول: "لا يستطيع أي فنان، كبيرًا كان أم صغيرًا أن يوقف عجلات الجرافة أو الدبابة أو يعيد الصواريخ إلى قواعدها،ص 73"، بيد أن لوحة "غيرنيكا" بيكاسو ساهمت في وقف امتداد الوحش النازي، إبان الحرب العالمية الثانية، ومسرحيات "ملر" كذلك.. وتقول أيضًا: "نحن هنا على هذه الأرض نبقى بشرًا، لنا حياة مشتركة ومصير واحد! نحن جمال الحياة وعنصرها الأساس، نبني ونسير على هذه الأرض رغم العواصف، كما سار المسيح على وجه الماء...ص 73"، والمقصود هنا هو العمل الفني المشترك ما بين فنانين يهود وعرب.. لكن اسمح لي أن أتساءل، هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ هل يستوي القاتل والمقتول.. وهل تنام الضحية والجلاد على سرير واحد؟!! لو أن الفنانون الإسرائيليون وقعوا على وثيقة يعتذرون فيها عما ارتكبوا "شخصيًا" من اغتصاب للحق الفلسطيني.. أكون معك!! لو أنهم اعترفوا جهارًا بأنهم يعيشون هنا على أنقاض شعب آخر.. أكون معك!! من هنا يأتي "نسيج آخر للوقت". حين تتعذر الرؤية الواضحة الجلية، لكيفية التعامل مع واقع مجرم جبان.. فمتى يعود الوقت لنسيجه الحقيقي.. كي يرسم معالم طريق واضحة للبشر.. حين يكون الدافع البشري.. أنساني حقًا! وهنا أنا معك!

أنا لا اشكك في مصداقية إنسانيتك.. بل أنا على يقين انك تحلم كمعظم أبناء شعبنا، بالحرية والسلام. ومن هنا أنت تتمنى أن يتوافق البشر على المضي في مصير واحد لحياة مشتركة.. حياة إنسانية، لا أكثر ولا أقل، ولكن هيهات يا صديقي، هيهات!



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى محمود درويش.. وكل العرب!!
- وطني وأنت
- هل يعود عضو الكنيست د. ع الى البلاد
- حواريات - سامحيني يا امل الدنيا
- كل سني وانتو سالمين
- الأعمال المدمرة -شهداء- وما هشمته الحرب هم -جرحى- وجراح أكثر ...
- رجعنا لقصة الجواسيس
- ايها المجرمون.. قتلتم الإنسان والطبيعة والحضارة
- فشل معرض -صمت الدماء- يا بلد الهريسه
- يا شيعه.. يا شيوعية!!
- وداعاً ايها العاشق الكبير
- للمسرح ميدان
- يا دولة العدالة والعدل العظيم
- شفاعمرو الان .. الان الان!!
- في رحاب المهرجان الثالث للنحت بالخشب
- بحبوحه ع القانون
- هيك اشي ما بيصير غير عنا - 2
- وجعي .. وانا بخير!!
- هيك اشي ما بيصير غير عنا 1
- ما بين الانتحار والخياة


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - على أهداب -نسيج آخر للوقت-