ثقب طبقة الأوزون المهتريء أم ثقب الشرف الشرقي الرفيع ..؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 07:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

الهجمة الإعلامية غير المعلنة عن طريق الفيديو والهاتف النقال والكاسيتات عن عملية إعدام من أبشع وأدنس أفعال الإنسان (الوحش ضمناً) والذي يثبت كل يوم أنه أبعد مخلوق عن الإنسانية وأحط من فصيلة الحيوان .. عملية رجم لطفلة لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها بين جموع غاضبة تزيد على المائة وكلهم ما شاءالله رجال يخزي العين عنهم ، صناديد أبطال بواسل على طفلة يركلونها بحوافر أقدامهم ويلكمونها بقوادمهم ثم يرفعون الحجارة الثقيلة ليهشموا رأس الضحية المستنجدة المستغيثة وذنبها انها تزوجت ..نعم تزوجت إنسانا من غير دينهم ...
أسالكم .. كيف سنتقدم خطوة واحدة إلى الأمام زحفاً في هذا الزمن الذي يجري متقدماً بسرعة الضوء ولا يكاد يمضي شهر واحد إلا ونسمع الغربيين إما طائرين عبر الفضاء والسموات يكتشفون النجوم وما يخبئه الفضاء من أسرار ومفاجأت أو عن علاج لمرض مزمن أو عن طريقة فريده في الكشف عن الأمراض أو عن عقار يخفف الآلام ..الغرب في كل يوم يسجل عشرات الإبداعات العلمية والأدبية ونحن نجتر تعاليم الماضي البغيض بكل عجره وبجره وقد ورثنا أن شرف العربي في ثقب لايتجاوز قطره نصف إينش وينادي شاعرنا من بطون التاريخ المجيد .. لايسلم الشريف (الرفيع) من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم .. ؟ الرجل يقتل يسرق يغتصب يكذب يفتري ولكنه يبقى في منزلة من لم يتعرض ثقبه لأذى ...؟ ونفتخر بنشر غسيلنا القذر
ان الفيلم الذي يصور مجزرة وافتراس الفتاة الصغيرة والذي انتشر تداوله بسرعة خبيثة تخفي في طياتها أهدافاً غير نبيلة قط . لآن المثل يقول – إذا بليتم بالمعاصي فاستتروا ولكنهم فعلوا العكس لينفضحوا ولنثبت للعالم اننا أمة مفضوحة ....
ونسأل ما الذنب الذي جنته هذه المخلوقة بزواجها من رجل من غير دينها وهوليس حرام في أي دين وفتوى حديثة للدكتور الترابي تجيز ذلك , ثم أن الزواج واختيار شريك العمر انها مسألة شخصية بحتة وتدخل ضمن حرية اختيار الزوج من قبل الفتاة التي تؤيدها كل الأديان وخارج الأديان .. وإذا لم يعجب هذا الاختيار أسرة أو أقارب أو جماعة قرار هذه الفتاة يمكنهم إهمالها والتبرؤ منها واعتبارها ليست منهم وليس قتلها وإعدامها وهم لا يجرؤون على ذلك لو كان المتزوج رجلاً منهم وليس امرأة ... إذاً المشكل هو النظرة الدونية لهذه المجتمعات بالنسبة إلى المرأة بشكل عام والتي مع الأسف تحمل وتحوز على ثقب شرفهم المعصوم ... والإنسان بحضارييه ومن غيرهم ساهموا ويساهمون في تخريب ثقب الأوزون الذي يحمي الأرض من الأشعة المضرة بحياة الإنسان والحيوان .. وأما بالنسبة لثقب الشرف الأرضي الذي يحمل لواءه الشرقيين من عرب وإسلام وبطريقة متزمة ولتصنف دولهم ضمن الدول الضالعة في جرائم ما يسمى بالشرف وتروح ضحيتها مئات النساء سنوياً وبطرق بشعة من ذبح ورجم وحرق وقتل ..
والذي يثير التساؤل والذي أثاره محرر (سيريا نيوز) الذي كتب عن الموضوع من المستفيد من نشروتوزيع مثل هذه الكارثة الإنسانية التي تدين الفئة التي أقدمت عليها .. مابين قرية حيالين في الداخل ومنطقة السويداء مع أن أكثر من قاريء أكد أن الفيلم هو لمجزرة االفتاة دعاء (اليزيدية) في إحدى مناطق العراق التي تقطنها أكثرية يزيدية وذلك بسبب زواجها من مسلم عراقي سني ولتسفرالطائفية البغيضة عن وجهها الكريه ولتزيد في تعقيدات هذه المجتمعات والتي ترفض حتى الآن عالم الحضارة والتقدم واحترام إنسانية الإنسان رجل كان أم امرأة خارج صبغة الدين أو القومية في مجتمع العالم الذي سيوحده العلم والتقدم الحضاري في مستقبل القرية العالمية الواحدة ومعيار الشرف فيه ليس ثقباً ....؟!

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل